من أهم المعالم التاريخية التي لها بصمة واضحة في تاريخ "أريحا" العريق بناء البيت "الريحاوي" الذي يعتمد على أهم المتطلبات التي يحتاجها المجتمع الريحاوي حيث يغلب على بنائه حالة الزهد والتقشف وبساطة التصميم بعيدا عن البهرجة والشكليات لكنه يتميز عن غيره من البيوت العربية بتفرده بالعديد من الأشياء التي لا توجد في غيره من البيوت في "أريحا".

وعن أهم أقسام البيت العربي في "أريحا" وطريقة بنائه كان لموقع eIdleb هذا اللقاء مع الباحث التاريخي "مصطفى سماق" بتاريخ/2/12/2008/ الذي بدأ حديثه بالقول: «هناك الكثير من المزايا التي يتمتع بها البيت العربي في "أريحا" وهي غير موجودة في باقي البيوت القديمة في المدن السورية ومن أهمها غرف وأقسام تتناسب مع واقع الحياة في "أريحا" وتقسم هذه البيوت إلى نوعين من حيث سكانها وهناك فروق بسيطة بين النوعين وهذه الأنواع هي "بيوت الأغنياء" و"بيوت متوسطي الحالة المادية والفقراء" وللقسمين ثوابت يحتويها كلا النوعين فتبدأ أقسام البيت من "الباب الخارجي" الذي تعلوه "القوسة الحجرية" وهي قطعة من الحجارة تحتوي على مجموعة من الزخارف والرسومات ويكون الباب في بيوت الأغنياء، له مصراعان وهو مصفح بالتوتياء والنحاس والمسامير الفولاذية أما الباب في البيوت الفقيرة فيكون بمصراع واحد وهو مصنوع من الخشب وقد يحوي على بعض الزخارف المحفورة فيه وبعد المرور بالباب الخارجي نجد "الدهليز" وهو ممر مسقوف بالحجارة ويتراوح طوله من المتر حتى الثلاثة أمتار وعرضه حوالي المتر يفضي إلى الباحة السماوية التي تكون مربعة الشكل وأرضها مرصوفة بالأحجار البازلتية السوداء وفي وسطها البحرة التي تغطيها الدالية وهي إحدى ثوابت وميزات البيت الريحاوي».

هناك أشياء أخرى لا بد من وجودها في البيت الريحاوي وهو "الجب" وهو خزان مائي أرضي كبير يعتمد على الجمع وليس على النبع حيث تسلط كافة الأسطح عليه لجمع مياه الأمطار فيه أثناء الشتاء ويستخدم في الشرب والأعمال المنزلية الأخرى حيث تستخرج منه الماء بواسطة "الدلو" وهو وعاء من "الكاوتشوك" وله قبضة يتم ربطها بالحبل ويتم تنزيله إلى "الجب" لكي يستخرج الماء منه وكذالك شجرة "المليسة" وهي من الأركان الأساسية في البيت الريحاوي وهي تعادل "النارنجة" في البيوت الشامية و"شجرة الرمان" التي تزرع بجانب الجب لأنها تحب الماء كثيرا

ويضيف: «تتوزع حول الباحة الغرف ولكل غرفة وظيفة معينة وأول هذه الغرف "بيت المجلس" وهو غرفة مساحتها كبيرة مبنية بطريقة "المصلب" أو "الغمس" القائم على أربع ركائز حجرية في الزوايا ومجموعة من الأقواس في السقوف وهذه الغرفة مفروشة باللباد والآرائك والمدة العربية وهي معدة للضيوف أما الغرفة الثانية فهي مخصصة لأفراد العائلة وهي مبنية على طريقة البناء المصلب وفيها "الكور" وهو خزانة المونة من الحبوب مثل "القمح" و"الشعير" و"الطحين" و"العدس" و"البرغل" وتكون مبنية من الطين في بيوت الفقراء ومقسمة إلى عدة أقسام لكل صنف من الحبوب قسم خاص وفيها فتحة من الأسفل لأخذ الحبوب منها عند الحاجة ويصنع من الخشب المطعم بالنحاس في بيوت الأغنياء ويسمى "العنبر" والغرفة الثالثة وهي "بيت التنور" وفي أحد أركان هذه الغرفة يوجد التنور الذي يصنع عليه الخبز والمعجنات والغرفة الرابعة هي "غرفة الحطب" وتسمى "بيت الحطب" وهذه الغرفة معدة لوضع الحطب فيها والذي يستخدم في التدفئة في الشتاء وفي صناعة الخبز في باقي الأوقات».

الدهليز

ويتابع قائلا: «كما أن البيت الريحاوي يحتوي على "العلية" وهي غرفة على سطح أحدى الغرف السابقة يصعد إليها بدرج من الباحة السماوية وقد يحتوي البيت الريحاوي عند الأغنياء على "الليوان" وغالبا ما يكون باتجاه الجنوب حتى يتمكن سكان البيت من الجلوس فيه في الصباح وبعد الظهر حتى لا تؤذيهم أشعة الشمس ومن أهم خصائص بناء البيت الريحاوي أنه يحتوي على نوافذ وشبابيك كثيرة تطل على الباحة السماوية ونادرا ما تجد أحد النوافذ التي تطل على الشارع وإن وجدت فتكون مرتفعة حتى لا يشرف سكان البيت على المارة والعكس وهذا يكون بعكس بناء المساجد في "أريحا" حيث تكون النوافذ التي تشرف على الشارع منخفضة حتى يرى المارة الناس وهم يصلون عند مرورهم بجانب المسجد فتكون دعوة غير مباشرة إلى أداء الصلاة في المسجد».

وعن الأشياء الأخرى التي توجد في البيت الريحاوي يقول "السماق": «هناك أشياء أخرى لا بد من وجودها في البيت الريحاوي وهو "الجب" وهو خزان مائي أرضي كبير يعتمد على الجمع وليس على النبع حيث تسلط كافة الأسطح عليه لجمع مياه الأمطار فيه أثناء الشتاء ويستخدم في الشرب والأعمال المنزلية الأخرى حيث تستخرج منه الماء بواسطة "الدلو" وهو وعاء من "الكاوتشوك" وله قبضة يتم ربطها بالحبل ويتم تنزيله إلى "الجب" لكي يستخرج الماء منه وكذالك شجرة "المليسة" وهي من الأركان الأساسية في البيت الريحاوي وهي تعادل "النارنجة" في البيوت الشامية و"شجرة الرمان" التي تزرع بجانب الجب لأنها تحب الماء كثيرا».

بناء الغمس
الباحث مصطفى سماق