«كل يوم نخلق مشاكل جديدة مع الزوار لإخراجهم، فنحن في المشفى نعمل كأطباء وحرس وهذه مشكلة بحد ذاتها»، هذه المشكلة اليومية نقلتها لموقع eIdleb الدكتورة "نسيبة حج علي" وهي طبيبة مختصة في قسم النسائية في مشفى "المعرة" الوطني، وتضاف هذه المعاناة إلى جملة طويلة من القضايا اليومية التي يعيشها العاملون في المشفى بسبب النقص الكبير في الكوادر العاملة، التشخيص الحقيقي لهذا الموضوع قدمه السيد " موفق فتوح" وهو رئيس فترة التمريض المسائي في المشفى، حيث قال:

«لدي خدمة /32/ عاماً في المشافي العامة والمراكز الصحية، وما يعترض سير عملنا اليوم في مشفى "المعرة" لا يُسكت عنه، فلدينا تقص كبير في الكوادر خاصةً من الممرضين، ومثال ذلك أن قسم الأطفال الذي يحوي اليوم ما لا يقل عن /42/ طفل و /7/ حواضن تناوب فيه ممرضة أو /2/ فقط، وغالباً ما نلجئ إلى نقل فنيين من اختصاصات أخرى للعمل إلى جانب فنيي التمريض، وهذا يُشكل عبئ عليهم وزيادة كبيرة عن الجهد المطلوب منهم، والمحرج في الأمر هو عدم انضباط الزائرين ودخولهم العشوائي حرم المشفى وأجنحته حتى خارج أوقات الزيارة، وهذا يمنحني أعباء كبيرة من جدال و "ملاسنات" معهم والتعامل بعنف أحياناً لإخراجهم حتى لا يسببوا إزعاجاً لراحة المرضى، حيث أنني أفض الكثير من النزاعات يومياً بين الأطباء والمراجعين».

لا يتعلق أمر نقص الكوادر الطبية بمشفى "معرة النعمان" الوطني وحده بل المشكلة موجودة في جميع مشافي المحافظة والقطر أيضاً، وموضوع نقص الخبرة هو أمر طبيعي حتى يتعلم هذا الكادر كيفية عمل المشافي العامة، وبرأيي الشخصي ليس هناك مشكلة في مشفى "المعرة"، وليس من السهل أيضاً اعتماد توظيف عاملين جدد، والأمر يحتاج لتنسيق عمل عدة جهات، وأتوقع أن مشكلة الأمن والنظافة ستتوقف قريباً بعد إجراء عقد نظافة مع جهة خاصة، فيتفرغ حرس المشفى للوقوف على الأبواب الرئيسية دون إزعاج

وأضاف "الفتوح": «وإذا تساءلت أين الحرس المختص بتنظيم الزيارات ومنع الناس من الدخول، لقلت أن عددهم في كل فترة مناوبة 2 فقط في كل المشفى، وهم لا يستطيعون السيطرة على الوضع، لذا غالباً ما أقوم بإخراج الناس بنفسي، وأنشغل عن عملي بالجدال وحل النزاعات حتى أتمكن من تأمين الهدوء النسبي للمشفى، أضف إلى كل ذلك مشكلة النظافة، فلا يوجد جهة مختصة بالنظافة ويعمل حرس المشفى بأنفسهم على جمع النفايات، وفي حال التعاقد مع جهة تختص بالنظافة ستحل مشكلتان في نفس الوقت هما مشكلة الأمن حيث يتفرغ الحرس لأمور الناس، ومشكلة النظافة فيكون هناك مسؤول فعلي عن شؤون النظافة، وهذا الحل يلوح في الأفق، وتبقى القضية الأساسية هي النقص الكبير في الأطباء الإختصاصيين وعدد الكادر التمريضي، ونحن بحاجة عاجلة لحل هذه المشكلة».

السيد موفق الفتوح

صيحة أخرى أطلقها مدير مشفى "المعرة" الدكتور "صفوان شحادة" وعبّر فيها عن الجهد الكبير الذي تقوم به إدارة المشفى لسد نقص العاملين فيه، حيث قال: «عدد العاملين في أقسام المشفى لا يساعد أبداً في تسيير شؤون المراجعين والمرضى، ومع هذا كله فإن سير عمل المشفى على أحسن ما يرام، ومع أن دوام أي عامل يجب ألا يتجاوز /39/ ساعة ونصف أسبوعياً حسب ما هو في القانون، إلا أننا نتحمل جميعاً زيادة عن عدد ساعات دوامنا، ويساعدنا في هذه المهمة بعض الأطباء المختصون، وطبعاً ذلك كله دون أي مقابل، وأنا أعلم أن من العاملين من يضطر لدوام أسبوع كامل دون الحصول على حقه في العطلة، ومنهم من يقدم عملاً ليس من اختصاصه حتى يساعد غيره ممن بحاجة إلى مساعدة من العاملين أو المرضى، وفي إحصاء الشهر الماضي قدم المشفى خدمات تقدربـ /29890/ خدمة متنوعة، منها مثلاً /4653/ حالة إسعافية، و/380/ حالة ولادة، و/215/ عملية، وفي النهاية فإن أعداد الممرضين لدينا هي /69/ ممرض، ولو تم تقسيمهم على عدد ساعات العمل الأسبوعي وفترات المناوبة فيكون لدينا حوالي /14/ ممرض يعملون في المشفى في جميع الأحوال».

وعن بعض المشكلات الأخرى وتصوره لحل ما، أضاف مدير المشفى: «أهم مشكلاتنا هي نقص الكوادر وقلة خبرة بعض هذه الكوادر، فنسبة قليلة من العاملين أو الأطباء قد عملوا في مشافي عامة، والبقية كانت تعمل في المشافي الخاصة والمراكز الصحية، ولم يعتادوا بعد على هذا النوع من العمل، وحتى المواطنون أنفسهم لم يتأقلموا على نظام المشافي العامة وأوقات الزيارات فيها، وبتصوري فإن الحل الذي أقوم بطرحه دائماً وهو تحويل مشفى "المعرة" إلى هيئة عامة مستقلة هو من أنجح الحلول، وفيه يتم توفير الكثير من الروتين والقرارات على المشفى، ونستطيع فيه تأمين ما يلزم للمشفى بأسرع ما يمكن دون مماطلة أو تسويف».

إزدحام مرتادي المشفى عند بوابة الإسعاف

عرضنا معاناة مشفى "المعرة" أيضاً على السيد "بهيج دويدري" مدير الصحة بـ "إدلب"، وحيث أجاب قائلاً: «لا يتعلق أمر نقص الكوادر الطبية بمشفى "معرة النعمان" الوطني وحده بل المشكلة موجودة في جميع مشافي المحافظة والقطر أيضاً، وموضوع نقص الخبرة هو أمر طبيعي حتى يتعلم هذا الكادر كيفية عمل المشافي العامة، وبرأيي الشخصي ليس هناك مشكلة في مشفى "المعرة"، وليس من السهل أيضاً اعتماد توظيف عاملين جدد، والأمر يحتاج لتنسيق عمل عدة جهات، وأتوقع أن مشكلة الأمن والنظافة ستتوقف قريباً بعد إجراء عقد نظافة مع جهة خاصة، فيتفرغ حرس المشفى للوقوف على الأبواب الرئيسية دون إزعاج».

/150/ عامل يعملون في مشفى يضم /120/ سرير و/تسعة/ أقسام، وفي منطقة يقارب عدد سكانها الـ /600/ ألف نسمة، أمر بحاجة إلى حل سريع وإعادة نظر جذرية تكفل تحقيق أمن الناس الصحي والخدمي وتطور مستوى الخدمة الصحية في هذه المنطقة ككل.

الدكتور بهيج دويدري مدير الصحة بإدلب