تشتهر مدينة "أريحا" بكثرة الينابيع الطبيعية التي كانت مصدر الماء الوحيد لسكان هذه المدينة، فقد تم وصل المساجد والحمامات بقنوات من هذه العيون لتزويدها بالماء بشكل تلقائي والسبب في كثرة الينابيع وقوعها على سفح "جبل الأربعين" الذي يعتبر خزاناً للمياه السطحية التي تزود هذه الينابيع على مدار العام.

موقع eIdleb التقى الباحث التاريخي "مصطفى سماق" مدير مكتب التوثيق السياحي والأثري في "أريحا" ليحدثنا عن هذه العيون والينابيع حيث بدأ حديثه قائلاً:

تعددت مصادر المياه في "أريحا" منذ القديم فمنها ما يعود تاريخه إلى الفترة "الرومانية" ومنها ما يعود إلى العهد "الأيوبي" و"المملوكي" و"العثماني" وقد بلغ عدد مصادر المياه في "أريحا" أكثر من عشرة مصادر من ينابيع وقساطل مائية توزع الماء على كافة أنحاء المدينة

«تعددت مصادر المياه في "أريحا" منذ القديم فمنها ما يعود تاريخه إلى الفترة "الرومانية" ومنها ما يعود إلى العهد "الأيوبي" و"المملوكي" و"العثماني" وقد بلغ عدد مصادر المياه في "أريحا" أكثر من عشرة مصادر من ينابيع وقساطل مائية توزع الماء على كافة أنحاء المدينة».

الأستاذ مصطفى سماق

ويضيف قائلاً: «من أهم هذه الينابيع "العين الكبيرة" أو "العين الرومانية" وتقع في جنوب مدينة "أريحا" وهي على شكل نبع ماء من سفح جبل الأربعين، وتعتبر هذه العين من أقدم عيون "أريحا" فكانت في العهد العثماني تزود سكان المدينة وحماماتها بالماء واتخذها آغا "أريحا" مركزاً للسياحة والاستجمام كما كانت مركز تنزه أهالي "أريحا" أيضاً، وبني عليها قنطرة حجرية في العهد الروماني لذلك يطلق عليها السكان اسم "العين الرومانية" وذكر هذه العين مجموعة من الرحالة الأجانب الذين زاروا مدينة "أريحا" ومنهم الرحالة الإنكليزي "بوكوك" حيث زار هذه العين عام /1809/ وسماها "الينبوع"، وفي الجهة الشمالية للعين يوجد جسر حجري يسمى "جسر العين" اتخذه الفرنسيين أثناء احتلالهم لـسورية حماماً للعسكريين وتحت هذا الجسر يوجد منهل مائي تأتيه الماء من العين ويسمى "منهل عز الدين"».

ومن الموارد المائية المهمة الأخرى في "أريحا" يقول "السماق": "جب القاضي" والذي يقع إلى الشرق من المدينة القديمة وهو على شكل "جب جمع" تأتيه المياه من "كوز القسطل" الذي يقع في الجهة الغربية للمدينة، ومن أغرب الأشياء في هذا الجب أن مياهه تصل عبر قناطر مائية إلى "الجامع الكبير" وتغذيه بالماء وبعد أن يأخذ خزان الجامع حاجته ينتقل الماء بشكل تلقائي إلى الجامع الأخر، وسبب تسميته بجب القاضي أن السلطات العثمانية أوكلت مهمة الإشراف عليه لقاضي البلد لمنع العبث فيه لأنه مصدر الماء الأساسي للمدينة لذلك سمي "جب القاضي"».

العين الرومانية ذات القنطرة الحجرية

كما يوجد ينابيع ومصادر ماء أخرى في "أريحا" والقول للأستاذ "سماق": وهي "العين الصغيرة" إلى الجنوب من "العين الكبيرة" و"نبع التينة" و"عين بانة" و"عين الديوانة" وجميعها في سفح "جبل الأربعين" على طريق "بزابور" وضعف جريان معظمها بسبب الجفاف الذي حل بالمنطقة لكنها مازالت مصدراً لمياه الشرب للعديد من سكان "أريحا"».