تعتبر بلدة "سرمين" من أكثر البلدات قدماً في محافظة "إدلب" حيث يوجد فيها العديد من المعالم الأثرية التي تدل على بعدها التاريخي، فمن جامعها القديم، مروراً بحماماتها الأثرية، وانتهاءً بسوقها، الذي يعتبر حلقة الوصل بين معظم هذه المعالم التاريخية، التي تدل على قدم هذه البلدة، حيث يعتبر هذا السوق من أقدم الأسواق في محافظة "إدلب" ومازال يحتفظ بشيء من أصالته.

وفي جولة لموقع Syria في هذا السوق التقينا العديد من أبناء البلدة ليحدثونا عن قدم هذا السوق، وأهميته بالنسبة لسكان البلدة، فكانت البداية مع السيد "مروان طقش" أحد أبناء القرية وصاحب أحد المحلات التجارية في السوق وعضو لجنة الأوقاف والذي يقول: «يعتبر سوق "سرمين" من أقدم المعالم الأثرية في البلدة يبلغ طوله حوالي 200 م له العديد من المنافذ التي تنتهي إلى الحارات والأحياء التي تحيط به، وإلى الجهة الجنوبية من السوق يوجد سوق الإسكافية، الذي تمت إزالته نتيجة توسيع الطريق الذي يمر بجانبه، أما تاريخ بنائه فيعود إلى عهد الدولة الفاطمية، في الوقت الذي بني فيه الجامع الكبير، ويعتبر السوق المركز الرئيس في البلدة، وهو مصدر تنظيم هذه البلدة ونقطة علامها، فمنه إلى الجهة الغربية الشمالية يقع الجامع الكبير، وإلى جانبه حمام الدرج، ومن الجهة الشمالية، يوجد العديد من الخانات التي كان لها دور بارز في الحركة التجارية التي توجد في هذا السوق، حيث تعتبر هذه الخانات مكان استراحة التجار وعابري السبيل الذين يمرون بالمنطقة، وإلى الجهة الشرقية منه يقع الجامع الصغير، الذي كان له دور كبير في الحركة التجارية».

يعتبر السوق القديم مركز الحركة التجارية منذ القديم وحتى الوقت الحاضر، حيث يستطيع القادم إلى السوق تأمين كافة حاجاته المنزلية، بسبب تنوع المحلات داخل السوق فهي تحتوي على كافة أنواع البضائع الاستهلاكية ومن أهم الأشياء التي توجد في السوق الفرن اليدوي الذي يعمل حتى الوقت الحاضر وينتج الخبز البلدي وكافة أنواع الفطائر والمناقيش

وعن بناء السوق وشكل الدكاكين التي توجد فيه حدثنا السيد "محمد دياب" أحد أبناء القرية والذي قال لنا: «إن من أهم ما يلفت نظر الداخل إلى سوق "سرمين" دكاكينه التي بنيت بنفس الطراز العمراني، فهي تتألف من أبواب على شكل أقواس حجرية مازالت معظم هذه الأبواب محافظة على شكلها الأول، وأرضية السوق من الحجر البركاني الأسود مصفوفة، بشكل متقن يشبه في تنسيقه سوق الحميدية في "دمشق" وقد تم ترميم السوق أكثر من مرة وكان أولها عام 1925 م فتم استبدال الحجارة في أرضية السوق بحجارة جديدة، حافظ من خلالها السوق على شكله القديم، وقد طال الترميم جميع أجزاء السوق، كما تم ترميم جزء منه في هذا العام أيضاً بحجر بركاني أسود ليبقى السوق بصبغته التاريخية الأولى».

السيد مروان طقش

وعن الحركة التجارية حدثنا السيد "غسان جراد" أحد أبناء القرية والذي يقول: «يعتبر السوق القديم مركز الحركة التجارية منذ القديم وحتى الوقت الحاضر، حيث يستطيع القادم إلى السوق تأمين كافة حاجاته المنزلية، بسبب تنوع المحلات داخل السوق فهي تحتوي على كافة أنواع البضائع الاستهلاكية ومن أهم الأشياء التي توجد في السوق الفرن اليدوي الذي يعمل حتى الوقت الحاضر وينتج الخبز البلدي وكافة أنواع الفطائر والمناقيش».

أحد أبواب دكاكين السوق القديم
السيد محمد دياب