خلال الأعوام الثلاثة الماضية تعرضت المساحات الحراجية في "إدلب" لـ 208 حرائق ابتلعت أكثر من 89 هكتاراً، وآخر هذه الحوادث وقع يوم الاثنين 26/7/2010 حيث تعرضت حراج "الزعينية" في منطقة "جسر الشغور" لحريق ضخم ألحق الضرر بـ 12 الف هكتار من الحراج، وانتشرت النيران على مساحة تقدر بحوالي 60 كيلومترا مربعا، قبل أن تتمكن جهود الإطفاء وعلى مدار أكثر من خمس ساعات من السيطرة على الوضع، فماذا أعدت دائرة حراج "إدلب" لفصل الصيف؟

المهندس "أمين الحسن" رئيس دائرة الحراج في "إدلب" تحدث عن أبرز هذه الاستعدادات بالقول: «يتبع لدائرة حراج "إدلب" مركز حماية واحد في موقع "الزعينية" الحراجي وهناك ثلاثة فرق حرائق في كل من "الملند" و"اللج" و"إدلب"، بحيث تنقسم كل فرقة إلى ثلاث فرق موزعة على ثلاث ورديات خلال موسم الحرائق، وتم تجهيز 19 محطة لاسلكية للسيارات وأربعة صهاريج للتزود بالمياه و39 جهازا لاسلكيا محمولا باليد وثلاث سيارات تدخل سريع وثلاثة ألواح لتحديد مكان الحريق و17 محطة لاسلكية ثابتة ويبلغ عدد العمال الثابتين 104 عمال وخمس سيارات مخصصة لنقلهم، وهناك 12 مخفرا حراجيا وتسعة أبراج مراقبة، كذلك قامت دائرة الحراج بالتعاون مع مؤسسة مياه "إدلب" بتجهيز 12 منهل مياه في منطقة "جسر الشغور" ومنهلين في منطقة "حارم" بالإضافة لوجود أربعة مناهل مياه في منطقة "إدلب" ومنهل في منطقة "المعرة" وآخر في منطقة "أريحا"، إلى جانب التعاون مع كافة الدوائر الحكومية في هذا المجال وتفعيل الرقم الهاتفي المجاني 188 للإعلام عن الحرائق في حال حدوثها».

تتسبب بتدهور التربة نتيجة الانجراف ومن ثم التعرية، وتراجع التنوع الحيوي وفقدان كثير من الأنواع النباتية والحيوانية، والتأثير السلبي على السياحة، وانحسار مساحة الغابات وتحولها إلى أراضي جرداء، وانخفاض في مخزون المياه الجوفية بسبب ضياع كميات كبيرة من مياه الأمطار في السيول والانجرافات، بالإضافة إلى الخسائر المادية من احتراق الأخشاب والتكاليف المادية العالية لإخماد الحرائق من صهاريج وعمال وتأمين مستلزمات

المهندس "ياسر بركات" رئيس شعبة الحماية في حراج "إدلب" تحدث عن أبرز الإجراءات الوقائية التي تم انجازها للوقاية من الحرائق بالقول: «قمنا بقش الطرقات في الغابات الطبيعية والاصطناعية، وتجهيز مناهل المياه بالتنسيق مع مؤسسة المياه لكي تكون جاهزة عند الطلب، كما تم تجهيز فرق الحرائق بالمعدات اللازمة وتجهيز عمال الحرائق بلباس ضد الحريق، ونقوم سنويا بتنفيذ أعمال تربية وتنمية للغراس الحراجية ضمن خطة سنوية بحدود 500 هكتار بهدف التخفيف من المواد القابلة للاحتراق، إلى جانب الإرشاد الحراجي وله دور فاعل في الإقلال من الحرائق من خلال الاجتماع مع الأهالي وتوعيتهم بأهمية الغابات وضرورتها لحياة الإنسان والتعريف بالكوارث التي تسببها الحرائق لهذه الثروة، وفي فصل الصيف هناك دوام على مدار الساعة في أبراج المراقبة اعتباراً من شهر أيار بغية السرعة في اكتشاف الحريق وسرعة التدخل».

المهندس أمين الحسن

يعتبر مناخ محافظة "إدلب" ونوعية الأشجار الحراجية الموجودة في الغابات من العوامل المساعدة على حدوث الحرائق، وعن ذلك يتحدث لموقع eIdleb الدكتور "صفوان ريشة" المدرس في كلية الزارعة الثانية في "إدلب" والمختص بالبيئة والحراج والذي التقيناه بتاريخ 31/7/2010: «يتميز مناخ المحافظة بأنه جاف وحار صيفاً حيث يبلغ متوسط درجات الحرارة فيها بين 29- 37 درجة مئوية، والرياح السائدة هي غربية جنوبية والأمطار موسمية تتناقص من الغرب إلى الشرق وتوزع هذه الأمطار محصور خلال فصل الشتاء وينعدم نهائياً في فصل الصيف حيث نادراً ما تحدث هطولات خلال شهر حزيران وتموز وآب، كما أن الغطاء النباتي السائد في الغابات يتألف بالدرجة الأولى من الصنوبر البروتي مع حاشيته النباتية المرافقة، والتي تحتوي على أنواع شوكية وزيوت سريعة الاشتعال، حيث تتميز الصنوبريات باحتوائها على زيوت راتنجية تساعد على تسريع الاشتعال وشدته، لذلك ننصح بتشجير المناطق الحراجية بأنواع شجرية تخفف من حدة الحريق في حال حدوثه ومن هذه الأنواع نذكر: "الأشجار الأليفة بالنار المطاوعة" حيث تكون إما غنية بالأملاح المعدنية كشجيرات الطرفاء، أو ذات قشرة فلينية كشجر السنديان العذري، والنوع الثاني هي "الأشجار الأليفة بالنار الفاعلة" وهذه الأنواع ينشط نموها بعد الاحتراق كالسنديان العادي».

وعن الآثار السلبية الناتجة عن حرائق الغابات يضيف الدكتور "ريشة": «تتسبب بتدهور التربة نتيجة الانجراف ومن ثم التعرية، وتراجع التنوع الحيوي وفقدان كثير من الأنواع النباتية والحيوانية، والتأثير السلبي على السياحة، وانحسار مساحة الغابات وتحولها إلى أراضي جرداء، وانخفاض في مخزون المياه الجوفية بسبب ضياع كميات كبيرة من مياه الأمطار في السيول والانجرافات، بالإضافة إلى الخسائر المادية من احتراق الأخشاب والتكاليف المادية العالية لإخماد الحرائق من صهاريج وعمال وتأمين مستلزمات».

غابة الباسل في إدلب

جدير بالذكر أن الحراج والغابات تشكل ما نسبته 13% من إجمالي مساحة محافظة "إدلب" حيث تمتد على مساحة 79943 هكتارا، وتقسم أراضي الحراج والغابات إلى قسمين: غابات طبيعية مساحتها 42111 هكتارا وتشكل ما نسبته 6.7 من مساحة المحافظة، وغابات اصطناعية مساحتها 37832 هكتارا وتشكل ما نسبته 6.3 من مساحة المحافظة، ومحافظة "إدلب" تحتل المركز الثالث بعد محافظتي "اللاذقية" و"حماة" من حيث مساحة الحراج والغابات بنسبة 18% من مجمل مساحة الغابات في القطر، وتتسبب العوامل المجهولة بما نسبته 48% من حرائق الغابات مقابل 36% لعمليات التحريق الزراعي و10% نتيجة الإهمال و2% أعمال مقصودة و3% أسباب أخرى (صواعق، أسلاك كهربائية، تدخين، آليات، خدمة الغابات).

دائرة الحراج في إدلب