/17/ وفداً عربياً وأجنبياً في مهرجان طريق الحرير، القافلة المهرجانية طبعاً أقفلت طريقها يوم الخميس الماضي في مدينة "حلب" ، فمن "دمشق" ثم "السويداء" وقراها حطت الرحلة بعد ذلك في "تدمر" ومنها إلى "حمص" ومصايفها وبعدها "أفاميا" وشاءت أخيراً أن تختم في "حلب" مروراً بـ "المعرة".

وخلال تواجدها في المحطة المذكورة جال موقع eIdleb مع الضيوف في نزلهم الأساسي وهو المتحف أو "خان مراد باشا" وأجرى مجموعة من اللقاءات كان في مقدمتها دليلة الوفد الإيطالي حيث تحدثت عن المهرجان قائلة: «لدينا في وزارة السياحة /35/ وفد من كل الدول ومنهم /170/ صحفي من جرائد وتلفزات مختلفة بالإضافة إلى المكاتب السياحية ومكاتب السفر، ونسير جميعاً حسب برنامج واحد يستمر/ثمانية/ أيام بلياليها».

أنا أعتبر زيارة ضريح "أبي العلاء" حجاً، و"المعرة" مدينة موجودة في ذاكرة الثقافة العربية، وهذه الأماكن عرفناها قبل أن نأتي إليها ونضمر لها الحنين والشوق

دليل الوفد البلغاري السيد "أحمد حجو" أضاف عن المهرجان أيضاً: «مهرجان طريق الحرير ظاهرة سنوية تجري في الشهر العاشر من كل سنة، وفي خطة المهرجان /3/ مدن رئيسية يتوجب عبورها وهي "دمشق" – "تدمر" – "حلب" وبعد ذلك نحن أحرار في ترتيب الرحلة، وكان طريقها هذا العام هو من "دمشق" إلى السويداء وقراها مثل "قنوات" و"شهبا" وبعد ذلك إلى محافظة "حمص" بدايةً من "تدمر" إلى مواقعها السياحية مثل "مشتى الحلو" "وادي النضارة" ومغارة "الضوايات" وقلعة "الحصن" ثم محافظة "حماه" وسهل "الغاب" و"أفاميا" ونحن في طريقنا إلى "حلب" وقلعتها التاريخية».

السيدة دليلة الوفد الإيطالي

يضم الوفد القادم مديرا تحرير صحيفتي "الدستور" و"الإخبارية" الأردنية وقد عبرا عن رأيهما بالمهرجان بالقول: «فكرة المهرجان إبداعية، وهي تعطي إنطباع عن سورية أرض الحضارات في ظل محاولات ثنيها عن مواقفها القومية، وهذا البرنامج السياحي يحمل رسالة تسامح حضاري لكنه بحاجة إلى تطوير»، حيث اقترح السيد "جمال العلوي" مدير تحرير صحيفة الدستور قائلاً: «أتمنى أن يركز المهرجان كل عام على مدينة أو اثنتين بالأكثر للخروج بأكبر قدر من المعلومات التاريخية عن تلك المناطق، أما تنويع المسار بهذا الشكل وغناه يجعلنا لا نصل إلى صورة كاملة وواضحة، ويحرمنا الحصول على فرصة الإعلامي في الإحتكاك بالزمان والمكان وأخذ صورة تارخية جيدة، كما يضعنا في صعوبة حل وترحال دائم»، وأضاف السيد "خليل رواد" مدير تحرير "الإخبارية": «موضوع الإعتناء بالأدلاء المرافقين مهم جداً فمعظم الشباب المرافق لنا حديثي العهد بهذا العمل وتنقصهم الخبرة، ليس من الخطأ تدريبهم لكن يجب وضع دليل خبير إلى جانبهم».

أبرز من التقيناهم أستاذ في جامعة "الأزهر" المصرية وهو الدكتور "محمد البلاسي" عضو اتحاد كتاب وكاتب أعمدة ومقالات في مجلات وصحف مصرية مختلفة، وقد أدلى بدلوه عن سلبيات وإيجابيات المهرجان بالقول: «إيجابيات المهرجان أكثر من سلبياته وبناءً على أن سورية هي أرض الحضارات يجب إيلاء المزيد من الإهتمام للآثار التي تعصف بها عوامل الطبيعة وقد لاحظت ذلك في "تدمر"، وهناك سلبية تتعلق بالنقوش العربية يجب الوقوف عليها، فالمستشرقين أثبتوا الكتابة العربية من خلال نصوص النقوش المكتشفة منذ مئة سنة أو يزيد، ومنها /10/ نقوش ثلاثة منها في سورية، وللأسف فإن هذه النقوش لم أجدها في أماكنها الأصلية، ويجب على المتاحف السورية عرض أشياء أخرى غيرعادية وإبراز الكثير مما يُقال عن دور سورية في نشوء الحضارات، وباعتباري باحث في أصول الكتابة العربية وتطورها ومكتشف نقوش أثرية سأقترح وضع النقوش السورية طرفاً في دراستي البحثية في الزاوية التي أكتب بها، واعتبر متحف "المعرة" جمع أجمل ما في المكان في مكان واحد جميل».

الدكتور المصري محمد البلاسي

وجه غربي هو "ليجي زوران" مصور في التلفزيون الصربي تحدث عن ممارسته لمهنة التصوير خلال المهرجان قائلاً: «هذه ثالث مشاركة لي في المهرجان وقد وجدت الأمر ممتعاً، والتقطت هذه المرة صوراً مغايرة عن السابق، حيث قمت بتصوير بعض الشواهد التاريخية والحضارية التي تجمع بين الإسلام والمسيحية وهي صور رائعة، وحاولت تصوير الشعب السوري الذي يضم أناس كرماء ولطفاء حقاً».

ضيف واحد من ضيوف المهرجان وهو "صالح العطية" أديب وروائي تونسي خطر على باله كسر مسار الرحلة وزيارة قبر فيلسوف الشعراء "أبي العلاء" واعتبر ذلك قائلاً: «أنا أعتبر زيارة ضريح "أبي العلاء" حجاً، و"المعرة" مدينة موجودة في ذاكرة الثقافة العربية، وهذه الأماكن عرفناها قبل أن نأتي إليها ونضمر لها الحنين والشوق»، أخيراً هكذا عبر ضيوف مهرجان طريق الحرير معجبين أو ناصحين لا يهم طالما أن الهم واحد والتاريخ كل متكامل لا يتجزأ عن بعضه في أي بقعة من بقاع العالم الذي نعيشه.

ليجي زوران مصور التلفزيون الصربي