"العطار" و"البزوراتي" اسمان مختلفان لمهنة غدت واحدة، موقع eIdleb زار أصحاب هذه المهنة في وسط سوق "معرة النعمان" باحثاً عن العطار صاحب "الطب البديل"، وأولاً اتجه إلى ساحة "الجامع الكبير" والتقى السيد "عمر الصطوف" وهو عطار ومن المعروفين بتجربتهم في هذه المهنة، وتحدث لنا عن الفرق بين العطارة والبزورات قائلاً: «جميع الذين يبيعون الأعشاب الطبية والمستحضرات الطبيعية هم عطارون، ولا يوجد ما يسمى عطارة غذائية بالمعنى الصحيح، لكن هناك مشكلة تكمن في إدخال مواد غذائية أخرى مما غير بعض معالم هذه المهنة، فمثلاً نبيع "التين" و"اللوز" و"السمسم" وكلها لها فوائد طبية، ولدينا أيضاً بذور نباتات يستخدمها المزارعون مثل بذور"البندورة" و"البقدونس"».

وأكد "الصطوف" قائلاً: «ليس كل من باع مواد العطارة صار عطاراً، لأن هذه المهنة تحتاج خبرة عميقة جداً، وقديماً عبَرت عن الطب فأول من عمل بها هو الطبيب "ابن سينا"، وبالتالي نحن لسنا أطباء لكن لدينا خبرة في مجال "الطب البديل" أو طب الأعشاب، وهذا يعتبر كبديل قريب من الطب الحقيقي ولا يتعارض معه أبداً، فأنا لا أقتني مواد كيماوية أو أستعملها بل أستخدم فقط المواد الطبيعية، ومع هذا لا ألغي فائدة "الطبيب" أو "الصيدلي" على حساب مهنتي، ويعود هذا لقناعة الناس وتجربتهم في النهاية».

إذا كان العطار لديه أساس علمي فلا مانع، أما الاكتساب وحده فلا يكفي والمطلوب البحث والتحري، مثل الصيدلاني حديث المهنة يقلد فقط، لكن مع مرورالزمن صرنا نعرف أسس علمية كثيرة للأدوية

  • وهل تصنعون خلطات معينة؟ أجاب "الصطوف": «كما قلت لك العطار الحقيقي لديه خبرة ودراية جيدة بالأعشاب والمواد الطبيعية ولا يخاف أبداً مما يعمل فهو يخلط المواد المجربة ويُركب مستحضرات معينة ضمن نطاق خبرته وأصول النظافة والعناية التامة، وكل نوع من الأعشاب البرية له فائدة معينة، والحمد لله فإن 99% من هذه الأعشاب منشؤها وطني وكلها متوافرة ورخيصة».
  • أعشاب طبيعية في محل العطار

    "توفيق" يعمل في محل جده القديم، وهو حفيد المرحوم "توفيق الصيادي" المشهور بالعطارة في "المعرة"، توجهنا له بسؤال عن عمله فأجاب: «لدي كل ما يطلبه الناس ولا أقتصر على ما يحتويه العطارون، لأن لي زبائن أسعى لسد حاجاتهم، قديماً كان جدي يركب مواد مفيدة واكتسبنا منه بعض الخبرة، أما عطاروا اليوم فأغلبهم دون خبرة إنما دخلاء على المهنة لكسب المال، فنحن نعطي الدواء البديل حسب طلب الزبون ولكن مع نصحه بهذا المنتج أو ذاك تبعاً لما نعرفه ومرعلى رؤوسنا».

    أخذنا رأي الصيدلاني "محمد الحراكي" في الدواء الذي يقدمه العطارون فأجاب: «إذا كان العطار لديه أساس علمي فلا مانع، أما الاكتساب وحده فلا يكفي والمطلوب البحث والتحري، مثل الصيدلاني حديث المهنة يقلد فقط، لكن مع مرورالزمن صرنا نعرف أسس علمية كثيرة للأدوية».

    السيد توفيق الصيادي

    وعن مقارنة الأدوية الكيميائية بالطبيعية أجاب: «يوجد لدينا أدوية طبيعية على شكل "كبسول" ومركباتها عشبية موضوعة على مقادير مدروسة، فالمواد الكيماوية بالأساس عبارة عن مواد طبيعية مضاف إليها جذور وتحسينات معينة فخرجت مركبات صنعية ونصف صنعية، ويجب على الناس مراجعة الصيدلي والطبيب لخبرتهما العلمية».

    الصيدلاني محمد الحراكي