«أمسك يديّ بقوة لنسير معاً ونبحث عن طرقنا سوياً.. قد تضطر أن تتمهل لتماشي خطواتي.. ويتغير مفهوم الزمن لديك.. فلا تحدد عمري بالسنوات بل بإنجازاتي.. فلا تيئس لأني بحاجةٍ لقوتك.. ولا تحزن لأني بحاجة قربك.. لنبدأ المشوار معاً ونكتشف أننا لسنا وحدنا وأن كثيرين غيرنا مشوا هذا الدرب قبلنا».

رسالة تعبر عن نفسها وعن جمعية "الرعاية الإنسانية" أول جمعية أهلية متخصصة بالإعاقات الذهنية في "إدلب" تتحدث عنها المديرة المؤسسة لها والمسؤولة عن أنشطتها الدكتورة "نبال معلم" قائلة: «تعتبر التجربة الأولى في محافظة "إدلب" التي تهتم بذوي الاحتياجات الخاصة، فمن خلال وجودي في مجلس الشعب والاطلاع على الإحصائيات المتعلقة بهذه الشريحة لاحظت وجود أعداد كبيرة دون اهتمام أو رعاية ودون وجود أية جمعية متخصصة سوى جمعية الشلل الدماغي التابعة لمديرية الصحة، في بداية العمل عام /2004/ واجهت صعوبات شتى خاصةً وجود الكادر المتخصص من أبناء المحافظة، فقمنا بالاستعانة ببعض الجمعيات من مدن أخرى كجمعية "آمال" في "دمشق" و"الرجاء" في "حلب" ومؤسستي "رضوان سعيد" و"ضوء المستقبل" في "حمص" إضافةً للتعاون مع خبراء سويديين للتعرف على أساليب العمل، فتطورت الجمعية من اختصاص الإعاقة الذهنية والتوحد لتشمل برامج صعوبات التعلم وصعوبات النطق ومتلازمة "داون"».

أحب الجمعية وأصدقائي ونتعلم أشياء جديدة كما أرسم لوحات ستشارك في المعرض، وأحب الرحلات الترفيهية

وعن تعامل الجمعية والمجتمع المحلي تضيف "معلم": «قد يرى البعض من الأهالي أن إشراك أطفالهم في الجمعية يمس بمكانتهم الاجتماعية لكن على العكس، فالأغلبية العظمى من الأهالي أبدوا الاهتمام بسبب الإهمال الذي يلاقيه أطفالهم وعدم وجود برامج خاصة للتعامل معهم، ومن خلال كادر الجمعية الذي قام بزيارة البيوت والتعرف على الحالات، لذلك وصل عدد المنتسبين إلى الجمعية حوالي /40/ طفلاً من سن الثالثة لتطبق برامج التدخل المبكر وحتى سن السادسة عشرة وفي هذه السن يتم تأهيلهم ليندمجوا مع أبناء المجتمع المحلي ويستطيعوا الدخول إلى سوق العمل، حيث يتم تدريبهم على بعض الأعمال ذات الفائدة وتحدي هذه الإعاقات وهي الرسالة التي تسعى الجمعية إيصالها إلى كافة شرائح المجتمع المحلي».

نبال المعلم

الأنشطة التي تقوم بها الجمعية وصلت لمشاركتها في الأولمبياد الخاص والذي حدثتنا عنه الدكتورة "نبال" قائلةً: «تقوم الجمعية سنوياً باحتفالية للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة بمناسبة يوم المعاق العالمي وتقوم الجمعية بالتعاون مع دائرة ثقافة الطفل بالمشاركة في معارض تخص الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة، كما شاركت الجمعية في الأولمبياد الخاص وأحرز أطفالنا ميداليات ذهبية وفضية في السباحة والدراجات والريشة الطائرة منهم "عبد الكريم الترك" و"إيهاب الترك" و"محمد دعبول"».

أما عن أهم ما ينقص الجمعية فتقول "معلم": «نحتاج إلى دعم الفعاليات الاقتصادية لتوفير مكان يستوعب خططنا المستقبلية وما نطمح إليه، ويشكل المقر العقبة الوحيدة التي تقف في وجه تطور الجمعية إلى ما نطمح، فالمقر الحالي مقابل جامع الروضة في حي القصور لم يعد يتسع للأعداد الكبيرة التي تضمها الجمعية، ونحتاج إلى تنوير المجتمع وتعريفه بدور جمعيتنا التي تختلف في تقديم المساعدة الإنسانية عن الجمعيات الخيرية».

من أطفال الجمعية

ويذكر السيد "مصعب حاج لطوف" والد الطفل "خالد" المنتسب إلى الجمعية فيقول: «ساهمت الجمعية في تنويرنا بالبرامج والعناية بالطفل من خلال الإرشادات وتقديم النصح والرعاية بعد الانتهاء من الحصص في مقر الجمعية كما ساهمت في تعزيز الشخصية الإيجابية لدى طفلنا فأصبح يعرف الأساسيات اليومية كالطعام ويعتمد على نفسه في كثير من أموره الشخصية».

ويقول الطفل "إيهاب الترك" الطفل المصاب بمتلازمة "داون": «أحب الجمعية وأصدقائي ونتعلم أشياء جديدة كما أرسم لوحات ستشارك في المعرض، وأحب الرحلات الترفيهية».

تعليم التلاميذ المبادئ الأساسية

يشار إلى أن جمعية الرعاية الإنسانية لتعليم وتدريب الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة تأسست عام /2004/ كأول جمعية متخصصة، وأشهرت بوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل برقم /1464/.