شوارع حديثة، دوارات أنيقة، نظافة مدينة، إصلاح أرصفة وأشغال عامة، قمع مخالفات وتنظيمات إدارية، أعمال وتحديات تواجه مجلس مدينة "معرة النعمان"، عمل واحد فقط مهم لا بدّ أن يضاف إلى كل ما ذكر وهو غرس الأشجار الخضراء وبناء الحدائق العامة وأماكن الترويح عن النفس، وذلك ما تفتقد إليه مدينة "المعرة". فالأشجار رئة البلد الوحيدة، الشوارع مليئة بأشجار "الصفصاف" و"الكينا"، وشارع "الكورنيش" زُرع منصفه مؤخراً بأشجار الزينة...

لكن التعديات على الأملاك العامة ومنها الأشجار من قبل المواطنين أمرٌ لا بدّ للبلدية من مواجهته، فالسيد "عبد القادر الديك" وهو شرطي متقاعد قال لموقع eIdleb: «لدي بقالية في نهاية شارع "المساكن" وكانت تزين واجهتها الأشجار الخضراء، إلى أن تم فتح شركة في الطابق الأول الذي يعلو محلي وقرر هؤلاء التجار قطع الشجرة الجميلة دون علمي بحجة أنها تحجب لوحة شركتهم، ومن وقتها لم يهدأ لي بال وأنا أحاول حل هذه المشكلة وإعادة الشجرة، وعلمت أن الشجرة لا تعود إلى مكانها، لكن الحل بيد من؟».

مهمة الزراعة هي تنظيم مناطق الغطاء الأخضر، والشكاوى التي ترد هي الغرس في مناطق غير قانونية، ولا ترد إلينا أي شكوى بصدد قطع شجرة أو كسر أغصان في منطقة ما

هل هذه مسؤولية مجلس المدينة أم دائرة الزراعة؟ سؤال طرحناه على موظف قمع المخالفات في زراعة "إدلب" فأجاب قائلاً: «مهمة الزراعة هي تنظيم مناطق الغطاء الأخضر، والشكاوى التي ترد هي الغرس في مناطق غير قانونية، ولا ترد إلينا أي شكوى بصدد قطع شجرة أو كسر أغصان في منطقة ما»، أشجار كثيرة تقع ضحية تجريف جائر وكسر أغصان في حي المساكن بـ "المعرة" حسب ما عبر سكان ذلك الحي، وبدورنا توجهنا إلى رئيس مجلس المدينة السيد "حسام البش" الذي تحدث في البداية عن خطة الحدائق التي وضعها المجلس حيث قال: «نحاول تأهيل بعض الأحزمة الخضراء في المدينة رغم أن هناك مشروعات أهم وبحاجة إلى تغطية مالية أكبر، وهذا ما نفتقده، ولدينا مشروع طويل بدأنا فيه بزرع أشجار زينة على المنصف الرئيسي لشارع " الكورنيش"، وانتقلنا منه إلى تأهيل الحديقة في الساحة المواجهة للمتحف، وسيتم إلغاء الحديقة وبناء نوافير ملونة وإحاطتها بسور حجري، ولدينا حديقة حديثة مواجهة للمشفى الوطني، وهذه استثمرت من قبل شخص وتم تخديمها بالإضاءة والألعاب والمقاعد الخشبية، وتأتي أهميتها من كونها بجانب طريق عام "حلب"- "دمشق"، واليوم نحن بصدد تسوير حديقة الحي الشمالي وتخديمها حتى تكتسب رونقاً جمالياً مطلوباً، ولكن المشكلة تكمن في إهمال الناس لهذا المظهر الحضاري».

السيد عبد القادر الديك

وفي سؤالنا له عن دور الدولة في حماية المظاهر الجمالية، أجاب "البش" قائلاً: «أُحمل تلك المسؤولية للمواطنين لأنهم أوصياء على سلامة الممتلكات العامة، فأي تخريب هو من صنع المواطن نفسه، وعلى كل شخص أن يقف رقيباً على نفسه وأسرته لمنع أي تعدي جائر، ويجب على الإعلام توعية الناس وتوجيههم بالشكل الصحيح».

من المبالغ به وضع المسؤولية على طرف واحد، فالأمر سيان بين الدولة والمواطن، وعلى الإثنين أن يتعاونا معاً خاصةً إذا كان الأمر متعلقاً بأشجار المدن ولباسها الأخضر الذي تزخر به مدننا وقرانا الخضراء ويعتبر لها الجهاز التنفسي الوحيد والمكان المثالي الذي يجمع الأصدقاء والمحبين تحت ظل واحد قد ينعدم يوماً ما.

الحديقة المواجهة للمتحف
المهندس حسام البش