منذ عهود ما قبل التاريخ عرف الإنسان الزراعة وابتكر الآلات التي تساعده في تحسين محصوله وزيادة إنتاجه فكان "آزر" والد "ابراهيم" عليه السلام أول من استعمل آلة الحراثة بمساعدة الدواب وهي ما يسمى "الفدّان" الخشبي الذي تطور مع مرور الزمن ليصبح من الحديد.

ومع تطور الصناعة في العصر الحديث ظهرت الآلات الميكانيكية التي همّشت دور الدواب وجعلتها من ذكريات الماضي إلا أن بعضها لا يزال حتى وقتنا لأسباب عديدة تحدث عنها المزارع "عبد الله القاسم" لموقع eIdleb بتاريخ 19/11/2008 قائلاً: «صحيحٌ أن الآلات الميكانيكية أعطت السرعة في العمل وقلةً في الجهد إلا أن "الفدّان" لا يزال هو آلة حراثة الحقل الأولى من حيث الفائدة فهو لا يؤذي الأشجار كما تفعل "الجرارات" ولا يقطع الجذور كما "العزاقات" إضافة للفوائد المتعددة للدواب».

هنالك عدة أنواع لحرث الأرض بالفدّان حسب الفصل ففي الشتاء تسمى "الشقاق" حيث تكون الخطوط عريضة لتسمح للماء بالتجمع ضمنها أما في الربيع فتسمى "التزقيف" وهي أن يصل إلى أعمق نقطة في التربة وفي الصيف تسمى "التشويف" وهي عكس سابقتها

وعن أقسام "الفدّان" أجاب "عبد الله" قائلاً: «يتألف "الفدّان" من "مجوز" (أي دابتين) و"مفرد" (دابة واحدة) وكل منهما يتألف من "الصمد" وهو الجزء المعدني الذي يثبت على ظهر الدابة ويصل حتى قبضة الفلاح و"الكدّانة" و"البلام" و"المردات" التي تقوم بدور المقود لتوجيه الدواب و"المشفن" الذي يقوم بالحراثة ويزن /6/كغ و"القاروعة" وهي لحث الدواب على السير».

أما عن محافظته على هذه الطريقة القديمة فقال: «لطبيعة الأرض ومساحتها فالأرض في قرية "المغارة" ذات طبيعة صخرية تتخللها الحجارة الكبيرة مما يعيق الآلات التي لا تستطيع التنقل بين الصخور ذات المسافات الضيقة، لكن السبب الأهم هو أن حراثة الفدّان ذات تأثير جيد على الأشجار وخاصة اقتلاع كل الأعشاب الضارة حول جذع الشجرة متميزاً بذلك أيضاً عن الآلة». وتابع: «لا زال الفدّان هو وحدة قياس الأرض المتعارف عليها بين الناس حتى وقتنا ففي المدن تسمى "القصبة" وفي الأرياف تسمى فدّاناً وهي ما يقوم الفلاح بحرثه من الصباح حتى العصر (3.25 دونم) كما أن لهذه الطريقة طقوساً معينة حيث نقوم بغلي الشاي على الحطب وشربه في أوقات الراحة كما يتم إطعام الدواب من أكياس خاصة لكي لا تأكل من أوراق الأشجار».

وأضاف: «هنالك عدة أنواع لحرث الأرض بالفدّان حسب الفصل ففي الشتاء تسمى "الشقاق" حيث تكون الخطوط عريضة لتسمح للماء بالتجمع ضمنها أما في الربيع فتسمى "التزقيف" وهي أن يصل إلى أعمق نقطة في التربة وفي الصيف تسمى "التشويف" وهي عكس سابقتها».

والجدير بالذكر أن الدواب والفدّان أصبحت من النوادر حتى في القرى وتقتصر على البعض ليصبح الفدّان من ذكريات أيام زمان.