تعتبر المدافن الأثرية في قرية "الرويحة" شمال غرب مدينة "المعرة" بـ 15 كم من أجمل الأوابد الأثرية التي مازالت منتصبة حتى اليوم في مدننا المنسية، إذ تتسم هذه المدافن بتميز معماري فريد.

الباحث الأثري "أحمد غريب" تحدث لموقع eIdleb عن هذه المدافن بالقول: «هناك تميز في مدافن "الرويحة" التي تم تشييدها في القرنين الرابع والخامس الميلاديين، فعند وصولنا إلى قرية "الرويحة" الأثرية من جهة الجنوب يستقبلنا بناء جميل يسمى "المدفن المعبد"، وهو رائع جداً، حيث نلاحظ التميز المعماري فيه، والبناء بالأصل روماني وتم إضافة بعض التزيينات المعمارية إليه في العهد البيزنطي وهو متأثر من الناحية الزخرفية بالعهد اليوناني، إذاً هو مزيج لعدة مدارس فنية معمارية: اليونانية والرومانية والبيزنطية، وإنما وشح بطابع شرقي عربي أي إن المعمار هو سوري عربي من هذه المنطقة، هذا المدفن فريد مدخله من جهة الشمال، له عمودان متوجان بتيجان كورنثية رائعة جداً مزخرفة وزخرفتها واضحة، وهو مؤلف من طابقين طابق أرضي (قبو) وطابق علوي، وللأسف مكان الدفن في الطابق العلوي مفقود، أما النواويس في القبو فمازالت موجودة، والمدفن الثاني هو مدفن "بيزوس" هو قبر فريد من نوعه يعتبر من أهم المدافن في "سورية"، يقع بالقرب من كنيسة "بيزوس" بمحاذاة الزاوية الجنوبية الشرقية، وهو بناء مربع الشكل له قبة نصف كروية مقعرة من الداخل ومحدبة من الخارج، وفي زوايا القبر الخارجية من الأعلى تزيينات كورنثية، هذا البناء فريد وهذه القبة هي من أولى القباب في "سورية"، حيث تم تحويل المربع إلى دائرة لتشييد القبة وهي حالة هندسية رائعة، تم تحويل المربع عن طريق سراويل ركنية إلى دائرة، ودفن فيه باني كنيسة "بيزوس" وهو "بيزوس بن بارادوس" في هذا المدفن، ونقش على الجدار الخارجي سطراً كتابياً باللغة اليونانية القديمة التي كانت سائدة في المنطقة يقول: "بيزوس بن بارادوس أقمت حسنا تولت حسنا وأرتاح اليوم حسنا صلوا من أجلي"، وقد تعرض هذا النقش للإزالة من قبل اللصوص، أما المدفن الثالث في قرية "الرويحة" فهو المدفن الشمالي بمحاذاة الزاوية الشمالية الشرقية من كنيسة "بيزوس"، وهو مدفن رائع جداً من الناحية المعمارية، سقفه سانامي الشكل ومدخله جميل له عمودان اسطوانيان متوجان بتيجان كورنثية، صاحب هذا المدفن هو قديس كان يقوم بخدمة كنيسة "بيزوس" المجاورة للمدفن».

"المعبد المدفن" كان معبداً قبل كونه مدفناً، يعود تاريخه إلى القرن الخامس، ولكنه كمعبد يسبق هذا التاريخ، ويعتبر من المعابد الوثنية المتميزة والباقية في المحافظة، ما زال محتفظاً يسقفه الحجري الجميل، وغرفة الدفن المحتوية على ثلاثة نواويس (توابيت حجرية)، له مدخل خلفي وقوس وسطي تستند عليه أحجار السقف، واجهته مزخرفة بتيجان كورنثية، وهي التي سادت في القرن الرابع على غيرها من زخارف التيجان، ثم تحول إلى مدفن للمؤمنين اللذين تنصرا وآمنا بالإله الواحد، الكتابة اليونانية القديمة الموجودة على واجهة المدفن العلوية المثلثة غير كاملة وتعريبها: (إله واحد فقط معين من أجل أمان وتذكار الأحياء باسيما وماثبابيا جدد هذا المدفن في سنة 433 وهذا التاريخ يوافق 384-385 م)، و"باسيما" اسم سرياني ويعني الحبيب و"ماثبابيا" اسم آلهة قديمة وثنية، ولعلهما كانا وثنيين ثم تنصرا وحولا هذا المعبد إلى مدفن لهما

ويقول المؤرخ "فايز قوصرة": «"المعبد المدفن" كان معبداً قبل كونه مدفناً، يعود تاريخه إلى القرن الخامس، ولكنه كمعبد يسبق هذا التاريخ، ويعتبر من المعابد الوثنية المتميزة والباقية في المحافظة، ما زال محتفظاً يسقفه الحجري الجميل، وغرفة الدفن المحتوية على ثلاثة نواويس (توابيت حجرية)، له مدخل خلفي وقوس وسطي تستند عليه أحجار السقف، واجهته مزخرفة بتيجان كورنثية، وهي التي سادت في القرن الرابع على غيرها من زخارف التيجان، ثم تحول إلى مدفن للمؤمنين اللذين تنصرا وآمنا بالإله الواحد، الكتابة اليونانية القديمة الموجودة على واجهة المدفن العلوية المثلثة غير كاملة وتعريبها: (إله واحد فقط معين من أجل أمان وتذكار الأحياء باسيما وماثبابيا جدد هذا المدفن في سنة 433 وهذا التاريخ يوافق 384-385 م)، و"باسيما" اسم سرياني ويعني الحبيب و"ماثبابيا" اسم آلهة قديمة وثنية، ولعلهما كانا وثنيين ثم تنصرا وحولا هذا المعبد إلى مدفن لهما».

المعبد المدفن

الرحالة الذين زاروا "رويحة" ذكروا هذه المدافن في كتاباتهم، وعن ذلك يقول المؤرخ "قوصرة": «في عام 1888 زار الرحالة الفرنسي "يوليان" "رويحة" ومما كتبه عن مدافنها: في "رويحا" يصاب المرء بالدهشة حين مشاهدته معبدين إغريقيين بعواميد ذات نسب جميلة وتأثيرات نيرة، وهي مدافن مسيحية تشغل غرفة النواويس الطابق القبوي أعمدته الداخلية تحمل أحجار السقف وتحت الأقواس مسماك السقف، كما زارها الرحالة والباحث الأثري الأمريكي "غاريت" عام 1900 فقال: خيمنا بموقع يضم أروع الآثار يدعى "رويحا" مازالت تشتمل على العديد من القبور السالمة والدارات والأبنية الأخرى، اثنان من القبور بني سقفاهما بأحجار مبلطة كبيرة مدعمة بالأقواس الداخلية والقبر الثالث شكل سقفه كالقبة، وفي عام 1738 زارها الرحالة الانكليزي "بوكوك" حيث كتب يقول: في أحد الجوانب (أي جوانب كنيسة بيزوس) تجد بناء واسعاً مع قبة مثبتة على دعائم والذي يبدو وكأنه معبد قديم صغير واجهته العلوية مثلثة الشكل كورنثية، ولن تجد أفضل وأجمل من هذه المصانعة الفنية، كل البناء قائم على أساس جميل ويواجهه رواق بأعمدة يتألف من عمودين فقط».

مدفن بيزوس بقبته الكروية
المدفن الشمالي