تزيد مساحة الأراضي الزراعية في قرية "الهلبة" الواقعة جنوب شرق مدينة "معرة النعمان" بـ 12 كم، على 400 هكتار، وتتنوع زراعاتها بين القمح والشعير والعدس والكمون وأشجار الزيتون، ورغم هذا الاتساع فجميع زراعات القرية بعلية الأمر الذي انعكس سلباً من إنتاجية القطاع الزراعي الواعد في هذه القرية، ومن هنا تبرز أهمية مطلب الأهالي بتأمين المياه اللازمة لسقاية أراضيهم.

المزارع "نواف العبود" رئيس الجمعية الفلاحية في قرية "الهلبة" قال لموقع eIdleb: «القرية تقع في منطقة شبه جافة وأمطارنا قليلة بشكل عام، ولا يملك الأهالي آبار ارتوازية في حقولهم لسقاية أراضيهم، الأمر الذي جعلنا نعتمد على الزراعات البعلية، وتأثير ذلك يبرز بشكل كبير في سنوات الجفاف حيث يتراجع الإنتاج بشكل كبير ما يعرضنا للخسائر المادية، إذ إنه في كثير من السنوات لم يكن مردود الأرض يغطي نفقات زراعتها، لذلك من الضروري جداً تحويل زراعات القرية لتكون مروية وبالتالي لا بد من تأمين المياه اللازمة لسقاية الأراضي، خاصة أن القطاع الزراعي في القرية واعد، حيث مساحة الأراضي الصالحة للزراعة في القرية كبيرة وهي مناسبة جداً لزراعة معظم أنواع المحاصيل».

القرية تتبع لمشروع التنمية الريفية فلماذا لا يكون لهذا المشروع دور في حل هذه المشكلة، وأهالي القرية مستعدون لتقديم كل عون مطلوب في سبيل تنفيذ هذا المشروع كما أننا على استعداد إذا تتطلب الأمر شراء مياه تلك الآبار بالصهاريج لكي نسقي دوابنا وأراضينا الزراعية

ويرى "نواف العبود" أن حل هذا الموضوع هو في متناول اليد وعن ذلك يوضح: «منذ سنوات قامت مؤسسة المياه بحفر خمسة آبار ارتوازية بغية تأمين مياه الشرب للقرية والقرى المجاورة، فتم تخصيص ثلاثة آبار لأغراض الشرب، أما البئران الآخران فلم يتم استثمارهما لكون مياههما غير صالحة للشرب نظراً لوجود نسبة كبريت فيها فتم إغلاق هذين البئرين دون أن يتم الاستفادة منهما في شيء، ونحن طالبنا عن طريق جهات الزراعة واتحاد الفلاحين بأن يسمح لأهالي القرية باستخدام مياه هذين البئرين في سقاية المزروعات والمواشي وذلك أحسن من أن تبقى مغلقة دون أية فائدة».

نواف العبود

ويؤكد السيد "عبد الرحمن بلان" أن «القرية تتبع لمشروع التنمية الريفية فلماذا لا يكون لهذا المشروع دور في حل هذه المشكلة، وأهالي القرية مستعدون لتقديم كل عون مطلوب في سبيل تنفيذ هذا المشروع كما أننا على استعداد إذا تتطلب الأمر شراء مياه تلك الآبار بالصهاريج لكي نسقي دوابنا وأراضينا الزراعية».

نقلنا اقتراح الفلاحين في قرية "الهلبة" بخصوص استثمار آبار القرية إلى المهندس "عبد الحميد الملا" مدير مكتب مشروع التنمية الريفية في "إدلب" حيث قال: «إن جميع خطط مشروع التنمية الريفية تقوم على النهج التشاركي مع المجتمع المحلي، بمعنى أن الأهالي هم من يحددون مدى حاجتهم لمرفق معين، ولكي يكون لنا دور ومساهمة في موضوع تأمين مياه الري لأراضي "الهلبة" يجب أن تكون المبادرة من أهالي القرية، بحيث تقوم لجنة القرية برفع كتاب إلى دائرة "المعرة" للتنمية الريفية، يبينون فيه وجود آبار غير مستثمرة في قريتهم وحاجتهم لمياه هذه الآبار من أجل سقاية أراضيهم، عندها نقوم بإجراء الكشف اللازم ومراسلة الجهات المختصة بالموضوع والمباشرة بالتنفيذ بشكل فوري، لكن يجب أن يتعهد الأهالي بتأمين اليد العاملة اللازمة لتنفيذ هذا المشروع بشكل تطوعي».

المهندس أحمد اسماعيل

بدوره المهندس "أحمد إسماعيل" مدير عام مؤسسة مياه الشرب في "إدلب" أكد أن «التنازل عن آبار قامت المؤسسة بحفرها لمصلحة جهة أخرى رهن بموافقة الوزارة، ولكننا على استعداد في حال رغبة مشروع التنمية الريفية في استثمار الآبار غير المستثمرة في قرية "الهلبة" بأن نقوم بمراسلة الوزارة بهذا الخصوص بعد التأكد من وضع هذه الآبار، وإجراء كافة التحاليل المخبرية اللازمة لتحديد طبيعة المياه ومدى إمكانية الاستفادة منها في الري، ووضع كل ذلك تحت تصرف إدارة المشروع».

الأراضي الزراعية في قرية الهلبة