ترتسم على السفح الغربي لجبل "الزاوية"، والذي يبعد مسافة 30كم جنوب غرب مدينة "أريحا" و20 كم شمال غرب مدينة "كفر نبل"، والمطل على سهلي "الغاب" و"الروج" أجمل لوحات الطبيعة، ولكثرة الأزهار الحمراء والصفراء والوردية ومختلف الألوان فوق أرضية خضراء واسعة، يصبح الأمر أشبه ما يكون بلوحة فسيفساء رائعة الجمال زكية الرائحة، لوحة فسيفساء ولكن من صنع الطبيعة.

موقع eIdleb وأثناء جولته بالمنطقة التقى الشاب "مصطفى السلوم" حيث قال: «المكان هنا رائع وجميل، فهو هادئ وبعيد عن الضوضاء ونشعر حقاً أننا بطبيعة بكر، فالطيور من مختلف الأنواع ("الحجل" و"الحسون" و"الحمام البري"...)، كما يوجد بعض الحيوانات البرية ("الثعالب" و"ابن آوى" و"الأرانب"...)، وما يميز هذه المنطقة هو إطلالتها الرائعة والساحرة على سهل "الروج" و"الغاب"، كما تطل من على ارتفاع 600م تقريباً على سد "قسطون"، وتقابل من الجهة الغربية جبال "اللاذقية" ما يعطي الجلسة رونقها الخاص، بالإضافة إلى رائحة الأزهار العطرة المنتشرة على مساحات واسعة من مختلف الأنواع والألوان».

نحن نخرج أسبوعياً للترويح عن النفس إلى هذه المنطقة، فبالإضافة لهوائها النقي والذي شهدت له عدة قنوات إعلامية، يوجد وبأجزاء منها مواقع أثرية هامة تدل على عراقة المنطقة وأهميتها التاريخية، كما توجد بعض الغابات والتي تعطي المكان جمالية خاصة

الشاب "مصطفى الخضر" تكلم عن أهمية المنطقة بالقول: «نحن نخرج أسبوعياً للترويح عن النفس إلى هذه المنطقة، فبالإضافة لهوائها النقي والذي شهدت له عدة قنوات إعلامية، يوجد وبأجزاء منها مواقع أثرية هامة تدل على عراقة المنطقة وأهميتها التاريخية، كما توجد بعض الغابات والتي تعطي المكان جمالية خاصة».

مصطفى السلوم

والتقى موقع eIdleb الحاج "نديم عبد الساتر" وهو مربي أغنام حيث حدثنا عن أهمية المنطقة بالقول: «يصل عدد قطيعي إلى حدود 20 دابة، وأقوم بالرعي في هذه المنطقة صيفاً وشتاءً، وهي تمتد من غابات قرية "جوزف" شمالاً إلى غابات قرية "الموزرة" جنوباً، ومن قرية "أرنبة" و"عين لاروز" و"الموزرة" شرقاً إلى قرية "اللج" و"شاغوريت" و"حميمات" غرباً، وهي مساحة واسعة وغنية بالأعشاب وخاصة في فصل الربيع، حيث تشكل مرعى مناسبا للأغنام والماعز، هناك بعض الغابات المنفصلة عن بعضها وأيضاً بعض الحقول الخاصة ولذلك أحرص على عدم الاقتراب منها محافظاً على الغابات والأملاك الخاصة».

الأستاذ "محمد قنطار" من دائرة آثار "إدلب" وهو ابن المنطقة حدثنا عن الآثار الموجودة بالقول: «يعتبر جبل "الزاوية" من المناطق الغنية بالمواقع الأثرية في الشمال السوري بشكل عام، وهناك بعض المواقع الأثرية على السفح الغربي لجبل "الزاوية" على الرغم من شدة انحداره وطبيعته الجغرافية القاسية، منها العين الرومانية القديمة التي تقع بالسفح الذي يبعد 1كم غربي قرية "عين لاروز"، وتعود هذه العين للقرن الأول قبل الميلاد وما زالت حتى الآن تتدفق بالمياه، وقد تم تصميمها بطريقة القنوات والقناة الرئيسية التي امتاز بها الرومان، وتصب المياه في بركة أبعادها 10×6م وتتألف من ستة أقواس ومسقوفة ببلاطات حجرية مرتكزة على الأقواس، ولها فتحات من الأعلى دائرية الشكل لاستخراج المياه من البركة بواسطة الدلاء، وإلى الجنوب من العين الرومانية بمسافة 3كم هناك "دوير الصاعد"، وهو نموذج لمدينة مصغرة حيث يحتوي على مقومات المدينة، من بناء للسكن ومعصرة زيتون دائرية الشكل، كما يوجد فيها عدة مدافن منحوتة داخل الصخر، وهناك أيضاً وبأجزاء من الجبل مغر منحوتة في الصخر استخدمها الإنسان القديم».

الحاج نديم عبد الساتر
دوير الصاعد