"رويحة" إحدى أجمل المدن المنسية في جبل "الزاوية" ، تقع غربي مدينة "جرادة" بثلاثة كيلومترات وتبعد عن مدينة "معرة النعمان" حوالي ستة كيلومترات وهي تسمية كنعانية تعني في العربية تصغيراً لكلمة "أريحا" وهي الرائحة، نمت وتطورت هذه المدينة الأثرية في القرن الثالث وحتى القرن السابع الميلادي، ويعود تاريخ بنائها إلى الفترة الرومانية والبيزنطية، وتتميز بفيلات ذات باحات واسعة تتألف كل منها من طابقين، يتقدمها رواق من الأعمدة ويبرز من الطابق العلوي شرفة تستند على رواق الأعمدة، وتضم هذه المدينة كنيستان و"أكورة" ساحة عامة ومدافن ومحال تجارية.

موقع eIdleb التقى الأستاذ "غازي علولو" رئيس دائرة آثار "المعرة" ليحدثنا عن أهم معالم "رويحة" الأثرية وبدايةً من أهم مدافنها، حيث قال: « المدفن المعبد في "رويحة" يعتبر من أجمل المدافن في سورية الشمالية، حيث يتسم بنموذج العمارة اليونانية والرومانية، يتألف من مدخل ذو أعمدة اسطوانية متوجة بتيجان كورنثية جملوني السقف، ومن قبو يضم ثلاثة توابيت وغرفة علوية، ويتوسط واجهته من الأمام كتابة باللغة اليونانية القديمة تؤكد أن تاريخه يعود الى سنة 384 ميلادي، وهو بناء متماسك ولايزال بحالته المعمارية السليمة، ويوجد مدفن آخر يرقد فيه باني كنيسة "بيزوس" وهو "بيزوس بن بارادوس" ويتميز بقبة نصف كروية من حجارة محدبة من الخارج ومقعرة من الداخل على شكل صليب، وتُوجت أركان الغرفة من الزوايا الركنية الخارجية بتيجان كورنثية ويؤطر الغرفة المربعة من الخارج أرشتراف مزخرف وفي الداخل، نُقش نص باليونانية القديمة تقول ترجمته "بيزوس بن بارادوس" أقمت حسناً – تجولت حسناً – صلوا من أجلي" وهذه الكتابة للأسف تعرضت للتخريب منذ زمن بعيد، وهناك مدفن يماثل المدفن المعبد يقع إلى الشمال من الكنيسة الشمالية بخمسة أمتار ويرقى إلى أواسط القرن الرابع الميلادي وهو ذو تيجان كورنثية رائعة وسقف جملوني بعوارض حجرية ولايزال هذا البناء متماسك وبحالته الطبيعية».

المدفن المعبد في "رويحة" يعتبر من أجمل المدافن في سورية الشمالية، حيث يتسم بنموذج العمارة اليونانية والرومانية، يتألف من مدخل ذو أعمدة اسطوانية متوجة بتيجان كورنثية جملوني السقف، ومن قبو يضم ثلاثة توابيت وغرفة علوية، ويتوسط واجهته من الأمام كتابة باللغة اليونانية القديمة تؤكد أن تاريخه يعود الى سنة 384 ميلادي، وهو بناء متماسك ولايزال بحالته المعمارية السليمة، ويوجد مدفن آخر يرقد فيه باني كنيسة "بيزوس" وهو "بيزوس بن بارادوس" ويتميز بقبة نصف كروية من حجارة محدبة من الخارج ومقعرة من الداخل على شكل صليب، وتُوجت أركان الغرفة من الزوايا الركنية الخارجية بتيجان كورنثية ويؤطر الغرفة المربعة من الخارج أرشتراف مزخرف وفي الداخل، نُقش نص باليونانية القديمة تقول ترجمته "بيزوس بن بارادوس" أقمت حسناً – تجولت حسناً – صلوا من أجلي" وهذه الكتابة للأسف تعرضت للتخريب منذ زمن بعيد، وهناك مدفن يماثل المدفن المعبد يقع إلى الشمال من الكنيسة الشمالية بخمسة أمتار ويرقى إلى أواسط القرن الرابع الميلادي وهو ذو تيجان كورنثية رائعة وسقف جملوني بعوارض حجرية ولايزال هذا البناء متماسك وبحالته الطبيعية

وعن كنائس مدينة "رويحة" أضاف "علولو": «يوجد في "رويحة" كنيستان وهما الكنيسة الجنوبية وترقى إلى أوائل القرن الرابع الميلادي وهي من أقدم الكنائس في سورية الشمالية، طرازها بازليكي تتألف من صحن مركزي ينتهي من الشرق بحنية نصف دائرية وصفين من الأعمدة على اليمين والشمال، ويفصل الأروقة عن الصحن الرواق الجنوبي وهو عبارة عن أعمدة اسطوانية متوجة بتيجان آيونية تعلوها قناطر نصف دائرية وفي أعلى الواجهة فتحات مستطيلة لإدخال الضوء إلى الكنيسة، ويوجد قرب هذه الكنيسة عامود حجري مرتفع على ستة أعمدة مُتوج من الأعلى، وهو عامود "بنت الوزير" ذو التسمية المحلية الشائعة، وهذا البناء هو مرحلة متطورة لأبراج التنسك والطريقة العمودية، ومن التسمية يلاحظ أن التنسك والتزهد لم يكن حكراً على الرجال بل كانت النساء تشارك به بدليل وجود هذا المبنى الذي يجاور الكنيسة الجنوبية، وبالنسبة للكنيسة الأهم وهي كنيسة "بزوس بن بارادوس"، فقد ذكر الأستاذ "عبد الحميد مشلح" في كتابه "الظاهر والمدفون في بلد الزيتون" أنها تعتبر أكبر كنيسة في "جبل الزاوية" وأقدم كنيسة في العالم، فهي الكنيسة البازليكية الأولى في نظامها المعماري، تتركز على دعائم قائمة في صحنها قناطر باتجاهين، وتحتوي هذه الكنيسة على مجموعة من المعالم الأثرية الهامة ومنها "قدس الأقداس" الذي يتضمن حنية عميقة فيها ثلاث شبابيك شرقية تجاورها داران مستطيلتا الشكل وهما "دار الشماسة" و"دار الشهداء"، ويوجد فيه مجموعة من الأقواس والبراويظ التي ترتكز على مجموعة من الأعمدة الحجرية، والقسم الثاني هو صحن الكنيسة وتبلغ مساحته /230/ متر مربع، وينقسم إلى ثلاثة أسواق يفصل بين كل منها ثلاثة قناطر كبيرة قائمة فوق ركيزتين، وفوق هذه القناطر"إفريز" نافر مُزنر على جهات الكنيسة الأربعة وفي أعلى جدران السوق الوسطي كراسي مزخرفة».

غازي علولو مدير آثار المعرة

أبنية "رويحة" السكنية تشابه الفيلات في طرازها المعماري تعلو مداخلها القناطر، ويوجد إلى جانبها محال تجارية ترتفع على طابقين، إضافةً إلى حوانيت تتركز جميعها في ساحة المدينة، وتنضم "رويحة" إلى مجموعة من النقاط الأثرية الواقعة في جبل الزاوية المُقرر إدخالها في لائحة التراث العالمي مثل "شنشراح" و"جرادة" و"مجليا" و"بسقلا" و"الكفر" وغيرها.

كنيسة بيزوس من الداخل
مدخل أحد البيوت الأثرية