أسمى ما في الإنسان إنسانيته وأسمى ما في إنسانيته هو العمل الطوعي من أجل الآخرين كلمات تعبر عن عمق ودلالات وقوف الإنسان إلى جانب أخيه وقت الحاجة والمصيبة، ولعل ما يقوم به المتطوعون في فرع "منظمة الهلال الأحمر" في "إدلب" هو تأكيد هذه النظرة الانسانية والواجب تجاه الفئات الأشد ضعفاً واحتياجاً في المجتمع من خلال تقديم الخدمات للمحتاجين وتخفيف الأذى والضرر عنهم وقت الكوارث والأزمات.

إضافة إلى المساهمة في رفع المستوى الصحي والقيام بحملات التثقيف والتوعية الصحية لعامة الناس.

نتمنى أن تتوسع الخدمات الطبية التي يقدمها المشفى وأن يصبح فيه كافة الاختصاصات ليكون هناك حرية أوسع لدى المريض في اختيار المشفى الذي يقصده خاصة إذا كانت هناك فروقات في الأسعار

الدكتور"عبد الرزاق جبيرو" رئيس الفرع تحدث لموقع eIdleb خلال الجولة إلى مقر الفرع عن النشاطات التي يقوم بها فرع الهلال وخطته لتوسيع دائرة تلك النشاطات لتشمل أرجاء المحافظة بالقول: «إن فرع الهلال الأحمر في "إدلب" تأسس في العام 1971 وهو يضم حالياً أربعة شعب في كل من مدن "معرة النعمان" و"جسر الشغور" و"بنش" و"أريحا" وقريبا سيتم افتتاح شعبتين في مدينة "كفرنبل" ومدينة "الدانا" وكذلك افتتاح شعبة في مدينة "سلقين" بعد استكمال الإجراءات الخاصة وتأمين كل المتطلبات اللازمة وذلك ضمن خطة الفرع للتوسع بنشاطاته لتعم مختلف مناطق المحافظة ولكي يستفيد من خدمات الهلال الانسانية والطبية أكبر عدد ممكن من الشرائح الأشد فقراً واحتياجاً.

الدكتور عبد الرزاق جبيرو

وأن التوسع ليس على مستوى الشُعب فقط بل من حيث الخدمات التي يقدمها الفرع حيث قمنا في الربع الأخير من العام /2008/ بافتتاح مشفى الأطفال التخصصي الذي بلغت كلفته الاجمالية حوالي/21/ مليون ليرة وهو يقدم الخدمات الطبية للأطفال وبأسعار الحد الأدنى لوزارة الصحة، ونحن نعمل حالياً على توسيع نشاطات وخدمات المشفى لتشمل جوانب أخرى».

وعن مهام فرع الهلال الأحمر الأخرى يقول الدكتور "جبيرو": «تتوزع أنشطة ومهام الفرع على جمع التبرعات المادية والعينية للأشخاص المنكوبين محلياً وعربياً ودولياً وإقامة دورات وندوات التوعية والإسعاف للمتطوعين الشباب ولبقية أفراد المجتمع، وإقامة دورات خاصة للمتطوعين في مجال التأهب والاستجابة والاستعداد للكوارث وتقديم المساعدات العينية والمادية والأدوية للمحتاجين وتقديم الكراسي للمعاقين، والقيام بزيارات ميدانية للأحياء والقرى والتواصل مع المؤسسات الاجتماعية والصحية وتنفيذ حملات التوعية والتثقيف ونشر ثقافة العمل التطوعي وخاصة بين جيل الشباب. وتعد لجنة المتطوعين الشباب العصب الأساسي للهلال الأحمر لكونها تضم المتطوعين الشباب من عمر/16-30/ سنة والذين يقومون بكافة الأعمال الانسانية تطوعياً ودون أي حافز مادي».

السيد محمود ربيع السنتلي

وعن أهم الأعمال التي تقوم بها لجنة المتطوعين الشباب قال الدكتور"جبيرو": «إن اللجنة تقسم إلى عدة لجان كاللجنة الاجتماعية التي تتركز مهمتها على زيارة البيوت الفقيرة والجمعيات الخيرية ودور الأيتام وتقديم المعونات للمحتاجين، واللجنة النسائية التي تعمل على تفعيل دور الكوادر النسائية والقيام بزيارة المنازل وتنفيذ حملات توعية وتثقيف صحي ودورات إسعافية للأمهات، وهناك لجنة التأهب للكوارث وهي تضم متطوعين من الفريق الوطني للتدخل والاستجابة لأي كارثة وتعمل على إقامة الدورات الخاصة للتأهب للكوارث وتنفيذ البيانات العملية، ولجنة الصحة والبيئة ومن مهامها القيام بدورات الإسعاف في الفرع وفي المدارس والقرى والمشاركة بحملات النظافة والتشجير وحماية البيئة، كما تضم لجنة التنمية ولجنة الإعلام».

كما تحدث السيد "محمود ربيع السنتلي" مدير الفرع عن أهم نشاطات الفرع بالقول: «لدينا حالياً حوالي /600/ متطوع فوق/ 30/سنة وهم يشكلون هيئة عامة للمتطوعين وهناك /500 / متطوع شاب تحت سن الثلاثين وذلك على مستوى الفرع حيث يقومون بتنفيذ كافة النشاطات وفي مختلف المجالات الإنسانية. كما أن المركز الصحي للرعاية الأولية الموجود في مقر الفرع يقوم بتقديم الخدمات الصحية للنساء والأطفال، وأن افتتاح مشفى الأطفال يعد من أهم الخطوات التي قام بها الفرع باعتبار أنه لا يوجد مشفى تخصصي للأطفال في المحافظة وهو يضم/ 10/ حواضن وقسم إسعاف وقسم أشعة ومخبر وغرفتي عمليات قيد التجهيز، وأن مراجعي المشفى منذ افتتاحه في شهر أيلول من العام/2008/ بلغ حوالي/1100/ طفل».

قسم الحواضن في المشفى

وخلال الجولة في مشفى الأطفال التخصصي التقينا المهندس "مصطفى جحجاح" والد أحد الأطفال النزلاء في المشفى حيث عبر عن رأيه بالخدمات التي يقدمها المشفى قائلاً: «الخدمات التي يقدمها المشفى جيدة وهناك اهتمام من الكادر الطبي والتمريضي، ولكن ما نتمناه أن تكون التسعيرة مخفضة أكثر مما هي عليه الآن لأنها لا تقل عن المشافي الخاصة الأخرى طالما أن الغاية الأساسية تقديم الخدمة الطبية والصحية للأطفال».

أما "عامر قدح نون" وهو مرافق أحد المرضى فقال: «نتمنى أن تتوسع الخدمات الطبية التي يقدمها المشفى وأن يصبح فيه كافة الاختصاصات ليكون هناك حرية أوسع لدى المريض في اختيار المشفى الذي يقصده خاصة إذا كانت هناك فروقات في الأسعار».