إلى الغرب من مدينة "إدلب" وعلى بعد/5/ كم منها، وعلى مقربة من الطريق الواصل إلى مدينة "سلقين" يقع المقر الجديد لمركز التدريب المهني الذي تم الانتهاء من بنائه قبل بضعة أشهر وبكلفة إجمالية تزيد عن/25/ مليون ليرة.

ويتوضع المبنى على مساحة وقدرها /9/ آلاف متر مربع ويتألف من طابقين يضم الطابق السفلي ست ورشات مجهزة بكافة المستلزمات اللازمة والطابق العلوي يتألف من قاعات درسية ومكاتب إدارية، ويعد هذا المركز أحد المساهمين الأساسيين في إعداد وتأهيل الكوادر المهنية في مجالات الإنشاء والتعمير ورفد سوق العمل بالخبرات الفنية والمدربة التي تمنح شهادة خبرة مهنية تساعدهم على الانخراط مباشرة في سوق العمل.

كنت دائماً أحب تعلم حرفة مهنية أعمل بها كوني لم أكمل تعليمي، وعندما جئت على المركز ترددت قليلاً ولكنني بعد أسابيع أصبحت متفائلة جداً وإنني الآن بدأت بتعلم مهنة ستساعدني على العمل

وخلال جولة لموقع eIdleb بتاريخ 20/1/2009 في أرجاء المركز حيث كانت ورشات التدريب وقاعات الدراسة والتي تم تجهيزها بكافة متطلبات التدريب وكان أكثر ما يلفت الانتباه هو تواجد الفتيات وبأعداد جيدة في المركز الذي كنا نظن أنه حكر على الشباب وهناك التقينا المهندس "مالك حاج علي" مدير المركز حيث قال: «إن الإقبال على المركز بدأ يزداد بشكل ملحوظ وخاصة بعد توسيع دائرة المهن الموجودة فيه مع الانتقال إلى البناء الجديد حيث أصبح لدينا ست مهن ثلاث منها جديدة وهي: التدفئة والتكييف والنجارة العربية والحدادة العامة وحدادة الألمنيوم والتي أضيفت إلى المهن الموجودة من قبل في المركز الذي أحدث في العام /1991/ وهي الأعمال الصحية والتمديدات الكهربائية والديكور العام والدهان».

المهندس مالك حاج علي

وعن شروط التسجيل في المركز قال "حاج علي": «إنه يتم قبول المتدربين من سن /15/ عاماً وحتى /35/ عاماً من كافة مستويات التعليم بدءاً ممن يجيدون القراءة والكتابة والذين يحملون شهادة التعليم الأساسي وحتى الثانوي، وأن مدة التدريب فيه تمتد لتسعة أشهر حيث يحصل المتدرب في نهاية العام الدراسي على شهادة تؤهله للعمل في القطاعين العام والخاص كما يمنح المتدرب راتباً شهرياً أثناء التدريب ولباس عمل مجاني، وأن هذه النقاط والمزايا يتم التعريف بها من خلال الجولات الميدانية والزيارات التي تقوم بها إدارة المركز إلى مختلف مناطق المحافظة للتعريف بالمركز والمهن الموجودة فيه وتوزيع الإعلانات بهدف استقطاب الطلاب الذين لم تتح لهم فرصة إكمال تعليمهم».

وأضاف مدير المركز: «إن عدد المتدربين في كافة مهن المركز هذا العام يبلغ حوالي/140/ متدرباً ومتدربة منهم /15/ متدربة يتوزعن على مهنتي الكهرباء والديكور العام، في حين أن عدد المتخرجين من المركز حتى الآن يزيد عن /725/ متدرباً منهم /100/ متدرب خلال العام/2008/ وإن إدارة المركز تسعى دائماً لتأمين المدربين الأكفاء وكافة المستلزمات والتجهيزات اللازمة».

طالبة من ورشة الدهان

وقال "حاج علي": «إنه لا بد من تشجيع إقامة الصناعات الصغيرة ومنح قروض لتمويل الخريجين الجدد لفتح ورش عمل ومشاريع صغيرة تمكنهم من الانطلاق في سوق العمل وتشجيع الصناعات الصغيرة من خلال إنشاء صندوق خاص يمول أصحاب المهنة ويرعاه من التدريب إلى التأسيس والتسويق من أجل مواجهة بعض الصعاب والمعوقات التي تعترض قلة فرص العمل للخريجين وانخفاض أجور المتدربين، وأيضاً لا بد من تأمين وسائط نقل للمركز لكونه يقع خارج المدينة وزيادة الراتب الممنوح للمتدربين ليتناسب مع التكاليف والمصاريف اليومية وخاصة بالنسبة لأجور التنقل».

وتقول المتدربة "عبير أصفري" من حرفة الديكور العام: «كنت دائماً أحب تعلم حرفة مهنية أعمل بها كوني لم أكمل تعليمي، وعندما جئت على المركز ترددت قليلاً ولكنني بعد أسابيع أصبحت متفائلة جداً وإنني الآن بدأت بتعلم مهنة ستساعدني على العمل».

طالبة من ورشة الكهرباء

وتقول المتدربة "فتون قدور" متربة: «كل شيء في المركز يشجعنا على الاستمرار في التدريب خاصة وأن هناك أكثر من فتاة تتدرب معنا، والمركز برأيي أفضل مكان للفتاة لتعلم حرفة مهنية من أي معهد أو مركز آخر لوجود كافة المستلزمات والمدربين الجيدين».

أما المتدرب "مصطفى أسعد" من حرفة (النجارة) فقال: «إن الانتساب للمركز أتاح لنا تعلم واكتساب حرفة، وهذا سيفتح أمامنا الباب واسعاً للعمل في الورشات الحرفية أو العمل بشكل مستقل، وإن وجود حِرف جديدة في المركز سيزيد الإقبال عليه في السنوات القادمة».