تنفس الأهالي في مختلف مناطق محافظة "إدلب" الصعداء بمناسبة قرب التخلص من مشكلة مصبات الصرف الصحي المكشوفة المنتشرة هنا وهناك، حيث وصلت مراحل إنجاز بعض محطات معالجة الصرف إلى نهايتها، في حين بوشر العمل في إنجاز المحطات الأخرى بعد سنوات طويلة من الانتظار، الأمر الذي يبشر بالقضاء نهائيا على الكوارث البيئية والصحية التي تتسبب بها مجاري الصرف المكشوفة.

وعن ذلك يقول السيد "حسين نجار" من أبناء منطقة "إدلب": «نأمل أن يتم الإسراع في محطات المعالجة لكونها ستوفر المياه النظيفة اللازمة للزارعة، وستقضي على ظاهرة التعدي على المياه الملوثة، كما أننا نلاحظ بداية مبشرة من خلال تغطية مجاري الصرف المكشوفة، فمن شأن ذلك تخليصنا من الإزعاجات الكبيرة التي تتسبب بها تلك المجاري وخاصة في فصل الصيف».

نأمل أن يتم الإسراع في محطات المعالجة لكونها ستوفر المياه النظيفة اللازمة للزارعة، وستقضي على ظاهرة التعدي على المياه الملوثة، كما أننا نلاحظ بداية مبشرة من خلال تغطية مجاري الصرف المكشوفة، فمن شأن ذلك تخليصنا من الإزعاجات الكبيرة التي تتسبب بها تلك المجاري وخاصة في فصل الصيف

وتقدر كميات مياه الصرف الصحي الناتجة من الاستعمالات المنزلية في محافظة "إدلب" أكثر من 50 مليون متر مكعب سنوياً، وهذه الكمية إما تصرف باتجاه الأنهار وإما باتجاه الأراضي الزراعية والوديان، الأمر الذي يحتم على الجهات المختصة ضرورة الإسراع في إنجاز محطات المعالجة التي بدئ بتنفيذها حالياً.

المهندس علي العلي

وعن سير العمل في مشاريع محطات المعالجة في محافظة "إدلب" ذلك يتحدث المهندس "علي العلي" المدير العام لشركة الصرف الصحي لموقع eIdleb: بالقول: «هناك أربعة محطات رئيسية قيد التنفيذ، الأولى هي محطة مدينة "إدلب" تنفذ في موقع "طعوم" على بعد عشرة كم شمال شرق مدينة "إدلب" وتتوضع على مساحة 21 هكتاراً، وسوف تقوم بمعالجة مياه الصرف الصحي الناتجة عن مدينة "إدلب" و"أريحا" و"بنش" و"سرمين" و"طعوم" وبعض القرى الصغيرة المجاورة، أي تخدم منطقة يقارب عدد سكانها 300 ألف نسمة وقد وصلت نسبة الإنجاز فيها إلى أكثر من 85% حيث تستكمل حالياً الأعمال المدنية وقد تم الإعلان عن التجهيزات الميكانيكية والكهربائية ويتم حاليا فض العروض وسوف تكون المحطة إن شاء الله قيد الاستخدام في النصف الثاني مع عام 2011 بكلفة إجمالية تقارب مليار ليرة سورية، وبالنسبة للخطوط التي تنقل مياه الصرف إلى هذه المحطة فقد تم تغطية خط مدينة "إدلب" بالكامل بقساطل بيتونية مغلقة، وكذلك بالنسبة لخط "سرمين" والخط القادم من "أريحا" قيد التعاقد حالياً، وجزء من خط "الفوعة" والقرى المجاورة، والمحطة الثانية هي محطة "معرة النعمان" الواقعة على بعد تسعة كم شمال مدينة "المعرة" قرب قرية "بابيلا"، تبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع مليار و200 مليون ليرة وهي تخدم مدن "المعرة" و"كفرنبل" و"كفرومة" و"حاس" و"معرشورين" و"دير شرقي" و"تلمنس"، والمحطة حالياً قيد التنفيذ من قبل مؤسسة الإسكان العسكرية حيث يتم تنفيذ أعمال الحفريات وتسوية الموقع، وجميع الخطوط القادمة إلى محطة المعرة قيد التصديق لتنفيذها، ومن الممكن أن تكون المحطة قيد التشغيل مع نهاية عام 2012».

ويتابع المهندس "علي العلي" حديثه عن محطات المعالجة التي يتم تنفيذها حالياً: «المحطة الثالثة هي محطة "معرتمصرين" تم تلزيمها وأعطي أمر المباشرة كلفتها الإجمالية حوالي 800 مليون وهذه المحطة تخدم بلدات "معرتمصرين" و"كفريا" و"رام حمدان" و"زردنا" والقرى الأخرى المجاورة، وتم التعاقد على محطة "كفرتخاريم" ولكن لم يعط بعد أمر المباشرة بالتنفيذ وهي تخدم المحور الغربي القادم من "كفرتخاريم" و"أرمناز" وجميع قرى الوادي الغربي، وسوف تتم المباشرة بالتنفيذ قبل نهاية العام الحالي، وهناك محطتان أخريان في كل من "جسر الشغور" و"خان شيخون" تم إدراجهما في خطة العام الحالي وهما قيد الإعلان حالياً».

مستنقعات الصرف الصحي خطر بيئي وصحي كبير

وقد بلغت قيمة المشاريع الاستثمارية لشركة الصرف الصحي في "إدلب" خلال العام الحالي قرابة 600 مليون وبلغت نسبة التنفيذ من الخطة السنوية حوالي 40%، وتعتبر المياه الناتجة عن محطات المعالجة صالحة فقط للأغراض الزراعية وهي مطابقة للمواصفات السورية القياسية أما استخدام تلك المياه للاستخدام البشري فتتطلب معالجات ثلاثية وهي مكلفة جدا، وإن إنجاز محطات المعالجة السابق الواردة في خطة الشركة سوف يساهم في القضاء على 90% من عمليات إرواء المزروعات بمياه الصرف الصحي.