للجامع القديم في قرية "أرنبة" الواقعة على بعد 27 كم جنوب غرب مدينة "أريحا" حكاية عمرها أكثر من مئتي عام بطلتها واحدة من نساء القرية اسمها "مروش اليعقوب".

وبغية التعرف على حكاية هذه المرأة زار موقع eIdleb قرية "أرنبة" وتحدث مع السيد "عبد الله اليعقوب" أحد أبناء القرية المهتمين بالبحث والتقصي حول تاريخ وتراث قرية "أرنبة"، حيث حدثنا عن تلك الحكاية بالقول: «الجامع القديم هو أول جامع تم بناؤه في قرية "أرنبة" وتاريخ بنائه يعود لأكثر من 250 عام، وهذا الجامع بنته امرأة من أهالي القرية عاشت في تلك الفترة اسمها "مروش اليعقوب" وهي زوجة "محمد علي اليعقوب"، وقد قامت بعمارة هذا الجامع وفاء لنذر قطعته على نفسها، حيث نذرت لوجه الله بناء مسجد إذا أعاد الله لها أولادها سالمين من حروب السفر بلك أيام العثمانيين، وعندما ارتد أولادها من الحرب قامت ببناء الجامع ووثقت تاريخ البناء بحجر ما تزال موجودة حتى اليوم فوق المدخل مؤرخة بالقرن الثامن عشر كون التاريخ ليس واضحا تماماً، أي منذ حوالي أكثر من 250 سنة وهذه».

بناء الجامع مكون من أحجار ضخمة جداً في الأساسات، ومن ثم استخدمت في عمارته طريقة "الغمس" والقناطر الداخلية، وبناء الجامع "غمس" مكون من ثلاث "مصلبات"

ويتابع الحاج "أبو موفق": «بناء الجامع مكون من أحجار ضخمة جداً في الأساسات، ومن ثم استخدمت في عمارته طريقة "الغمس" والقناطر الداخلية، وبناء الجامع "غمس" مكون من ثلاث "مصلبات"».

الشيخ عبد الله الشيتي

ومن مقتنيات الجامع الفريدة نسخة من القرآن الكريم مكتوبة بخط اليد تعود إلى عام 1277 للهجرة، وهذه النسخة قد أوقفها "عبد الله اليعقوب" للجامع وعنها يقول: «هذا المصحف كان خاصا بجدي الشيخ "فياض" ومن بعده والدي رحمهما الله، وبعد وفاة والدي أوقفت هذا المصحف للجامع القديم منذ حوالي 25 عاما، وعمر هذا المصحف يزيد عن 155 عام وهو مخطوط بخط اليد، وكان جدي "فياض" ووالدي رحمهما الله يسجلون على السجل الداخلي للمصحف أسماء المتوفين من عائلتنا بزمانهم».

إمام الجامع الشيخ "عبد الله الشيتي" قال لموقع eIdleb: «بخصوص الجامع يقول الأهالي بأنه قديم جداً وهذا ملاحظ من حجارة أساسته الضخمة جداً، وأبعاد حرم الجامع تبلغ 15 متر شرق غرب وستة أمتار جنوب شمال، وقد تم توسيعه منذ عشرين عاماً في الطرف الشمالي وذلك بأبعادها 13 متر شرق غرب و10 أمتار جنوب شمال، ويحكى في القرية بأن امرأة من سكان القرية القدماء قد بنته وفاء لنذر، وإن اسم وتاريخ باني الجامع مكتوب على لوح حجري فوق مدخل الجامع لكن الكتابة غير واضحة، أما بخصوص المصحف المحفوظ في الجامع فقد كتبه الشيخ "القادري الريحاوي" كما كتب على الورق الأخيرة من المصحف، وقد انتهى من كتابته في التاسع من شهر ذي القعدة عام 1277 للهجرة الموافق 1856 للميلاد، وكما ذكر فإنها النسخة الخامسة والستين التي يكتبها بخط يده، معظم أوراق المصحف بحالة سليمة لكن هناك بعض الأوراق الضائعة، يبلغ عدد صفحاته حوالي 400 صفحة وأبعادها بحدود 32 * 20 سم، المصحف كتب الحبر الأسود وأسماء السور وترقيم الآيات كتبت باللون الأحمر».

مخطوط المصحف الشريف
الحجر الذي وثق تاريخ بناء الجامع وكما تبدو الكتابة غير واضحة