يعتبر انتشار المدارس من المكاسب الهامة التي تتمتع بها قرى الريف السوري في كل مكان، حيث لا تخلو قرية ولا حتى مزرعة من مدرسة توفر حق التعليم لأبنائها، ولتقديم حق التعليم على الوجه الأكمل ومن أجل ضمان سلامة وحسن سير العملية التربوية تبرز أهمية الجهود المبذولة في مجال التخلص من ظاهرة الدوام النصفي وازدحام الشعب الصفية.

ومدرسة "أبو مكي" الواقعة على بعد 12 كم شرق مدينة "المعرة" تخلصت من الدوام النصفي منذ عامين حيث ينتظم جميع طلابها الذين يقارب عددهم الألف طالب في دوام صباحي واحد.

بكل تأكيد نحن نشعر بارتياح كبير بعد أن تخلصنا من نظام الدوامين في القرية، فكنا سابقا نعيش حالة قلق حقيقية على أطفالنا أثناء ذهابهم وإيابهم إلى المدرسة عندما يكون دوامهم مسائياً، واليوم بعد أن انتظم الدوام الصباحي فقد شعرنا بارتياح كبير، وحبذا لو تكتمل نعمة التخلص من الدوام النصفي بتوسيع المدرسة للتخفيف من ازدحام الشعب بالطلاب، حيث لذلك تأثير على مدى فهم الطلاب لدروسهم، وهذا الأمر أتلمسه بوضوح من خلال قربي من أولادي حيث إنهم في أغلب الأيام يطلبون مني أو من والدتهم شرح درس معين لكونهم لم يتمكنوا من فهمه جيداً في الصف بسبب العدد الكبير وما ينتج عنه من ضجيج وتشويش من قبل الطلاب غير المهتمين بدراستهم

أثناء تواجد موقع eIdleb في قرية "أبو مكي" التقى السيد "إسماعيل دبيس" أب لثلاثة طلاب حيث قال: «بكل تأكيد نحن نشعر بارتياح كبير بعد أن تخلصنا من نظام الدوامين في القرية، فكنا سابقا نعيش حالة قلق حقيقية على أطفالنا أثناء ذهابهم وإيابهم إلى المدرسة عندما يكون دوامهم مسائياً، واليوم بعد أن انتظم الدوام الصباحي فقد شعرنا بارتياح كبير، وحبذا لو تكتمل نعمة التخلص من الدوام النصفي بتوسيع المدرسة للتخفيف من ازدحام الشعب بالطلاب، حيث لذلك تأثير على مدى فهم الطلاب لدروسهم، وهذا الأمر أتلمسه بوضوح من خلال قربي من أولادي حيث إنهم في أغلب الأيام يطلبون مني أو من والدتهم شرح درس معين لكونهم لم يتمكنوا من فهمه جيداً في الصف بسبب العدد الكبير وما ينتج عنه من ضجيج وتشويش من قبل الطلاب غير المهتمين بدراستهم».

مدرسة أبو مكي للتعليم الاساسي

الأستاذ "أحمد الأحمد" مدير مدرسة "أبو مكي" عرّفنا بالمدرسة قائلاً: «تضم المدرسة حلقتين: الحلقة الأولى من الصف الأول وحتى الصف الرابع تضم 13 شعبة و12 غرفة وعدد طلابها 450 طالبا، أما الحلقة الثانية فهي من الصف الخامس وحتى الصف التاسع وتضم 13 شعبة و12 غرفة وعدد طلابها 424 طالبا، والمدرسة بفضل الله تعمل بنظام الدوام الواحد منذ عامين.

ونأمل أن يتم توسيع بناء المدرسة لكون إجمالي عدد الطلاب والعاملين فيها يقارب ألف شخص ما يشكل ضغطا على الشعب الصفية والغرف الإدارية، وإمكانية التوسع في البناء المدرسي متوافرة وذلك من خلال التوسع العمودي، لكونه من بين الكتل المعمارية (الملاحق) في المدرسة هناك مجسمان بنيا بعد عام 2003 أي تم مراعاة موضوع الزلازل عند إعداد الدراسة الخاصة في بنائهما، ووفق هذه الدارسة فإنه يمكن بالتوسع العمودي عليهما حتى ثلاثة طوابق».

مديرية التربية في إدلب

وبالحديث مع الأستاذ "خالد زيدان" رئيس قسم التخطيط والإحصاء في مديرية التربية في "إدلب" قال لموقع eIdleb: «إن الأولوية في إعداد خطة الأبنية المدرسية هي دائماً للمدارس التي تعاني من دوام نصفي، ومدرسة "أبو مكي" تخلصت من الدوام النصفي منذ العام الدراسي 2009/2010، ونحن عند وضع الخطة السنوية للأبنية المدرسية نعتمد على ما يوافينا به مديرو المدارس عن مدى حاجة مدارسهم لأبنية جديدة، وبخصوص مدرسة "أبو مكي" فطالما أنه هناك كتل معمارية بنيت بعد عام 2003 فإنه يمكن أن تدرج في خطة عام 2012 لكي يتم إنجاز طابق ثان عليها يساهم في تخفيف الضغط عن شعب المدرسة، وبخصوص الكتل المعمارية الأخرى التي بنيت قبل عام 2003 وبما أن الدراسات الخاصة بها لا تسمح ببناء طابق ثان عليها فإن الحل بخصوصها هو أحد أمرين: إما البحث عن موقع جديد يبنى عليه بناء مدرسي جديد، أو أن يتم عرض الموضوع على لجنة الخريطة المدرسية بهدف اتخاذ قرار بهدم هذه الملاحق وإعادة البناء من جديد».

اسماعيل دبيس