أعطت الأغنية الشعبية لهذه الصناعة حقها الطبيعي لانتشارها الواسع في كل المحافظات لكن تسمية "أبو حمدو" أو"أبو حمود" تعتبر حكراً على بعض أرباب صناعة المعجنات الجافة في "إدلب" التي تشتهر بهذه الصناعة منذ القديم حيث لا تخلو منها البيوت في المناسبات والأعياد والسهرات...

بل تجاوزت إلى أبعد من ذلك لتكون صناعةً منزلية في أيام الأعياد وتأتي تسميتها "الناشف" لعدم وجود "القطر" حيث يكون دقيق القمح والسمسم المقشور والسمن النباتي والسكر والتمر (العجوة) هي المكونات الرئيسية لأنواعها المختلفة التي تحدث عنها السيد "أحمد الزير" (أبو حمود) أحد صانعي المعجنات لموقع eIdleb بتاريخ 25/11/2008 قائلاً: «إن صناعة المعجنات الناشفة تعود إلى العهد الأموي حيث ابتكرها الأمويون في "الشام" وكانت مخصصةً لشهر رمضان كما عرفوا "الكنافة" وقد تطورت هذه الصناعة عبر العهد العثماني ولعل أشهر ما وصلنا منها هو "الكعك المفخَّر" بشكله الدائري ثم ظهرت أشكال عديدة للكعك ويعد كعك الأصابع أشهرها حيث كانت صناعته القيمة في الفرن الحجري القديم، كذلك "المعمول" الذي يعود للعهد الأموي وقد تعددت تسمياته من "معمول بعجوة" إلى "سانتاروزا" وإلى تسميات بحسب الأماكن وأنواع أخرى مثل "البرازق».

كما دخلت حديثا أصناف غربية مثل "البيتيفور" وهو مزيج من الدقيق والزبدة والبيض وبعض النكهات والخميرة

وأضاف قائلاً:«كما دخلت حديثا أصناف غربية مثل "البيتيفور" وهو مزيج من الدقيق والزبدة والبيض وبعض النكهات والخميرة». كما تحدث عن مراحل صنع "المعمول بالعجوة قائلاً: «إن أول مرحلةٍ في العمل هي العجين وتكون بإضافة الخميرة ذات الصنع اليدوي (من الحمّص) ثم تترك لتختمر وتبدأ المرحلة الثانية حيث يضاف إليها زيت الزيتون وتبدأ عملية الصنع فيُمد العجين وتوضع العجوة المهروسة داخله ثم يُطوى بأشكال مختلفة إما على شكل كرات أو أصابع أو يوضع بقوالب معينة ويضاف إليه السمسم المقشور الممزوج بالقطر ليلتصق بالعجين ويوضع في الفرن حتى يأخذ اللون السمسم اللون الأصفر المائل للحمرة ثم يكون جاهزاً للتقديم».

وعن الخميرة المصنوعة من الحمّص قال: «منذ عهد "سليمان" عليه السلام عُرفت هذه الخميرة وما زالت إلى الآن هي المستخدمة بشكلٍ رئيسي في صناعة "الكعك المفخّر" فلا تصلح أنواع الخميرة العادية المستخدمة في الأنواع الأخرى أو خميرة الخبز وفي الماضي وحتى الخمسينيات لم تكن سوى خميرة الحمّص هي المستخدمة حتى في صناعة الخبز وبقيت صناعتها سراً بين أرباب المهنة ولم يتم تصنيع هذه الخميرة سوى يدوياً وتحت إشراف أمهر الصنّاع».