في منطقة يجتمع فيها الماضي بتاريخه ومعالمه وبقايا حكاياته مع الحاضر بتطوره وتقنياته تقف آثار "كوكنايا" كشاهد على ذلك التاريخ الغابر الذي عاشته المنطقة وهي تتربع على ارتفاع 582 متراً على المنحدر الغربي لجبل "باريشا" الذي يضم الكثير من المواقع الأثرية الهامة وعلى مقربة من بلدة "معراته الشلف" وعلى مسافة ثلاثة كيلومترات من بلدة "قورقانيا".

هذه البلدة التي أصبحت بفضل هذا الموقع والآثار واحدة من أهم المواقع الأثرية والسياحية في محافظة "إدلب" وواحدة من المواقع المرشحة لتكون على لائحة التراث العالمي لأهميتها وجمال منظرها ومحيطها الطبيعي وتعايش سكانها مع الآثار المحيطة بهم، مشكلين مشهداً طبيعياً مميزاً يشد كل من يزور هذه المنطقة ويزيد من إعجابهم بها، كما أن ما يزيد من أهميتها قربها من بعض المواقع الأثرية الهامة في المنطقة مثل كنيسة "قلب لوزة" و"بانقوسا" و"قورقانيا" و"باريشا" والتي تشكل معها قطعاً من قطع ذلك العقد المليء بالمواقع الأثرية التي تنتشر في جبل "باريشا" وما حوله، والتي تمتد لعدة حضارات سادت وعاشت في هذه المنطقة وكان لها كيانها وتواجدها في تلك الفترة من الزمن الذي ما تزال حجارتها تروي بعضاً من فصوله وحكاياته ولتكون شاهداً للأجيال على حضارة الأجداد.

من آثار"كوكنايا" برج صغير من القرن الخامس والسادس الميلادي يبعد نحو 100 متر فقط إلى جنوب غرب البازليك الشرقية طول ضلعه 4.5 متر وهو معروف عند الأهالي باسم "الخيمة"، ويوجد تحت البرج مدفن وغرفتان مع باب وعدة شبابيك مع درج وهو بحالة سليمة، ويوجد فيها فندق كان يستخدم كاستراحة على طريق "قلب لوزة" ومدافن منها مدفن من العام 369 ميلادي ومدفن هرمي إلى الشمال من البلدة يعود للعام 389 م، ويقع على مسافة 500 متر جنوب غرب البرج ولا يزال محافظاً على جزء كبير من مظهره العام حيث يوجد جزء من الجدار الجنوبي وركائز والباب الرئيسي، كما يحوي مدفناً ومعصرتين وصهريجاً، ونجد عليها نقوشاً ورسومات نباتية وتزيينات مختلفة تزيدها جمالاً وروعة، وبالقرب من "الدوير" يوجد بقايا دير وكنيسة كبيرة تعودان للقرن السادس وحنية الكنيسة مع الحائط الشرقي ما يزالان موجودين وهناك إلى جنوب البلدة منسكة في أعلى الهضبة تضم غرفتين بحالة سليمة وغرفة متخربة وحجارتها متناثرة

وفي حديثه عن تاريخ هذه المنطقة يقول الباحث "عبد الحميد مشلح": «إن "كوكنايا" من المناطق التي ازدهرت في العهد البيزنطي كما تشير إلى ذلك الكتابات العديدة التي عثر عليها في الموقع، واشتهرت بزراعة الزيتون ويؤكد ذلك وجود معاصر الزيتون في أكثر من مكان، وتضم مجموعة من الآثار الهامة وخاصة الأبنية السكنية والدينية من كنائس وأديرة ومدافن هرمية والتي تزينها الرسومات والأقواس والتيجان والكتابات، وقد أحصي في موقع "كوكنايا" 55 قصراً قديماً بطراز معماري مميز بعضاً منها ما يزال قائماً وسليماً ويستخدم للسكن من قبل أهالي البلدة، كما لا يزال بعض تلك الأبنية محافظاً على شكله وطرازه المعماري المميز في حين أن البعض الآخر طالته يد التخريب والتغيير فلم يبق منه إلا بعض الحجارة المتناثرة هنا وهناك أو بعض الحجارة التي أصبحت جزءاً من بناء حديث، كما يوجد فيها ثلاث كنائس تعود للقرن الخامس والسادس الميلادي مع دير ومصلى رهباني وبرج وفندق بحالة سليمة إلى حد كبير، ويوجد فيها الكثير من الكتابات اليونانية المسيحية ومنها كتابة شهيرة باسم "أوسابيوس المسيحي" تعود للعام 361 م وكذلك كتابات من عام 349م وكتابات من عام 369م وأخرى من العام 378م، كما يوجد فيها كتابات عربية إسلامية ولكنها قليلة جداً».

مدفن هرمي

ويضيف الباحث "مشلح": «من آثار"كوكنايا" برج صغير من القرن الخامس والسادس الميلادي يبعد نحو 100 متر فقط إلى جنوب غرب البازليك الشرقية طول ضلعه 4.5 متر وهو معروف عند الأهالي باسم "الخيمة"، ويوجد تحت البرج مدفن وغرفتان مع باب وعدة شبابيك مع درج وهو بحالة سليمة، ويوجد فيها فندق كان يستخدم كاستراحة على طريق "قلب لوزة" ومدافن منها مدفن من العام 369 ميلادي ومدفن هرمي إلى الشمال من البلدة يعود للعام 389 م، ويقع على مسافة 500 متر جنوب غرب البرج ولا يزال محافظاً على جزء كبير من مظهره العام حيث يوجد جزء من الجدار الجنوبي وركائز والباب الرئيسي، كما يحوي مدفناً ومعصرتين وصهريجاً، ونجد عليها نقوشاً ورسومات نباتية وتزيينات مختلفة تزيدها جمالاً وروعة، وبالقرب من "الدوير" يوجد بقايا دير وكنيسة كبيرة تعودان للقرن السادس وحنية الكنيسة مع الحائط الشرقي ما يزالان موجودين وهناك إلى جنوب البلدة منسكة في أعلى الهضبة تضم غرفتين بحالة سليمة وغرفة متخربة وحجارتها متناثرة».

البرج
جدار كنيسة