في ظل الانتشار العشوائي لمكبّات القمامة وتزايد حجم النفايات الصلبة الناجمة عن التجمعات السكانية أصبحت النفايات الصلبة في محافظة "إدلب" مشكلة تهدد الواقع البيئي والخطر الأكبر الذي يتهدد الصحة العامة والبيئة والسكان والمياه الجوفية في المحافظة التي لا تزال تسعى جاهدة للحفاظ على لقب "المحافظة الخضراء".

ويعد مقلب "مصيبين" قرب مدينة "أريحا" ومقلب "كفر بني" غرب مدينة "معر تمصرين" ومقلب مدينة "جسر الشغور" مثالاً لهذا الخطر والشكوى الدائمة من أخطارها حيث ترمى فيها يومياً مئات الأطنان من القمامة وإذا كانت المحافظة والوحدات الإدارية قد بدأت باتخاذ بعض الإجراءات الوقائية للحد من خطر التلوث البيئي الذي تتسبب به هذه المقالب وغيرها من المكبات العشوائية من خلال ردم النفايات وطمرها دورياً ورش المواقع بالمبيدات، إلا أن الحل الشامل والنهائي لا يزال مطلب جميع أبناء المناطق القريبة من تلك المكبات وحتى من قبل جميع أبناء المحافظة وهو إقامة محطات معالجة ومكبات نظامية.

إن عدم وجود موقع مناسب من حيث تحقيقه للشروط البيئية المطلوبة والبعد عن التجمعات السكانية ومصادر المياه والأراضي الزراعية والطرق السياحية والمركزية يجعل الوحدات الإدارية في حيرة من أمرها في التمكن من إيجاد الموقع المناسب وعلى الغالب يتم اختيار الموقع الأقل ضرراً ريثما يتم معالجة هذا الأمر بشكل نهائي، خاصة وأن الوحدات الإدارية تعاني من ضعف الإمكانات المادية المطلوبة لحل هذه الإشكاليات البيئية

موقع eIdleb ولمعرفة المزيد عن هذا الموضوع التقى المهندس "باسم حاج عمر" رئيس مجلس مدينة "أرمناز" الذي تحدث بالقول: «إن عدم وجود موقع مناسب من حيث تحقيقه للشروط البيئية المطلوبة والبعد عن التجمعات السكانية ومصادر المياه والأراضي الزراعية والطرق السياحية والمركزية يجعل الوحدات الإدارية في حيرة من أمرها في التمكن من إيجاد الموقع المناسب وعلى الغالب يتم اختيار الموقع الأقل ضرراً ريثما يتم معالجة هذا الأمر بشكل نهائي، خاصة وأن الوحدات الإدارية تعاني من ضعف الإمكانات المادية المطلوبة لحل هذه الإشكاليات البيئية».

مكب نفايات عشوائي

أما المهندسة "منال مظلوم" رئيسة دائرة النفايات الصلبة في مديرية الخدمات الفنية فقالت: «إن التحدي الذي فرضه هذا الواقع جعل كافة الجهات المعنية في المحافظة تتحرك لمعالجته والحد من الخطر والتلوث الذي يهدد الواقع البيئي ونتيجة لذلك جاءت الخطوة الأولى وتم وضع مخطط توجيهي لإدارة النفايات الصلبة في المحافظة من قبل شركة "تريفالور" الفرنسية كجزء من الخطة الوطنية لإدارة النفايات الصلبة في سورية ثم تم التعاقد مع شركة "أربيت" للاستشارات البيئية لإعداد دراسة تفصيلية للمخطط التوجيهي وإعداد الدراسات الهندسية اللازمة والمتعلقة بالمطامر الصحية ومحطات نقل وفرز ومعالجة النفايات الصلبة».

وأضافت: «وقد قسمت الدراسة التفصيلية لإدارة النفايات الصلبة المحافظة إلى أربع مناطق هي "إدلب" و"حارم" و"جسر الشغور" و"معرة النعمان" وسيتم تنفيذ مطامر صحية ومحطات معالجة بيولوجية ومحطات فرز ميكانيكية في كل منها، إضافة إلى تضمنها لأحد عشر محطة تجميع وترحيل في كل من "سراقب" و"احسم" و"أبو الظهور" و"سنجار" و"خان شيخون" و" بداما" و"زرزور" و"كفرتخاريم" و"سلقين" و"معر تمصرين" و"بنش".

المهندس باسم حاج عمر

ويقول المهندس "ماهر خلوف" معاون مدير الخدمات الفنية عن الجهود التي تبذل للحد من مخلفات هذه المشكلة: «لقد عملنا بعد الانتهاء من الدراسة التفصيلية على البدء بالتعاقد على التنفيذ حيث تم الإعلان عن المطمر الصحي في "فريكة" لتخديم منطقة "جسر الشغور" والذي تبلغ كلفة إنشاء وتشغيل قطاع واحد من القطاعات الثلاث التي يتضمنها حوالي/ 155 / مليون ليرة، وكذلك الإعلان عن محطة المعالجة البيولوجية في موقع "مصيبين" الذي سيخدم منطقة "إدلب" والمدينة ومنطقة "أريحا" والذي تبلغ كلفة الإنشاء والتشغيل لمدة خمس سنوات/495/مليون ليرة، في حين أن باقي المناطق سيتم الإعلان عنها فيما بعد، وأيضاً سيتم تنفيذ محطة نوعية للمعالجة الصحية بطريقة التطهير للنفايات الطبية (الأتوكلاف) بدلاً من الحرق وذلك في موقع مصيبين لتخديم كامل المحافظة حيث تم تلزيم عقد الإنشاء والتشغيل بقيمة/261/مليون ليرة ومدته خمس سنوات، كما أننا نقدم الآليات للوحدات الإدارية للمساعدة في معالجة واقع المكبات والنفايات الصلبة فيها».