أماكن لن تنساها الذاكرة، من "إدلب" مدينة الصابون ذات العراقة التاريخية والبناء المنتظم، والهدوء والخضرة بدأت رحلتنا غرباً باتجاه منطقة "حارم" ومدنها، المحطة الأولى كانت في سهل "الروج" الشمالي الذي يتميز بغزارة مياهه...

ووفرة غلاله من الزيتون والرمان والتبغ والقمح والقطن، ومنه إلى ناحية "أرمناز" ذات الصناعات القديمة العائدة للعهد الفينيقي، فتحدث الأستاذ "عبد العليم نور العالم" عنها قائلاً: «بلدة "أرمناز" تحتوي على ثلاثة أنواع من الرمال الصالحة لصناعة الزجاج وهي الرمال البيضاء، والزرقاء، والعسلية، وهذا ما شجع على العمل بصناعة الزجاج "الأرمنازي" المعروف على مستوى العالم، وعلى صناعة الفخار، وتتميز بلدتنا بطبيعتها الهادئة وسط حقول الزيتون والجبال الخضراء».

بلدة "أرمناز" تحتوي على ثلاثة أنواع من الرمال الصالحة لصناعة الزجاج وهي الرمال البيضاء، والزرقاء، والعسلية، وهذا ما شجع على العمل بصناعة الزجاج "الأرمنازي" المعروف على مستوى العالم، وعلى صناعة الفخار، وتتميز بلدتنا بطبيعتها الهادئة وسط حقول الزيتون والجبال الخضراء

من "أرمناز" شمالاً إلى "كفرتخاريم" معقل ثورة الشمال، ومسقط رأس قائدها "ابراهيم هنانو" وأصدقاءه في الثورة "نجيب عويّد" و"عقيل السقاطي"، المدينة التي اشتهرت بمثقفيها وتكاتف أهلها في العمل وبصناعة زيت الزيتون، فتحدث السيد "محمد أبو علي" الطالب في كلية الحقوق، جامعة "دمشق" قائلاً: «تحيط بها حقول الزيتون والأشجار المثمرة من كل الجهات وتمنحها تضاريسها الجبلية جمالاً أخاذاً يتجلى بأبهى صوره في فصل الربيع حيث يضاهي مناخها وجمالها أحلى المناطق السياحية، تعداد سكانها يقارب /20/ ألف نسمة، ومن أهم الأماكن الأثرية فيها "باتريس" و"كفر ديدين" و"الدير" و"كفرنته" و"سرغاي"».

لقطة لكفرتخاريم من جبال سلقين

من "كفرتخاريم" إلى "سلقين" غرباً والتي اشتهرت كأهم المصايف حيث تحدث الأستاذ "محمد سعيد قرنفل" مدير المركز الثقافي قائلاً: «تتميز المدينة بمناخها الرائع وإطلالتها على "لواء اسكندرون"، لذلك اتخذها "سلوقس الأول" مصيفاً له، ومنه جاءت تسميتها، لذلك فإنها تعتبر أخصب البقاع، وتتميز بزراعة الزيتون والرمان والمحاصيل الموسمية التي تسقى بمياه نهر "العاصي"، وأهم معالمها "ساحة الساعة"، أما أشهر آثارها فهو" العجمي"».

من "سلقين" عدنا الأدراج عبر "كفرتخاريم" و"أرمناز" وصولاً إلى "سهل الروج" الجنوبي في قرية "البالعة" وسدّها العظيم الذي يروي معظم سهل الروج، وتبلغ طاقته الاستيعابية /14,5/ مليون متر مكعب من المياه، مروراً بالطريق باتجاه ناحية "محمبل" حيث قطعان الماشية من الأبقار والأغنام والماعز، وحقول القمح والقطن الممتدة على مد النظر والذي تصل مساحة الأراضي المروية فيه إلى /9459/ هكتاراً.

محمد أبو علي

رحلةٌ بين أحضان الطبيعة الهادئة والسهول الخضراء، وأماكن شاهدةٌ على عراقة الماضي وروح الحاضر في الجزء الغربي من محافظة "إدلب".

ساحة الساعة في سلقين