يعتبر المشبك من الحلويات التي تشتهر بها محافظة "إدلب" عن باقي المحافظات الأخرى فهو يحضر من مواد بسيطة وبطريقة يدوية حيث يعتبر من أنواع الحلويات المفضلة لدى أغلب السكان ومن أهم ميزاته انه يرافق الأسواق المتنقلة. السيد "عبسي التركماني" أحد الأشخاص البارعين في تحضير هذا النوع من الحلويات، ومرافق لجميع الأسواق المتنقلة في البلدات والقرى في المحافظة وفي بازار قرية "سرجة" كان لموقع eIedlb لقاء معه ليحدثنا عن عمله في هذه الهنة وطريقة تحضير المشبك والذي يقول:

«ورثتُ مهنة صناعة الحلويات بشكل عام، و"المشبك" بشكل خاص عن والدي وجدي ونحن معروفين بـ"معرة النعمان" ومحلنا مقصود من قبل معظم أهلها وأهل المنطقة التابعة لها، وحلوياتنا معروفة بحلويات "التركماني" ذات الطعم المميز، بعد وفات جدي أراد أبي وأعمامي بيع المحل فكان المحل من نصيب أحد أعمامي، وبما أنني لم أرث عن أبي غير هذه المهنة، فقرت متابعة العمل كبائع متجول وذلك لتعلقي بهذه المهنة ولخبرتي الكبيرة بصناعة الحلويات، ولا سيما "المشبك"، فاشتريت سيارة صغيرة وكل ما احتاج من أدوات.

يعرف السيد "عبسي" بقرية "سرجة" والقرى التي يذهب إليها بـ"أبو المشبك"، وبالنسبة لنا لا نشتري سوى من "المشبك" الذي يصنعه بنفسه وأهل القرية ينتظروه كل أثنين لأنه يأتي القرية في يوم البازار، كما ويعتبر من بائعين "المشبك" المميزين في المحافظة

وبدأت أتابع كل الأسواق الموجودة في القرى التابعة لمنطقة المعرة حتى أصبح لي زبائني الخاصين في كافة القرى والمناطق التي أذهب إليها، و"المشبك" كباقي الحلويات له موسم خاص ولا سيما بفصل الشتاء حيث يكون إقبال الناس على الحلوى بشكل كبير».

السيد عبسي التركماني

وعن طريقة تحضير "المشبك" يقول: «"المشبك" نوعان تجاري يحضر بشكل سريع ويباع لكافة الناس، ويتألف من "سميد" خشن مضاف إليه الماء الساخن مع الخميرة "الإفرنجية"، ويمزج ببعضه البعض ويبقى المزيج مدة /20/دقيقة حتى يختمر، ومن ثم يصبح بعدها جاهزاً للقلي، والنوع الثاني ما يسمى بـ"البيتوتي" وهو النوع الذي يستخدمه زبائن محددين وهو أجود من النوع الأول، يحضر بنفس الطريقة السابقة إلا أنه يضاف له "السميد" الناعم الذي يكسبه شيء من الطراوة ويعطيه اللون الأحمر أثناء القلي، وبعد ذلك توضع العجينة بقالب خاص وهو عبارة عن اسطوانة من النحاس مثقوبة من الأسفل ومفتوحة من الأعلى تركب بداخلها خشبة لدفع العجين على الأمام لكي ينزل العجين في المقلي وأثناء القلي أقوم بضغط الخشبة وتدوير يدي بشكل دائري فيصبح "المشبك" على شكل قرص في المقلي ويبقى حتى ينضج الوجه الأول.

ثم يقلب على الوجه الثاني حتى ينضج بالكامل، ويُخرج من المقللي ليوضع في برميل القطر، ويبقى لمدة خمس دقائق حتى يتشرب القطر بشكل جيد ويصبح بعدها جاهزاً للبيع».

أحمد زريق أحد زبائن السيد عبسي

كما التقينا السيد "أحمد زريق" أحد زبائن السيد "عبسي" والذي قال: «يعرف السيد "عبسي" بقرية "سرجة" والقرى التي يذهب إليها بـ"أبو المشبك"، وبالنسبة لنا لا نشتري سوى من "المشبك" الذي يصنعه بنفسه وأهل القرية ينتظروه كل أثنين لأنه يأتي القرية في يوم البازار، كما ويعتبر من بائعين "المشبك" المميزين في المحافظة».

كما التقينا السيد "عمر النايف" صاحب أحد محلات السمانة في القرية والذي يقول: «منذ ثمانية أعوام لم أُحضر "مشبك" على دكاني وذلك بعد أن أصبح "أبو المشبك" يأتي إلى القرية، فقد أقبل الناس على الشراء من عنده بشكل كبير ولأن "المشبك" الذي يصنعه متميز جداً عن باقي "المشبك" في المحافظة ويعتبر من أشهر صناع "المشبك" ليس في "المعرة" وحسب إنما في المحافظة والدليل على ذلك إقبال الناس عليه وبشكل منقطع النظير».

عمر النايف السمان في قرية سرجة