«تعتبر من الرياض القليلة التي توجد في محافظة "إدلب" حيث مكنت الأطفال من الدخول إلى عالم المدرسة في فترة مبكرة، وكخطوة فريدة من نوعها في الريف "الإدلبي" حيث توجد روضة نموذجية بهذا الشكل في قرية لا يتجاوز عدد سكانها الـ/4000/ نسمة» بهذه الكلمات بدأت السيدة "جولنار شهوان" مديرة الروضة حديثها لموقع eIdleb عند زيارتنا للروضة في قرية "كفر يحمول" والتي أضافت قائلة:

«تأسست "روضة أزهار الربيع" عام /2006/ وهي واحدة من مجموعة رياض قامت بإنشائها وزارة التربية في محافظة "إدلب" فتم اختيار هذه القرية في الريف "الإدلبي" بجهود ابن هذه القرية الأستاذ "عادل هلال" رئيس دائرة التعليم الخاص الذي أراد أن يقدم خدمة لأبناء قريته فتم أخذ جزء من مدرسة الحلقة الأولى لإنشاء الروضة، ومنذ البداية كانت تجهيزات الروضة جيدة حيث بدأنا بعدد من الأطفال تجاوز الـ/75/ طفلاً ويعتبر هذا العدد مقبولاً لنا كقرية صغيرة، ومع مرور الوقت تم تطوير الروضة من خلال دخول وسائل مساعدة وتجهيزات إضافية حتى تمكنا من تجهيز الروضة بشكل كامل».

بالنسبة للمعلمات في الروضة فجميعهن من خريجات كلية التربية ولديهن خبرة في التعليم في مجال رياض الأطفال حتى أن العلاقة بين المعلمات والأطفال علاقة أمومة وليست علاقة تعليم

وعن المستويات التي تحتويها الروضة تقول "شهوان": «يوجد في الروضة ثلاث مستويات للقبول تبدأ من عمر ثلاث سنوات وهو المستوى "الأول" حيث يأتي الطفل في هذه المستوى وهو صفحة بيضاء فتقوم المعلمات والمشرفات باتباع أساليب محببة لدى الأطفال تعتمد على الرسوم والألعاب حتى يتمكن الطفل من حفظ حروف اللغة العربية وبعض المهارات التي يعبر بها عن نفسه من خلال اللعب على الرمل وغير ذلك من النشاطات، و"المستوى الثاني" بعمر أربع سنوات حيث تزيد مشاركة الطفل من خلال استخدام التلوين وتدريب الطفل على مسك القلم، أما "المرحلة الثالثة" فهي بعمر خمس سنوات يتعلم الطفل من خلالها كتابة الأحرف وبعض النشاطات كالرياضيات والرسم حتى يُجهز للدخول إلى المدرسة في العام القادم».

السيدة جولنار شهوان مديرة الروضة

وعن المناهج والوسائل الموجودة في الروضة تقول: «هناك تجهيزات متكاملة كما أسلفت في إيصال المعلومة إلى الطفل تتمثل بمناهج من وزارة التربية على شكل كراسات لكل مستوى من المستويات الثلاثة تقوم المعلمة بإيصالها إلى الطفل بالطريقة التي يرغب فيها الطفل وتستخدم المعلمات إضافة لهذه الكراسات أشرطة "الفيديو" و"السي دي" لكل مستوى ومن أهم الأنشطة التي يمارسها الأطفال تكون في "ركن الرمل" حيث تم تجهيز مساحة في باحة الروضة في الرمل البحري ليقوم الأطفال من خلاله بالتعبير عن أنفسهم فمنهم من يقوم بكتابة اسمه أو أي شيء يعبر به عن نفسه وهذا يعتبر أهم ركن في الروضة بسبب الطبيعة الريفية والعلاقة المباشرة بين الطفل والأرض وفائدة الرمل البحري أنه لا يسبب اتساخ ثياب الأطفال كما هو مزود بمظلة تقيهم حرارة الشمس».

وتضيف: «بالنسبة للمعلمات في الروضة فجميعهن من خريجات كلية التربية ولديهن خبرة في التعليم في مجال رياض الأطفال حتى أن العلاقة بين المعلمات والأطفال علاقة أمومة وليست علاقة تعليم».

الأنسة حنان بلدة مع الأطفال

وقبل أن تنهي حديثها تقول: «أن أهم ما نعاني منه في الروضة ضعف التجاوب من قبل أهالي الأطفال فقد يأتي أحد الأطفال إلى الروضة دون أن يظهر عليه أي نوع من الرعاية المقدمة له في البيت من حيث لباسه أو مظهره الخارجي، ومن المعوقات الأخرى تدني عدد المسجلين في الروضة رغم بساطة الأقساط التي تأخذها الروضة والتي لا تتجاوز الـ/500/ ل.س، وهذا يعود إلى قلة الوعي عند الأهل فهذا مبلغ بسيط أمام ما يتعلمه الطفل في الروضة لكن الواقع الريفي يفرض نفسه».

كما التقينا الآنسة "ربا مراد" معلمة المستوى الأول والتي تقول: «يعتبر هذا المستوى من أكثر المستويات صعوبة حيث يأتي الطفل دون أية معارف، فنقوم بتدريبه على بعض الألعاب وتدريبه على لفظ الحروف ومشاهدة الرسومات والهدف من هذه المرحلة هو كسر الحاجز الذي يقف بين حياة البيت وحياة المدرسة والتعليم».

الأنسة رولا اوسو اثناء الدرس

أما الآنسة "حنان بدلة" معلمة المستوى الثاني تقول: «أن هذا المستوى يكون وسطاً بين المستويات الموجودة حيث نقوم بتدريب الأطفال على مسك القلم والتعامل مع الألوان ونعوّدهم على الحياة الاجتماعية والزمالة، حيث يقومون بتبادل الألوان مع بعضهم لتخليصهم من عقدة الخجل وفي فترة اللعب بالرمل يقوم الأطفال بالتعبير عن أنفسهم تحت إشرافنا».

الآنسة "رولا أوسو" معلمة الفئة الثالثة تقول عن طبيعة عملها وعلاقتها بالأطفال: «بعد أن يأتي الأطفال نقوم بتنفيذ درس رياضة صباحية على الموسيقى التي تكون محببة للطفل وأغاني الطفولة ثم تأتي فترة الفطور حيث يقوم الأطفال بتناول وجبة صغيرة ثم تبدأ الدروس التي تقسم حسب المنهج المقدم من الوزارة "لغة عربية" و"موسيقا" و"رياضيات" و"لغة إنكليزية"، وهناك أساليب ترغيب نتعامل من خلالها مع الطفل عن طريق تقديم هدايا ورسومات للطفل حتى نخرجه من واقع الخجل الذي يكون موجوداً بدرجة كبيرة ونعوّدهم على الحياة المدرسية، كما تقدم الهدايا عند أي تصرف جيد يقوم به الطفل إضافة إلى مشاهدة دفاتر الأطفال كل يوم وتقدم لهم الهدايا التشجيعية».