إلى الشمال من قرية "سرجة" وعلى السفح الشرقي لـ"جبل الزاوية" يقع "وادي ترعان" الذي يبعد عن مدينة "إدلب" حوالي /17/ كم، ويعتبر من أجمل الأماكن في المنطقة بأشجاره الكثيفة وينابيعه المتدفقة وأجوائه الهادئة اللطيفة. موقع eIdleb زار الوادي وتجول في أرجائه والتقى بعض أبناء المنطقة ليحدثونا عن أهمية هذا الوادي منذ القديم فكانت البداية مع الحاج "خيرات صطيفي" الذي يقول:

«يُعتبر "وادي ترعان" من أهم الأراضي الزراعية في المنطقة، وذلك لخصوبة أرضه وكثرة المياه المتدفقة من أطرافه، والموسم الأساسي للوادي "الرمان"، حيث تعتبر أشجار "الرمان" من أكثر الأشجار المنتشرة في الوادي، والتي تتشابك مع بعضها البعض مشكلة غابة من "الرمان" تظلل أرض الوادي لدرجة أن أشعة الشمس لاتنفذ إلى الأرض، إضافة إلى أشجار "الزيتون" و"المحلب" و"اللوز" و"المشمش" وبعض أشجار "الكرمة" و"التين" المنتشرة على أطراف الوادي وأشجار "الخوخ" و"الجوز"و "الجانرك" و"الدراق" التي تنبت على أطراف المجاري المائية المنسابة في وسط الوادي، فكان اعتمادنا الأساسي على ما نجنيه من هذه الأشجار».

"وادي ترعان" يعتبر من المناطق السياحية المنسية في المنطقة، فهو لا ينقصه شيء من ماء وخضرة وجمال وهدوء، وأنا أعتبره من أجمل مناطق السياحة والاستجمام، وكثيراً ما أذهب إليه أنا وبعض أصدقائي ونسعد بسماع خرير المياه وغناء "الشحارير" و"العصافير"، ونستمتع بجمال المناظر وسحرها

وعن أهم الينابيع في هذا الوادي حدثنا الحاج "مصطفى العاصي" والذي قال: «في الوادي أربعة ينابيع أساسية، أهمها وأغزرها نبع "القسطل" وهو عبارة عن ساقية مصنوعة من الحجر على شكل قناة في التربة تصل إلى بركة مائية كبيرة ولكن تم إزالتها أثناء شق الطريق الذي يمر من قربها فلم يبق من معالم هذا النبع أي شيء، والنبع "الثاني" وهو المعروف بـ"النبعة" ويعتبر أيضاً من أقوى الينابيع وتبلغ قوته ما يقارب /5/ إنش ويقع في القسم الغربي من الوادي، وينساب على الطرف الشمالي بمحاذاة الصخور إلى أن يصل إلى نهاية الوادي حيث يلتقي بالينابيع الأخرى».

الحاج خيرات صطيفي

ويضيف: «النبع "الثالث" وهو ما يعرف بـ"المسيل" وهو عبارة عن ساقية تجري في مجرى مخصص لها وسط الوادي، ويسقي معظم الأشجار والبساتين لأنه يمر فيها، إلى أن يصل إلى نهاية الوادي من الجهة الشرقية، جفّ أغلب هذه الينابيع بالفترة الأخيرة بسبب الجفاف الطبيعي وكثرة الآبار المحفورة في الوادي، ولم يبق سوى النبع "الرابع" ويعرف بنبع "حج شحادة" وهو عبارة عن قناة من الحجارة المتلاصقة من مكان النبع إلى أن تنتهي إلى جدول صغير محفور بالصخر أيضاً، تبلغ مساحته ما يقارب العشرين متراً، وتبلغ غزارة هذا النبع قرابة /4/ إنش، وما يزال إلى الآن يجري ويسقي بساتين "الرمان" المزروعة على جانبي الوادي».

كما التقينا السيد "علاء العاصي" الذي يقول: «"وادي ترعان" يعتبر من المناطق السياحية المنسية في المنطقة، فهو لا ينقصه شيء من ماء وخضرة وجمال وهدوء، وأنا أعتبره من أجمل مناطق السياحة والاستجمام، وكثيراً ما أذهب إليه أنا وبعض أصدقائي ونسعد بسماع خرير المياه وغناء "الشحارير" و"العصافير"، ونستمتع بجمال المناظر وسحرها».

الحاج مصطفى العاصي
بركة يصب فيها نبع الحاج شحادة