"كول ووتر، ديزاير، جادور وهوغو" هي تسميات لأنواع معينة من آلاف أنواع العطور، يُضاف إليها عطورات غربية مثل عطورات شركة "دولش جبانا" وعطورات "كولينا هيريرا" وجميع الأنواع المذكورة تلاقي إقبالاً واسعاً في سوق "المعرة" لبيع العطورات بنوعيها الشرقي والغربي الكلاسيكية أم الرومانسية على حدٍ سواء.

مهنة العطورات أو سوق بيع العطور كان موضوع موقع esyria في "معرة النعمان" كنموذج مجال عمل في هذه المدينة، حيث تحتل عطورات التعبئة موقعاً هاماً في تجارة سوق أدوات التجميل، وكان اللقاء في البداية مع أحد زبائن السوق "عبد السلام عبد الباقي" الذي تحدث عن بيع العطورات وما يرغبه شخصياً خلال التسوق بالقول: «أنا أميل بقوة لشراء الروائح الغربية مثل "لايك مان"، العطور كلها متشابهة، لكن على الشاري أن يراعي اختيار البائع المناسب الذي لا يخلط العطر "الأسنس" بكمية كبيرة من المثبت، ويكون ذوقه عالياً في التذوق، ويجلب الرائحة الأصلية من المنشئ دون الإنجرار إلى الروائح التجارية والتي تحقق الربح».

أنا أميل بقوة لشراء الروائح الغربية مثل "لايك مان"، العطور كلها متشابهة، لكن على الشاري أن يراعي اختيار البائع المناسب الذي لا يخلط العطر "الأسنس" بكمية كبيرة من المثبت، ويكون ذوقه عالياً في التذوق، ويجلب الرائحة الأصلية من المنشئ دون الإنجرار إلى الروائح التجارية والتي تحقق الربح

السيد "رامي الباشا" بائع عطور في شارع "الكورنيش" شرح أولاً عن طبيعة مهنة بيع العطور في "المعرة" بالقول : «مهنة بيع العطور هي مهنة قديمة لكنها اليوم تأخذ أشكالاً مختلفة وحيزاً كبيراً في تجارة أدوات التجميل، ويقبل الناس في الآونة الأخيرة على عطور التعبئة وهي "أسنس" العطر أي زيته مُضافاً إليه الكحول الخاص والمُثبت، طبعاً أغلب الناس في مدينة "المعرة" يفضلون النمط الغربي للعطور، وبعضهم يُقبلون على نمط العطور الكلاسيكية الشرقية مثل الياسمين والورد، وهناك من يفضل العطر الثقيل وآخر يفضل العطور الخفيفة، والإختلاف بينها يكون في العبق وثبات الرائحة لأطول فترة، ويشبه ذلك الألبسة وتدرجها من الأزرق الخفيف وهي الرائحة اللطيفة إلى الزيتوني الغامق ومثله الرائحة القوية، وتتعدد أصناف العطور وأنواعه فلدي مثلاً 300 صنف وهي جزء من آلاف الأنواع والأصناف المختلفة لكل نوع، ويكون إنتاج كيلو غرام من العطور جراء تقطير مئات الكيلو غرامات من النباتات، كما يمكننا كبائعين تصنيع عطورات جراء خلط أنواع متشابهة وإضافة مثبتات وكحول ضمن معايير معينة، ومثلاً نحن اقتبسنا نوعاً أسميناه "قبرصي"».

السيد علي الباشا

شقيق السيد "رامي الباشا" وهو السيد "علي الباشا" وهما أصحاب محل "الباشا" لأدوات التجميل تحدث عن العطر من الناحية التجارية في مدينة صغيرة مثل "المعرة"، حيث قال: «في الخمس عشرة سنة الأخيرة لعبت العطور دوراً أساسياً في المجال الإقتصادي لكونه لم يعد من السلع الكمالية بل أصبح أساسياً كما هو الطعام، وبسبب زيادة الطلب اتجه الناس إلى عطور التعبئة، ومن الأسباب أيضاً الوضع المعيشي الصعب لدينا والذي لا يناسب استهلاك أنواع غالية الثمن، لذلك فإن الأنواع تعددت وتدنى ثمنها، وصارت الشركات تنتج أصنافاً مختلفة لنوع أو رائحة واحدة تبعاً للمنافسة، وهكذا زادت الكميات المطروحة في السوق وصار لكل نوع العديد من الروائح، ومؤخراً تدفق نوع إلى الأسواق مصدره إسباني رخيص الثمن ، لكنه غير لطيف ولا يحمل نكهة جيدة، والمشكلة أنه لا يوجد حماية ملكية للنوع بالنسبة للأنواع المحلية أوالدارجة بشكل عام، فأصبح لكل نوع خمسين شركة تنتجه، وزبوننا من النوع الوسط الذي لا يمكنه تمييز النوع الأصلي من التقليد، وطبعاً هناك دول تتخذ احتياطاتها في هذا المجال، ففي سويسرا لا يمكن إدخال أي زيوت عطرية حتى لا تضارب المنتج الأصلي المحلي، وفي دول الخليج التي أصبحت سباقة عالمياً في مجال العطور لا يمكن إدخال مثبتات أو كحول إلا بنظام، وبالنسبة لسوقنا فينقصه وجود القيم التجارية الصحيحة، وعلينا نحن كبائعين إلتزام الوسائل الصحيحة لكسب الزبائن، ويكون ذلك بنظافة العطر وثباته، ويكون ملتزماً بذلك غالباً البائع الذي يستمر دون توقف في هذه المهنة، وهذا النوع زبائنه دائمة وملتزمة بعطوراتها».

دور بائع العطور في ترويج عطوره موضوع آخر حدثنا عنه السيد "أحمد الجاجي" وهو صاحب محل "لميس" لأدوات التجميل، حيث قال: «يختلف الأمر حسب كل مجتمع وفي مجتمع المعرة أغلب من يتسوق عطور التعبئة من الرجال، وعلى كل حال يتطلب الأمر من بائع العطور أن يكون ذا نفسية منفتحة ومتفتحة كما هو العطر الذي إذا أردنا أن نتذوقة من الواجب أن نستنشقه براحة وهدوء، فكل بائع عطور يجب أن يمتلك حس ذوقي مرهف ومميز حتى يستطيع معرفة أذواق من يبيعهم، والأهم من ذلك تمييز الروائح بعضها عن بعض لأن شم العطر له ثلاث مراحل الأولى شم الزيت والثانية شم الخليط والآخير المخمر أو المعتق الذي تختلف رائحته قليلاً عن زيت "الأسنس" الأصلي»، وبالنسبة لزبائن العطورات وطريقة تفاعل مجتمع "المعرة" مع الروائح أضاف "الجاجي": «شاع تداول أنواع وأصناف بعينها من العطور، وارتفعت أثمان عطور أخرى لإعتبارات كثيرة، وتخصصت بعض العطور بمناسبات معينة وأوقات معينة أو لظروف معينة فهذا رجالي وذلك نسائي وهذا للصحو والآخر للنوم، وهذا للمناسبات وذاك للحلاقة وغيره للأضرحة، وأصبح الشباب يُظهرون شخصياتهم من خلال عطورهم الخاصة، فهي التي تميزهم وتُبهر جانبهم للآخرين، حتى أضحى الأمر هوساً وتفنناً باقتناء أجمل الروائح العبقة».

أنواع وأصناف العطور
السيد أحمد الجاجي