موالح فقط أو موالح و"مُكسرات"، مبيع الجملة أو المُفرق، هي من أشكال بيع هذه المنتجات التي تُزين بألوانها المُشكلة والمنوعة بضاعة /4/ محلات متبقية اليوم في سوق موالح "المعرة" الواقع جانب شارع "أبي العلاء" الرئيسي، موقع eIdleb تجول ضمن هذا السوق القديم، والتقى "محمد الفيلوني" صاحب أحد محلاته الذي أعطانا نبذة عن تاريخ السوق قائلاً:

«بداية هذا السوق كانت منذ /50/ عاماً، وخصوصاً كل يوم سبت حيث تباع الموالح في "بسطات" خاصة على جانبي الطريق، وتطور الأمر مع مرور الزمن إلى فتح محال تجارية هنا مختصة ببيع الموالح، وكانت البضاعة المباعة هي "البزورات" فقط، مثل "بزرعباد الشمس" بأصنافه المختلفة و"بزر الجبس"، والأنواع آنذاك كانت قليلة جداً، فهي /أربعة/ أو /خمسة/ أنواع من الموالح فقط، وإذا قارنت تلك الموالح بموالح اليوم ستجد خلافاً وفرقاً كبيراً، فالناس لم تعرف "المكسرات" بأنواعها سوى مؤخراً، والتغيير في بضاعة السوق ما زال مستمراً».

تزوجت منذ فترة قريبة، لذلك فإن أعباء المشتريات ازدادت على كاهلي خاصةً من الموالح

المحلات في سوق موالح "المعرة" هي محلات عادية لبيع "البزورات" المالحة والنيء وبعض "المكسرات" باستثناء محل واحد مميز لبيع الموالح و"المكسرات" بكل أنواعها وأصنافها، وهو محل "موالح القصور" الذي يحتوي "محمصة" أيضاً، وقد أخبرنا السيد "بسام البش" صاحب هذا المحل عنه قائلاً: «لدينا إلى جانب "البزورات" النيء "مَحمصة" لتلبية أي طلب، وقد استفاد هذا السوق من حكم الحركة الطبيعي في تقاطع رئيسي لشوارع "المعرة"، لذلك فإن كل من يريد شراء الموالح يأتي إلى سوقنا دون أن يشعر، وقد أجريت تعديلات على المحل بإدخال بعض الديكورات وتأسيسه بشكل مختلف عما هو مألوف من المحال العادية، وقد ساعدني هذا الأمر على جذب الزبائن، فأنا الوحيد القادر على الثبات في السوق بحكم التنوع والغنى الكبيرين ضمن بضاعتي، وعلى الرغم من تأثر سوق "المكسرات" بإرتفاع الأسعار فإن الإقبال عليها لدي هو /60%/ من نسبة المشترين، ولدى العديد من الناس لايمكن الاستغناء عن هذه التسلية أبداً، وتعتبر من الأساسيات في حياتهم، خاصةً في ليل الشتاء الطويل».

محل موالح الفيلوني

ومن حيث المصدر والتنوع و الفائدة أضاف السيد "بسام" قائلاً: «تعتمد هذه التجارة على الاستيراد، فنسبة كبيرة من "المكسرات" منشؤها أوربي، أما الباقي فمنشؤه وطني وهو طبعاً الأفضل بين جميع الأنواع، ودائماً الطلب عليه أكبر لأنه يحمل النكهة المحبذة، وجميع الموالح التي نجلبها للبيع بحاجة إلى تحميص ما عدا أنواع "المكسرات" الصينية، فحتى الموالح لم تسلم أيضاً من "العولمة"، فالصين دخلت على خط "المكسرات" والموالح، وتستخدم دقيق "الأرز" في هذه الصناعة، كما أنها أدخلت أنواعاً جديدة على هذا النوع الغذائي.

لذلك فإن أنواع وأصناف "المكسرات" إلى ازدياد ولكل نوعٍ زبونه الخاص، فهناك من يشتري بعض "المكسرات" مثل "الفستق" و"اللوز" لاحتوائهما على "البروتين" و"الفوسفور" من أجل تنشيط الذاكرة، وتُطلب حبوب "فول الصويا" المُحمص من قبل الرياضيين لما تحتويه من "فيتامينات" ضرورية للجسم، وهناك "مكسرات" خاصة مثل "المكداميا" التي تُعتبر مهمة في مجال تغذية الأطفال، وهي من النوع الجديد والغالي الثمن في عالم "المكسرات"، حيث لا يقل سعر الكيلو /الواحد/ عن /1200/ ليرة من هذا النوع».

محل موالح القصور

الطريف في جولتنا أن أحد زبائن سوق الموالح ولم يرغب بذكر إسمه، أرجع سبب تردده الدائم إلى السوق بالقول: «تزوجت منذ فترة قريبة، لذلك فإن أعباء المشتريات ازدادت على كاهلي خاصةً من الموالح»، وفي سؤالنا له عن العلاقة بين الزواج والموالح أجاب مستنكراً وباللهجة العامية: (يا أخي لف الموضوع وانسى لأنو فيها سر غامض لا يعرفه إلا المتزوجون).

السيد بسام البش