تأتي رياضة المصارعة على رأس الرياضات التي حققت فيها محافظة "إدلب" حضوراً متميزاً، فقد ظلت صناعة أبطال المصارعة لسنوات طويلة ماركة مسجلة باسم "إدلب"، ويتجاوز عدد مصارعيها ألف مصارع، منهم 16 بطلاً مصنفاً على المستويين العربي والدولي، وظل مصارعو "إدلب" يتربعون على عرش المصارعة السورية لمدة 13 عاماً، واليوم تعاني المصارعة الرومانية فيها من صعوبات جمّة، تهدد بمسح ذلك التاريخ المشرف وبنسف ما تبقى من وجودها ومستواها.

موقع eIdleb ناقش هموم ومصاعب المصارعة الرومانية مع عدد من المختصين، حيث يقول البطل العالمي "خالد الفرج": «المشكلة الأساسية التي تعاني منها لعبة المصارعة بشكل عام في "إدلب" هي تهميش الكوادر والخبرات، والمصارعة الرومانية منتهية تماماً لدينا، لأن القائمين على لعبة المصارعة لا يريدون أسماء معينة، فتصور أن المصارعة في "إدلب" يحتكرها شخصان وكل منهما هو المدرب والحكم ورئيس الوفود ورئيس اللجان، ولدينا عدد كبير من المدربين لكننا لا نرى سوى هذين الشخصين، وهما وإن تنازلا وسمحا لنا بالعمل فلكي نكون مساعدين لهما، إن تهميش الكوادر ليس لمصلحة مصارعتنا الحرة ولا الرومانية، وإذا كانت الرومانية قد انهارت نتيجة ذلك، فإن الحرة على الطريق إن لم يتغير الوضع».

أنا كغيري من لاعبي المصارعة الرومانية، نحن مهمشون وفي بيوتنا، لأن القائمين على المصارعة الرومانية لدينا لا يريدون لاعباً يطالب بمكافأة ولا بدعم، كما أن الأجواء غير مريحة على الإطلاق، والتجهيزات معدومة بدءاً من اللباس وانتهاء بالصالة

"ابراهيم اسليم" مدرب مصارعة رومانية قال: «أشعر بالحزن عندما أتحدث عن المستوى الذي وصلت إليه المصارعة الرومانية عندنا، نتيجة إبعاد الأبطال واللاعبين الذين قدموا لهذه اللعبة وصنعوا تاريخها ومجدها في محافظة "إدلب"، كما أن الأشخاص الموجودين في اللجنة الفنية غير معروف تاريخهم الرياضي، تصور أنا مدرب مصارعة رومانية وضعوني مرة في لعبة الأثقال، وأنا حالياً أدرب خارج مدينة "إدلب" في نادي "الفوعة" ودون مقابل، كما أن الإمكانيات معدومة جداً للمصارعة الرومانية، فلا صالة ولا مركز، ولم نفرح من القائمين على رياضة المصارعة في "إدلب" بمبادرة إنشاء مراكز تدريب باسمنا، وإذا استمر الواقع كذلك فمستقبل هذه اللعبة يسير نحو الأسوأ».

البطل خالد الفرج مع ابراهيم اسليم وعلي معدل

"علي معدّل" لاعب مصارعة رومانية قال: «أنا كغيري من لاعبي المصارعة الرومانية، نحن مهمشون وفي بيوتنا، لأن القائمين على المصارعة الرومانية لدينا لا يريدون لاعباً يطالب بمكافأة ولا بدعم، كما أن الأجواء غير مريحة على الإطلاق، والتجهيزات معدومة بدءاً من اللباس وانتهاء بالصالة».

وإلى الجهة المقابلة حملنا هموم المصارعة والمصارعين ووضعناها برسم السيد "أحمد لاذقاني" رئيس اللجنة الفنية للعبة المصارعة في فرع الاتحاد الرياضي في "إدلب" قال: «إن أجواء لعبة المصارعة في محافظة "إدلب" ممتازة جداً ومريحة ومبشرة، وهي في تطور وتألق مستمر، وفي كل عام يسجل عدد من مصارعينا أسماءهم أبطالاً على المستوى العربي، نحن لا نهمش أحداً بل على العكس يدنا ممدودة وبود لكل من يريد أن يعمل، فـ"خالد الفرج" مثلاً نحن كلفناه بمركز تدريبي لكنه بعد شهر ونصف من افتتاح المركز التحق بتدريب المنتخب الوطني ثم اختفى عن العمل معنا، وهناك مدربان آخران هم غير معتمدين لدينا لذلك من غير الممكن الاستعانة بهم، إن ساحة العمل مفتوحة أمام الجميع والمزاودة والتنظير غير وارد على الإطلاق».

فرع الاتحاد الرياضي في إدلب

ويضيف: «إن السبب الرئيس وراء تراجع المصارعة الرومانية هو عدم توفر الصالة بسبب نقل بساطها إلى صالة جديدة تأخر تخديمها وتجهيزها، واللاعبون الذين يعتبروننا مقصرين في مجال المكافآت فنحن غير قادرين ولا نمتلك الإمكانيات لذلك، فتكريم اللاعبين تقوم به القيادة الرياضية بمناسبة عيد الرياضيين، وبما يخص عدم تنظيم بطولات فنحن نعاني من مشكلة الإقامة لعدم وجود فنادق إقامة أسعارها منخفضة، ومن يسأل عن التاريخ الرياضي لأعضاء اللجنة الفنية أقول بأني مدرب وطني ورئيس لجنة حكام سورية وحامل شهادة الدبلوم في علم التدريب من ألمانيا، أما بالنسبة للأعضاء الآخرين فكلهم رياضيون بالأصل باستثناء عضو واحد وهي سيدة».

جدير بالذكر أن لعبة المصارعة تمارس في خمسة أندية في محافظة "إدلب" هي "أمية والعمال وبنش وأريحا والفوعة"، ويبلغ عدد المصارعين الفعليين أي الذين لهم كشوف أكثر من 600 مصارع.