بعد أكثر من خمسة وعشرين عاماً من المعاناة والصبر، تمّ افتتاح مشفى "معرة النعمان" الوطني. موقع eIdleb قام بالاطلاع على أقسام هذا المشفى بعد أن التقى بعدد من المواطنين يوم 10/8/2009م، وكانت البداية مع الأستاذ "أحمد حباب" عضو المكتب التنفيذي لاتحاد العمال العام، الذي سألناه عن رأيه بوضع المشفى فقال:

«أنا هنا مرافق للوالدة، وما رأيته أظهر لي إخلاص الكادر الطبي والتمريضي، فهو بحق لا يحتاج لرقابة لأنّ رقابة الضمير قوية عند الجميع، وهذا ما لمسته، فهم يعملون بمحبة، وفي العطل الأسبوعية يجيء الجميع إلى عمله»، وأضاف: «أمّا عن الوضع العام للمشفى فمن خلال الاطلاع على الواقع وجدت آلات حديثة ومتطورة، لكنها تحتاج لكادر طبي مؤهل، وهذا ما سيتم تداركه قريباً إنّ شاء الله، وخلاصة القول هذا المشفى هو صرح حضاري كبير بكادره وبمحتواه».

يقولون لنا لا يوجد سرير فارغ لاستقباله وكما ترى وضعه سيئ جداً

أمّا عن عمل المشفى فقد قال مديرها الدكتور "أحمد صفوان شحادة": «نقوم حالياً بافتتاح الأقسام بتسلسل حسب توفر الكادر المتخصص لكل قسم، وقد تمّ حتى الآن فتح أقسام الكلية الصناعية، وقسم الإسعاف، وقسم العمليات الإسعافية، وقسم العناية الإسعافية، وقسم التوليد، وقسم الأطفال وهذه الأقسام لا يمكن لها أن تعمل دون فتح الأقسام الرئيسية المتمثلة بالمخبر والأشعة والتعقيم والغسيل، وهذا ما يشكّل حوالي /65%/ من خدمات المشفى.

غرف المشفى من الداخل

إن شاء الله سيتم افتتاح قسم الجراحة والعمليات العامة هذا الشهر أمّا باقي الأقسام فسيتم فتحها حسب توارد العناصر التي تأتينا من مديرية صحة "إدلب"، وقد تمّ التعاقد مع عناصر تمريضية وذلك لفتح قسم العمليات والجراحة، وأيضاً يتمّ التعاقد لمدّة سنة مع حوالي /50/ عنصراً لتخديم باقي الأقسام بأسرع وقت ممكن».

ولأنّ المشفى أقلع بعمله في بداية شهر شباط 2009، قدم د. "شحادة" إحصائيات عن حركة المشفى خلال هذا الشهر بقوله: «استقبل المشفى /3829/مريضاً خلال هذا الشهر، وقد احتاج /966/ منهم للإقامة داخل قسم الإسعاف المركزي، وكذلك دخل المشفى 40 مريضاً لقسم العناية الإسعافية، وتمّ إجراء /1528/ خدمة في قسم الأشعة و/5332/ خدمة في قسم المخبر وأيضاً إجراء /268/ حالة ولادة طبيعية، وباختصار إنّ وزارة الصحة وبعد أن رفعنا تقريراً مفصّلاً عن هذه الحركة أبدت ارتياحاً كبيراً لما قدمناه خلال هذه الفترة المنصرمة رغم نقص الكادر التمريضي».

طفل في الحاضنة في قسم الولادات

وعن سبل تدارك هذا النقص قال مدير المشفى بقوله: «في المشفى أقسام غير مفتوحة على الرغم من أهميتها كقسم الداخلية، والعناية المركّزة، والعيادات، وسيتم تدارك هذا النقص بالعقود السنوية المقترحة حالياً، وقد تمت الموافقة على عقد النظافة للمشفى مع أحد المتعهدين وسيتم المباشرة به في أسرع وقت ممكن، وهذا سيساعد الكادر بشكل عام».

ما هو تقييمك لعمل المشفى خلال هذه الفترة؟

في أحد ممرات المشفى

«أستطيع القول بأننا قطعنا شوطاً كبيراً في طريق نجاح عمل المشفى وبوتيرة عالية، وذلك بمساعدة مدير صحة "إدلب" الذي أرسل أكثر من /50/ عنصراً خلال هذا الشهر ولم يبخل بتلبية أيّ طلب لإنجاح العمل».

وماذا عن الكادر الطبي؟

«عدد الأطباء في المشفى جيد وهناك نقص بسيط في قسم التخدير والأشعة والمعالجة الفيزيائية».

كما التقينا بـ "محمد خالد النفوس" مرافق أحد المرضى الذي قال لنا: «الوضع جيد لولا وجود الحمامات جانب غرفة العناية المشدّدة، وهذا يسبب رائحة كريهة»، وما إن أنهى "النفوس" حديثه حتى مرّ أحد عمال المشفى فسألته عن وضع الحمامات فقال: «قدّمنا طلباً لإلغائها بسبب قربها من العناية المشددة، وريثما يتم الأمر نطالب الأهالي بالتعاون معنا فالكادر الموجود يعمل بكلّ طاقته»،

أمّا "علي الحسن" وهو مرافق أيضاً لأحد المرضى قال: «في الليل نعاني من غياب البعض من كادر قسم التوليد».

وفي الممر التقينا بأحد مرافقي مريض ممدد فوق السرير سألناه عن سبب تواجده في هذا المكان فأجاب: «يقولون لنا لا يوجد سرير فارغ لاستقباله وكما ترى وضعه سيئ جداً»، وهنا توجهنا للمدير من جديد وشرحنا له ما شاهدناه فسارع معنا، ليشاهد بنفسه بعد أن قال: «إن هذه الحالة غير إسعافية، فالمريض يحتاج للدم وهو مصاب بسرطان الدم، وسنبحث عن زمرته». ثمّ سأل الطبيب "شحادة" أحد الأطباء عن وجود سرير فارغ فأدخل المريض لمتابعة حالته.

"أحمد النعوس" وهو مرافق لأحد المرضى قال لنا: «اهتمام الأطباء جيد والمعاملة ممتازة وهناك اهتمام كبير بالنظافة، وحين نحتاج لأيّ موظف فإنه يسارع لخدمتنا، والحقّ يقال إنّ الوضع ممتاز جداً رغم أننا عانينا في البداية من قفل غرفة العمليات وانتظرنا ريثما أتى الموظف المختص لفتحها ووضع مريضنا فيها»، أخيراً نذكر أنّ مشفى "المعرة" الوطني مازال في بداية عمله، ويحتاج إلى وقت كافٍِ ريثما تستكمل بقية الأقسام عملها وينتظم عمل الكادر المتخصص، وهذا لن يطول كثيراً حسب ما أكد مدير المشفى الطبيب "صفوان شحادة".