شح مياه الشرب كان القاسم الأكبر بين التجمعات السكانية في ناحية "سنجار" الواقعة إلى الشرق من مدينة "معرة النعمان" بنحو خمس وعشرين كيلو متراً حيث لم تفلح محاولات وجهود مؤسسة مياه الشرب في محافظة "إدلب" في حلّ هذه المشكلة، ولتبقى معاناة سكان هذه التجمعات مستمرة من قلة المياه، وقد شهدت حلولاً إسعافية ساهمت في إيصالها إلى بعض هذه التجمعات وذلك بانتظار الحل الدائم لهذه المشكلة.

هذه المعاناة التي كانت الشغل الشاغل والهم الأكبر للأهالي نقلها سكان تلك القرى والمزارع، والبداية كانت مع "دهام المكداش" عضو مجلس محافظة "إدلب" حيث قال: «سنوات كثيرة مضت ومعاناة منطقة "سنجار" بتجمعاتها السكانية مستمرة مع مياه الشرب حتى أنّ المشروع الذي نفذ لم يستثمر وبالتالي بقي حلم الأهالي برؤية مياه الشرب تصل إلى بيوتهم عبر قساطل تلك الشبكة التي ظلت سنوات طويلة مطمورة دون فائدة وحتى وقت قريب عندما بدأت مؤسسة المياه باستثمار المشروع بشكل جزئي ونتمنى أن يكون هناك حل دائم ونهائي لمشكلة مياه الشرب في "سنجار" والقرى الواقعة حولها».

لا نزال ننتظر إيصال مياه الشرب إلى قريتنا والأهالي يضطرون لدفع الكثير لأصحاب الصهاريج للحصول على حاجتهم من مياه الشرب يومياً وهذا مكلف جداً بالنسبة لهم فإلى متى سننتظر ومتى ستنفذ الوعود بحل هذه المشكلة

وقال"شامان الجاسم" وهو من أهالي قرية "أبو العليج": «لا نزال ننتظر إيصال مياه الشرب إلى قريتنا والأهالي يضطرون لدفع الكثير لأصحاب الصهاريج للحصول على حاجتهم من مياه الشرب يومياً وهذا مكلف جداً بالنسبة لهم فإلى متى سننتظر ومتى ستنفذ الوعود بحل هذه المشكلة».

بلدة سنجار

والهم نفسه تحدث عنه كل من "محمد التركي" من أهالي قرية "تل العمارة" و"نصر الحسين" من أهالي مزرعة "برتقالة" والتي تعاني جميعها من قلة مياه الشرب.

وفي لقاء لموقع eidleb مع المهندس "أحمد إسماعيل" مدير عام شركة مياه الشرب في "إدلب" قال: «تقوم المؤسسة بحفر الآبار بشكل مستمر لتدعيم المصادر المائية لعدد من مشاريع المياه وتعويض النقص في إمدادات المياه بسبب الزيادة السكانية ونقص تصريف الآبار ونضوب عدد منها نتيجة قلة الهاطل المطري خلال السنوات الماضية وقد قامت خلال العام 2009 بحفر وتجهيز اثنين وثلاثين بئراً في مختلف مناطق المحافظة بهدف معالجة نقص المياه لعدد من التجمعات والمناطق ومنها "سنجار" والقرى المجاورة مثل قرى ومزارع "ربيعة برنان" و"أبو العليج" و"برتقالة" و"تل العمارة" و"صريع" و"فحيل جلاس" و"إعجاز" باعتبار أن مشكلة "سنجار" قائمة منذ سنوات وكانت هناك محاولات لحلها ففي العام 1986 تم تنفيذ مشروع شبكة من قساطل "الاترنيت" مع مناهل للأحياء السكنية في "سنجار" ولكنه لم يستثمر بشكل كامل بسبب جفاف المصدر المائي الذي كان يغذي المشروع وهو مصدر سطحي بسبب الجفاف الحاصل خلال السنوات الأخيرة التي أدت إلى جفاف معظم الآبار السطحية كما أن المياه الجوفية في منطقة "سنجار" كبريتية حسب الدراسات والتجارب التي أجريت على عدد من الآبار التي تم حفرها فيها، وفي العام 2002 تم تجديد معظم أجزاء المشروع بقساطل "بولي إيتلين" كون المشروع مربوط بمشروع مياه "عين الزرقا" ولكنه لم يستثمر لنفس السبب ولحل هذه المشكلة فقد قامت المؤسسة في نهاية العام 2009 بحفر بئرين في موقع "معر دبسي" بتصريف80 م3/ ساعة حيث يتم حالياً ضخ المياه في خط مياه "عين الزرقا" الذي يغذي المحطة السادسة ومنها إلى خزان "أم ارجيم" الذي يغذي كافة القرى التابعة لناحية "سنجار" والبالغ عددها أكثر من أربعين قرية وقد تم تأمين المياه حالياً إلى حوالي ثلاثين قرية ومزرعة من هذين البئرين، ونقوم حالياً بحفر آبار أخرى في نفس الموقع، لتدعيم المصدر المائي وتأمين المياه لباقي القرى والانتهاء من هذه المشكلة ريثما يتمّ استثمار مشروع مياه "عين الزرقا"».

م0 أحمد إسماعيل مدير مؤسسة مياه الشرب.
مشروع مياه عين الزرقا.