من المكتشفات الأثرية التي تلفت النظر في "إبلا"، موقع "تل مرديخ" قرب مدينة "سراقب"، الأحواض الطقسية المكتشفة في معابد المدينة.

الأستاذ "أحمد خربوطلي" تحدث لموقع eIdleb عن تلك الأحواض الطقسية في "إبلا" بالقول: «هذه الأحواض الطقسية المصنوعة من الحجارة الكلسية والمزينة والمنقوشة بالعديد من المشاهد المختلفة، تمثل أحد جوانب الفن الديني الراقي في "إبلا"، لما تحمله من مشاهد طقسية ودينية مختلفة تعكس الواقع الديني الإبلائي، وتسمح بتعقب تطور الفن الإبلائي، وعكست الورشات التي كانت ملحقة بالمعبد الذوق الملكي لإبلا في هذه الفترة من تاريخ المملكة، من هذه الأحواض الطقسية ذلك الحوض المكتشف في معبد الإله "شمش" المتوضع في المدينة المنخفضة شمال الأكربول، يؤرخ هذا الحوض لفترة تتراوح بين 1800-1750 ق.م، وهو يحتوي في وجهه الخلفي على مشهد لرجال يلف بعضهم بعضاً في مشهد طقسي يشير إلى حالة الأخوّة والمحبة، وعلى الوجه الجانبي نقوش للآلهة الحامية في مشهد أمامي وكأنها تنظر بشكل مباشر إلى الناظر وتظهر كأنها مساعدة أو كأنها شاهد على حدث طقسي ما».

هذه الأحواض الطقسية المصنوعة من الحجارة الكلسية والمزينة والمنقوشة بالعديد من المشاهد المختلفة، تمثل أحد جوانب الفن الديني الراقي في "إبلا"، لما تحمله من مشاهد طقسية ودينية مختلفة تعكس الواقع الديني الإبلائي، وتسمح بتعقب تطور الفن الإبلائي، وعكست الورشات التي كانت ملحقة بالمعبد الذوق الملكي لإبلا في هذه الفترة من تاريخ المملكة، من هذه الأحواض الطقسية ذلك الحوض المكتشف في معبد الإله "شمش" المتوضع في المدينة المنخفضة شمال الأكربول، يؤرخ هذا الحوض لفترة تتراوح بين 1800-1750 ق.م، وهو يحتوي في وجهه الخلفي على مشهد لرجال يلف بعضهم بعضاً في مشهد طقسي يشير إلى حالة الأخوّة والمحبة، وعلى الوجه الجانبي نقوش للآلهة الحامية في مشهد أمامي وكأنها تنظر بشكل مباشر إلى الناظر وتظهر كأنها مساعدة أو كأنها شاهد على حدث طقسي ما

أما المؤرخ "فايز قوصرة" فيقول عن أهميه هذه الأحواض في الحياة الدينية الإبلاوية: «عرفت "إبلا" بأنها مدينة المعابد وكثرة الآلهة فيها ولكن فوق هذه الآلهة إله واحد وقد سبقت أخناتون في دعوته للتوحيد وهناك طقوس كانت تمارس في "إبلا" طقوس ملكية وطقوس شعبية، الأولى حول تنصيب الملك، والثانية هي تلك الأعياد التي كانت تتم في أشهر معينة يشارك فيها الشعب والحكام، وتمارس هذه الطقوس في المعابد، ومن مظاهر هذه الطقوس تلك الأحواض المكتشفة في "إبلا"، حيث اكتشفت حتى الآن خمسة أحواض طقسية، كل حوض عبارة عن صخرة واحدة تحوي حفرة واحدة أو حفرتين لوضع الماء المقدس فيه من أجل الطهارة، إذ كان الإبلاويون يعرفون الوضوء ويسمى بلغتهم "وضوؤم"، وظل هذا الطقس مستمراً فيما بعد، حيث نشاهده في الطقوس المسيحية فيما يسمى بجرن التعميد "جرن المعمودية" في قرية "عين لاروز" في منطقة "أريحا"، هذا الجرن مشكل من أربعة وجوه عليها نحوت خاصة بالصليب، وهذا يدل برأيي الشخصي بتأثير الفن الإبلاوي على نحوت المنطقة حتى العهد المسيحي، وكان ينحت على جوانب الحوض الطقسي رموز وإشارات تكون إما لآلهة أو ملوك أو الكهنة خدام المعبد، وهناك رسوم نافرة لخواريف إذ كانت الأضحية تقدم من لحم الضأن، وهناك رسم لمائدة أي إن الأضحيات تقدم باسم الآلهة وتذبح على هذا الحوض الذي يحتوي دم الأضحية، ويمكننا القول بأن هذه النحوت النافرة تقدم صورة حقيقية عن تلك المشاهد الدينية التي تتم في المعبد وحول الحوض، ومن الأحواض النذرية المكتشفة في "إبلا" حوض يحوي رموزاً تمثل الأخوة والمحبة والسلام بين أبناء الشعب، لأن كل من يدخل المعبد سوف يغسل ذنوبه بعد القيام بالوضوء، أيضاً وجدنا في أحد الأحواض وجود نحت نافر للأسود وفوقها جنود تحرس، وهذا الرسم يعطينا إنذاراً مبدئياً بأن هذا المكان مقدس ومحمي من قبل الأسود والفرسان، ومثل هذه الرموز وجدناها في كثير من المعابد والقصور في "بلاد الرافدين"، حيث يتقدم المعابد نحوت نافرة لأسود ضخمة وهذا يعني أن الطقوس الدينية الإبلاوية قد انتشرت في المنطقة، وخير مثال ما اكتشف في "سهل العمق" من نحوت تشابه تلك التي في "إبلا"».

حوض طقسي من إبلا عليه نقوش تمثل الأخوة والمحبة مكتشف في معبد شمش

ملاحظة: الصور من أرشيف الأستاذ أحمد خربوطلي.

حوض نذري يمثل الأسود والفرسان الحامية للمعبد
نموذج أخر من الأحواض الطقسية في إبلا