كثيرة هي الحمامات القديمة في سورية، لكن أن يكون تاريخ مدينة مرتبط بحمامها هو ما اختص به "حمام جسر الشغور" الأثري فالرحالة "الخياري" في رحلته (تحفة الأدباء وسلوة الغرباء) /1699/م.

أشار إلى أن "جسر الشغور" كانت تمثل نقطةً لراحة الحجاج على طريق الحج من الدولة العثمانية وهو ما دعا "اسماعيل باشا الكوبرلي الأول" إلى بناء الحمام والخان والجامع الكبير واستغرق بناء الحمام وقتاً طويلاً حتى عام /1657/م وكانت بداية "جسرالشغور".

تم اقتطاع قسم كبير من الحمام من قبل مديرية أوقاف "جسر الشغور" عام /1963/ ليكون محال تجارية وهو ما أدى لصغر حجم الحمام وتشويه مظهره الخارجي

الباحث "فايز قوصرة" وفي كتابه (من إيبلا إلى إدلب) أشار إلى أن مدينة "جسر الشغور" تعرضت لزلزال عنيف أدى لانهيار المدينة بالكامل عام /1743/ ما دفع "محمد باشا الكوبرلي" في

الجواني

نفس العام إلى إعادة بناء الحمّام فتم بناؤه بنفس الأحجار ولكن بترتيب مختلف.

يمثل الحمام تحفة نادرة إذ يحتوي على الأقواس المتقاطعة والقبة التي تحتوي على فتحات سماوية مزينة بالزجاج تسمى "القمرية" وبركة ماء ثمانية الأضلاع وتم بناؤه من الأحجار المنقوشة. ويتألف الحمام كباقي الحمامات من ثلاثة أقسام: "الجواني، الوسطاني، البراني".

البراني

وللحمام ثلاثة أبواب: الباب الشرقي المطل على الخان، والبابان الآخران من الجهة الشمالية ويطلان على "حي القلعة" و"الجامع الكبير"، وهذه الأبواب بالإضافة إلى جزءٍ من الحرم تم اقتطاعها للتوسع العمراني وهذا ما أشار إليه السيد "ملهم الحراكي" أحد المشرفين على ترميم الحمام في لقاء لمدونة وطن eSyria بتاريخ 20/8/2008 بقوله: «تم اقتطاع قسم كبير من الحمام من قبل مديرية أوقاف "جسر الشغور" عام /1963/ ليكون محال تجارية وهو ما أدى لصغر حجم الحمام وتشويه مظهره الخارجي».

وأضاف: «كان الحمام قديماً مكاناً لتجمع الأهالي يستمعون إلى الملاحم الشعبية (الحكواتي) ويشاهدون مسرح الدمى (كركوز وعيواظ) ويستمتعون بفنون الطرب الشرقي الأصيل من قدود وموشحات إضافةً لحفلات زفة العريس حيث يتم تجهيزه وزفه إلى عروسه من الحمام، أما الآن فيقتصر نشاط الحمام على الموسم الشتوي حيث يقسم إلى صباحي للنساء ومسائي للرجال إضافةً للأمسيات الرمضانية التي تتضمن الابتهالات والسحور».

يشار إلى أن الحمام تم إعادة ترميمه عام /2005/ على يد السيد "ملهم الحراكي" بإشراف مديرية الآثار بـ"إدلب" حيث تمت إزالة الإسمنت عن الجدران وتوضيح المعالم الأساسية ليبقى الحمام تحفةً شاهدةً على تاريخ مدينة "جسر الشغور".

  • تم تحرير المادة بتاريخ 2008.
  •