"التبن" أو المادة العشبية الجافة هو بقايا "القمح" و"الشعير" الذي تفرزه الحصادة خلال موسم الحصاد، وتنتشر تجارة هذه المادة في قرى منطقة "معرة النعمان" الشرقية، وحيث يوجد "التبن" بكثرة توجد القباب الطينية المستديرة خاصةً في قرى "مرعيان"، "الجهمان" و"كفريَا"، موقع eIdleb زار قرية "كفريَا" التي تبعد عن "إدلب" حوالي /45/كم والتقى مختار القرية السيد "ناصر الإبراهيم" الذي حدثنا قائلاً عمّا تشتهر به قريته:

«نزرع في قريتنا "القمح" و"الشعير" و"العدس"، ولدينا أشجار "زيتون" و"فستق حلبي" وبساتين خضار تعتمد على مياه الآبار الجوفية، وفي هذا الشهرنقوم برش الزرع بالمبيدات لاستخراج الأعشاب الضارة منتظرين حتى شهر نيسان بداية الحصاد وهو موسم القرية».

يعتبر إنتاج "التبن" المورد الرئيسي لمعظم سكان القرية، حيث يتاجر به أغلبهم ولدينا عشرات السيارات الخاصة لنقله إلى "دمشق" و"حلب" ويصدَر إلى الخارج أيضاً، ويستعمل في العادة كطعام في مزارع الحيوانات، كما تُفرش به حظائرها

وعن صناعة وتجارة "التبن" قال السيد "ناصر": «يعتبر إنتاج "التبن" المورد الرئيسي لمعظم سكان القرية، حيث يتاجر به أغلبهم ولدينا عشرات السيارات الخاصة لنقله إلى "دمشق" و"حلب" ويصدَر إلى الخارج أيضاً، ويستعمل في العادة كطعام في مزارع الحيوانات، كما تُفرش به حظائرها».

مختار قرية كفريا ناصر الابراهيم

وعن كيفية إنتاج "التبن"أضاف: «الحصادة الزراعية الحديثة لديها خزانين من الخلف، وعند الحصاد تفرز "الشعير" في خزان و"التبن" في الخزان الآخر، ثم ترميه في أكوام خلال سيرها، بعد ذلك يُجمع فوق "الهرس"، وهو بساط خاص لتجميع "التبن" ويوضع في أكوام كبيرة ثم يعبأ في أكياس نايلون، وقبل وجود الحصادات الزراعية كانوا يُجمعونه بـ"القاشوش" وهي العصا الشوكية الكبيرة أما الآن فقد سهلت الآلات الزراعية الحديثة على الفلاحين فصل "التبن" عن "الشعير" ثم تجميعه والاستفادة منه».

تمتلئ قرية "كفريَا" بالقباب الطينية ومعظمها قديمة ومهجورة، وعن هذه القباب حدثنا مختار القرية قائلاً: «تبنى القبة الطينية بعد وضع أساس حجري مرتفع لها حوالي متر وربع عن الأرض، ثم يُجبل التراب النظيف مع "التبن" والماء حتى يصنع منه كتل طينية تُسمى "اللُبن" وتوضع على الأساس مع تزايد في حجمها تدريجياً حتى تقترب من بعضها باتجاه القمة ويجف الطين بعد عدة أيام، وقديماً كان الناس يسكنونها بسبب غلاء مواد البناء، أما بعد ظهور الإسمنت فأصبحت تعتبر من التراث في القرى، فتُستخدم أحياناً كحظيرة للحيوانات أو لتخزين المواد الزراعية».

منزل ريفي في قرية كفريا

أحد تجار "التبن" وهو "ابراهيم حمدان" شرح لنا آلية بيعه بالقول: «نبيع "التبن" في أكياس يحتوي الواحد منها حوالي /50/ كيلوغراماً، والكيلو ليس له سعر معين، ففي الشتاء وقبل موسم الحصاد يرتفع سعره بسبب قلته، ويتراوح سعر الكيلو منه بين /6/ و/12 /ليرة وأكثر ما يطلب "التبن" عند "المَحْل" وقلة المرعى، وظهر ذلك خلال العام الماضي، فقد زاد الطلب على التبن أضعاف ما كان عليه بسبب قلة الأمطار وعدم تواجد مرعى للحيوانات».

كوم من التبن