العيون الرومانية تعتبر من أهم المعالم الأثرية في قرية "سرجة"، حيث ارتبط اسم "سرجة" بهذه العيون كما ذكرها "ياقوت الحموي" في كتابه "معجم البلدان" فكلمة "سرجة" تعني رأس النبع لكثرة العيون الرومانية والينابيع التي تجري في الوادي الذي يخترقها. موقع eIdleb تجول في القرية التي تقع إلى الجنوب من مدينة "إدلب" بـ/17/كم والتقى العديد من أبناء القرية ليحدثونا عن هذه الينابيع. فكانت البداية مع الأستاذ "أحمد زريق" الذي قال:

«قام الرومانيون بحفر هذه العيون للاستفادة منها في سني الجفاف فكانت المياه تبقى في هذه العيون حتى نهاية الصيف لأنها حفرت لمستوى الماء في باطن الأرض، فقد حفرت هذه العيون كسرابات أخذت شكلاً هندسياً رائعاً تبدأ من العيون الأساسية التي حفرت في مكان مرتفع من الوادي متجهة نحو مكان منخفض متوافق مع انحدار الوادي حتى تصل إلى سطح الأرض.

لقد جفت هذه العيون بعد حفر الآبار الارتوازية على جانبي الوادي ومن جهة أخرى إلى الجفاف الطبيعي الذي حصل في الفترة الأخيرة فقام الأهالي بردم قسم كبير منها ولا سيما بعد شق الطرق وتوسع البناء فغيب قسم كبير من معالم هذه العيون

نحتت هذه العيون بالصخر أو حفرت بالتراب بحسب الطبيعة وقاموا بعد ذلك بتعمير القسم الترابي منها بالحجارة وذلك لكي تحافظ على شكلها».

الحاجة جميلة الصطوف

وعن أهمية هذه العيون يقول الأستاذ "زريق": «لهذه العيون أهمية كبيرة بالنسبة لأهالي القرية فهي مصدر الماء الوحيد في القرية فكان الأهالي يستخدمون مياه هذه العيون للشرب وسقاية المواشي وسقاية البساتين الممتدة على طرفي الوادي إضافةً إلى الأهمية السياحية والجمالية التي أضفتها هذه العيون على المنطقة فقد تحولت الحقول بسببها لأشجار مثمرة وأعشاب خضراء وأزهار».

وعن الواقع الحالي لهذه العيون يضيف: «لقد جفت هذه العيون بعد حفر الآبار الارتوازية على جانبي الوادي ومن جهة أخرى إلى الجفاف الطبيعي الذي حصل في الفترة الأخيرة فقام الأهالي بردم قسم كبير منها ولا سيما بعد شق الطرق وتوسع البناء فغيب قسم كبير من معالم هذه العيون».

العين الفوقانية

أما الحاجة "جميلة الصطوف" إحدى معمرات "سرجة" فقالت: «لقد كانت هذه العيون مصدر الماء الوحيد وكنا أنا وكل نساء القرية ننضح الماء على رؤوسنا بـ"القواديس" و"الطناجر" و"الخلاقين" (وهي أوعية نحاسية ذات عنق ضيق تقوم المرأة بحملها على رأسها بعد أن تملأها بماء النبع) على مدار العام وكنا نعتقد أن ماء "العين الفوقانية" له أهمية عن باقي العيون الأخرى لأنها تنبع من جانب مقام "الشيخ عبس"».

الأستاذ أحمد زريق