يعيش سكان قرية "بابيلا" الواقعة على بعد ثمانية كيلومترات شمال مدينة "معرة النعمان"، مأساة وقوع قريتهم على الطريق الدولي "حلب- دمشق"، حيث يفصل الطريق المذكور بين مساكن أبناء القرية وأراضيهم الزراعية، حيث يضطرون مجبرين يومياً لقطع الطريق عدة مرات، ما عرضهم ويعرضهم للعديد من الحوادث المؤلمة والتي حصدت عشرات الضحايا من أبناء القرية والقرى المجاورة، وسببت لهم خسائر مادية بمئات الألوف.

المفرق المذكور يعاني من كثافة مرورية كبيرة، لكونه يشكل عقدة تربط بين عدة طرق فرعية تصل القرى المجاورة والقريبة من قرية "بابيلا" شرقاً وغرباً بالطريق الدولي الممتد شمالاً وجنوباً، حيث تتقاطع معه مشكلة مفارق طرقية في غاية الخطورة.

رغم كل الأرواح والخسائر المادية التي فقدناها على هذا المفرق، ورغم كل النداءات والاستغاثات من سكان القرية إلا أننا مازلنا ننتظر أن يتم تخديمنا بجسر إسمنتي يصل القرية بأراضيها الزراعية، أو على الأقل بجسر حديدي للمشاة ينقد أبناء القرية من مصيدة الموت التي تترصد حياتهم في كل حين

موقع eIdleb التقى عدداً من أبناء القرية واستمع لمأساتهم حيث يقول السيد "باسل جمال": «رغم كل الأرواح والخسائر المادية التي فقدناها على هذا المفرق، ورغم كل النداءات والاستغاثات من سكان القرية إلا أننا مازلنا ننتظر أن يتم تخديمنا بجسر إسمنتي يصل القرية بأراضيها الزراعية، أو على الأقل بجسر حديدي للمشاة ينقد أبناء القرية من مصيدة الموت التي تترصد حياتهم في كل حين».

المهندس عبد الرزاق اليوسف

ويضيف: «أنا عامل في إحدى مناشر الرخام الموجودة على الطرف الشرقي من الطريق الدولي، وبحكم عملي فأنا مضطر يومياً لقطع الطريق ذهابا وإياباً، وهناك العديد من شبان القرية الذين يعملون في المناشر المجاورة يعيشون نفس المعاناة، ما يجعلنا نعاني من صعوبة كبيرة في ذلك، فالتعرض لأي حادث يبقى هاجساً يجثم على صدرونا خاصة بعد أن رأينا الكثير من تلك الحوادث المروعة التي وقعت في هذا المكان».

أما الحاج "خالد الأحمد" فيقول: «لي قطعة أرض تقع شرقي القرية لذلك أجد نفسي مضطراً يومياً لقطع الطريق الدولي للوصول إليها، في الحقيقة لا أعرف كيف أصور لك مأساتنا مع الطريق العام والذي بدل أن يكون نعمة على هذه القرية أضحى نقمة كبيرة، فأنا لا أطمئن على أولادي وأحفادي عندما يذهبون إلى أرضي الزراعية، وخلال سنواتي الطويلة شاهدت حوادث مؤلمة جداً وقعت على هذا المفرق، وهنا ومن خلال منبركم أطالب الجهات المختصة بإيجاد حل سريع لهذه المأساة، ونقول لهم كفانا آلاماً فقد أزهق هذا المفرق أرواح العديد من أبناء قريتنا».

المفرق من الجهة الشرقية (مفرق معصران)

نقلنا شكوى أبناء القرية إلى مكتب مدير الطرق المركزية في "إدلب" المهندس "عبد الرزاق اليوسف" حيث أفادنا بالقول: «بالنسبة لقرية "بابيلا" فقد تم مؤخراً تخديمها بطريقين تخديمين من الشمال والجنوب لحل مشكلة مرور السيارات، وكل طريق ينتهي بفتحة على الطريق العام وهذه الفتحة ترتبط بوصلة تصل بين طريقي الذهاب والإياب للأتستراد الدولي، وبخصوص نقطة تقاطع مفرقي "بابيلا" و"معصران" مع الطريق الدولي فليس هناك إمكانية لإنشاء جسر في تلك النقطة، لأن مستوى الطريق الدولي الشرقي (الذهاب) منخفض عن مستوى الطريق الدولي الغربي (الإياب) بحوالي ثلاثة أمتار، ولكن على الرغم من ذلك فقد قمنا بتوجيه كتاب إلى مديرية الدراسات في "دمشق" يتضمن اقتراحاً بإنشاء جسر علوي أو نفق في تلك النقطة، ونحن بانتظار الرد على هذا المقترح، وقد قمنا سابقاً بتجريف المعابر الترابية في تلك النقطة بالذات لمنع استخدامها كمعبر للمشاة، لكنهم يعودون ويستخدمونها حتى إن بعض السيارات لا تستخدم الطريقين التخديميين بل تقطع الطريق العام من تلك النقطة غير المهيأة على الإطلاق لمرور السيارات، وأود أن أقول وبكل صراحة بأننا للأسف نعاني من مشكلة أن مواطننا لا يلتزم بموقع الجسر وكل فرد يقطع الطريق من المكان الذي يحلو له، والتجربة للأسف أثبتت ذلك في عدة مناطق، ففي "معرة النعمان" أو "خان شيخون" مثلاً أقمنا جسراً للمشاة وجسراً للسيارات لكن نلاحظ بأن المواطنين لا يستخدمونها، وكل منهم يقطع الطريق من مكان مختلف مما سبب حوادث عديدة».

المفرق من الجهة الغربية (مفرق بابيلا)