هي الأبنية التي عمل كل من كان موجوداً في ذاك الوقت من رجال ونساء وشباب في بنائها، هي الأبنية الباردة في الصيف الدافئة في الشتاء، الأبنية التي كنا نشاهدها في قصص الأطفال عندما تجلس الأسرة حول الموقد.

موقع eIdleb قام بجولة ووثق بعض أبنيتها قبل أن تصبح "حكايا" تقصها الجدة لأحفادها، وللوقوف على التفاصيل، كانت اللقاءات التالية والكلام مع المواطن السيد "موسى العيسى" الذي يقوم بهدم بيت عائلته القديم حيث قال: «نتيجة التطور الحاصل في الأبنية وقلة المساحات المعدة للبناء والاتجاه نحو البناء الطابقي، الذي يتسع لعدد سكان أكبر، اتجه الناس نحو هدم البيوت القديمة وإقامة بناء يتسع لأفراد الأسرة، هذه هي حال الدنيا فمن غير المعقول أن تترك هذه البيوت والناس لا تجد مكانا تسكن فيه، وبيتنا يقع في السوق الرئيسي ومحاطا بعدد من الأبنية الحديثة، وسنبني بيتا من أربعة طوابق لي ولإخوتي، وبالعكس سنكمل جانب السوق ببناء جميل».

لعدم وجود مادة الاسمنت في ذلك الوقت كان يتم صيانة البيت بشكل سنوي في بداية الشتاء، بحيث يضغط تراب السقف لكي لا تخترقه المياه بواسطة مدحلة حجرية تدور يدوياً، ويتم طلاء جدران البيت الداخلية بمادة الكلس البيضاء وهي قريبة نوعاً ما من الدهانات التي تستخرج من الأرض الكلسية

هذا هو الرأي المؤيد والآن دعونا نقف مع الرأي المعارض والكلام للحاجة "دنيا الشعيب" حيث قالت: «كنا نسكن في بيت "غمس"، كان متينا جداً وكبيرا أيضاً وما زال إلى الآن يحتفظ بمتانته وشكله الخارجي، كان بارداً في الصيف ودافئاً في الشتاء، وعمل في بنائه كل من كان موجودا في ذلك الوقت دون أي مقابل، وعندما انتقلنا إلى هذا البيت منذ خمسين عاماً تقريباً، جدرانه ليست قوية وفيها شقوق كثيرة وربما لن يستمر طويلاً وسيهدم قبل ذلك البيت القديم».

بيت أثناء الهدم

وأما منافع البيت القديم ومقتنياته فتتابع: «يتم بناء رفوف طينية بأشكال هندسية، يوضع فيها بعض الأشياء الصغيرة التي يحتاجها الشخص كثيراً، ويوجد فيه خلايا لحفظ الحبوب و"مونة" الطعام، وفي بعض الحالات إذا كان البيت من طابقين بحيث يكون أحدهما تحت الأرض مخصص للحيوانات يتم وصلهما بفتحة ينزل منها الشخص دون الخروج من البيت، ويوجد أيضاً مدفأة مبنية داخل الجدار وفتحتها للسقف وتكون كبيرة نوعاً ما تستعمل للطبخ والتدفئة معاً، و"الدولاب" هو خزانة الملابس حالياً يتم بناؤها أيضاً داخل الجدار ولها باب، وذلك بحيث تكون كل غرفة تحوي كافة الاحتياجات دون الانتقال إلى غرفة أخرى».

وعن كيفية البناء ومتانته يقول المهندس "مصعب الحسني": «كل غرفة منه تتألف من أربع ركائز تبنى على شكل أقواس إلى نقطة التقاء في السقف وتكون الركيزة أحياناً بعرض المترين، ولعدم وجود قالب يتحمل كل هذا الضغط يتم البناء بوضع التراب في داخل الغرفة وكلما بني متر يوضع التراب لكي يحمل السقف وبحيث تملأ الغرفة بالتراب، وبعد أن يجف الطين الذي هو عبارة عن تراب وماء مخلوط "بالتبن" مع الحجارة في السقف، يتم تعزيل البيت من التراب».

سماكة الجدار

ويتابع "الحسني": «وهناك أنواع للجدران الخارجية منها ما هو من الحجر المنحوت بعناية وفيه بعض الأشكال الهندسية حول الأبواب والنوافذ كتلك الموجودة في المدن الأثرية القريبة، ويكتب عليها باني البيت والعام وبعض الرسومات، ويكون فيه إطار من الحجارة المنحوتة بشكل واحد تقريباً على أطراف الجدار ومن كافة الجوانب، والنوع الثاني هي البيوت القديمة التي بنيت قبل الاعتناء بالشكل الخارجي والتي تهدم جميعها الآن، جدرانها تكون من حجارة عادية غير منحوتة، وغير قوية لعدم تناسب الحجارة ومعظم بيوتها غير متينة، وربما هي قبل وجود "الشاحطة" التي تنحت فيها الحجارة بشكل يدوي، على اعتبار أن الجدار يكون بعرض المتر تقريباً ويزيد عرضه مع الارتفاع، ومبني من التراب والحجارة تتم عملية العزل بشكل علمي بحيث يكون بارداً بالصيف ودافئاً بالشتاء لوجود الموقد».

ويضيف بالقول: «لعدم وجود مادة الاسمنت في ذلك الوقت كان يتم صيانة البيت بشكل سنوي في بداية الشتاء، بحيث يضغط تراب السقف لكي لا تخترقه المياه بواسطة مدحلة حجرية تدور يدوياً، ويتم طلاء جدران البيت الداخلية بمادة الكلس البيضاء وهي قريبة نوعاً ما من الدهانات التي تستخرج من الأرض الكلسية».

النوافذ داخل البيوت