رغم تطور واقع الحال في محافظة "إدلب" إلا أنه مازال يسطر عليها إرث حضاري متوارث من جيل إلى جيل ولعل أهم هذه التراثيات التي بقيت وبكثرة هي "التنور"...

الذي ينتج الخبز الأسمر بمواصفات محببة لدى غالبية السكان في الريف فكيف يصنع هذا التنور وما هي المواد الأولية المستخدمة في صناعته.

إن التنور هو ركن أساسي من أركان البيت الريفي عندنا فلا يوجد بيت إلا وبين جدرانه تنور لأننا اعتدنا على تناول خبزه اللذيذ ولا يمكن لنا أن نستبدله بخبز أفران هذه الأيام إضافة إلى أننا نقوم بصناعة بعض المعجنات عليه ومنها "السمون بالفليفلة والزعتر"

موقع eIdleb وخلال جولته في ريف "إدلب" بتاريخ /4/11/2008 وتحديداً في قرية "تلمنس" لفت انتباهنا مجموعة من التنانير التي توجد على باب أحد منازل هذه القرية وفي داخل المنزل كانت السيدة "خدوج الأحمد" تقوم بصناعة تنور آخر فسألناها عن هذا العمل وما هي المواد التي تستخدمها في صناعته فأجابت قائلة: «إن التنور هو ركن أساسي من أركان البيت الريفي عندنا فلا يوجد بيت إلا وبين جدرانه تنور لأننا اعتدنا على تناول خبزه اللذيذ ولا يمكن لنا أن نستبدله بخبز أفران هذه الأيام إضافة إلى أننا نقوم بصناعة بعض المعجنات عليه ومنها "السمون بالفليفلة والزعتر"».

وعن صناعته تقول: «قبل البدء بالعمل لا بد من تحضير المواد الأولية وهي "تراب أحمر ناعم" و"خيوط خيش" التي تصنع منها أكياس الخيش و"رمل أسود ناعم" ناتج عن طحن الحجارة البركانية ولكل من هذه المواد وظيفته في هذه الصناعة فـ "التراب الأحمر" تكون وظيفته هي تكوين الشكل الذي نرغب في عمله أما "خيوط الخيش" فوظيفتها تماسك حبيبات التراب بعد خلطها بالماء و"الرمل الأسود" وظيفته رفع حرارة التنور أثناء عملية الخبز».

وعن خطوات العمل تقول السيدة "خدوج" نبدأ بعجن التراب بالماء ونضيف له الرمل وخيوط الخيش ونستمر في عملية العجن حتى تختلط المواد بشكل جيد وتشكل كتلة أشبه بكتلة العجين ثم أقوم بأخذ قطعة من هذا الخليط وأسويها حتى تصل إلى سماكة محددة وأعمل دوراً كاملاً على كافة أطراف الفتحة التي بدأت بها ويكون قطرها حوالي (75) سم وكل دور أقوم بعمله أنتظر فترة من الوقت حتى يجف بشكل جيد ثم أتابع دوراً آخر حتى يصل ارتفاعه إلى حوالي المتر فأقوم بتضييق الفوهة ورفعها من الخلف فتصبح الفتحة إلى الأمام تقريبا وتكون بذلك قد تمت عملية صناعة التنور.

ويكون العمل فيها على مدار العام -والقول مازال لها- وأبيعها إلى أبناء القرية وإلى القرى المجاورة حتى يأتي من يشتريها من خارج المحافظة أحيانا».