مزايات كثيرة ومتنوعة جعلت قرية "الدويلة" من الأماكن المميزة في محافظة "إدلب" عبر تميزها بالموقع والطبيعة والإطلالة الرائعة والتي تؤهلها لتكون من أهم المواقع السياحية بالمحافظة.

يقول "سائر الصالح" من أهالي "الدويلة" لموقع eIdleb خلال زيارتنا للقرية في شهر "أيلول" من العام 2011: «تقع "الدويلة" إلى الشمال الغربي من مدينة "إدلب" وعلى بعد 40 كيلو متراً منها وعلى بعد 15 كيلومتراً جنوب غرب مدينة "كفر تخاريم" في أعلى نقطة من الجبل الذي يسمى باسمها جبل "الدويلة" على ارتفاع 800 متر عن سطح البحر وسط إطلالة مميزة فهي تطل على سهل "العمق" وسهول "عزمارين" من الغرب وعلى "أرمناز" و"بياطس" و"بيرة أرمناز" و"ملس" وسهل "الروج" من جهة الشرق حيث تبدو بموقعها المميز كعش النسر الذي يعشق الأعالي والحارس الأمين للمنطقة التي تزهو بمناظرها ومشاهدها الطبيعية الرائعة والتي تنسي الزائر وعورة الطريق الواصل إليها وخطورته وتجعله مشدوداً لروعة تلك المناظر المحيطة به والتي يجدها أمامه أينما اتجه بناظريه».

يمكن الوصول إلى قرية "الدويلة" عبر طريق جبلي شديد الوعورة يبدأ من منتصف الطريق الواصل بين مدينتي "كفرتخاريم " و"سلقين" ومن ثم الاتجاه جنوباً لمسافة عشرة كيلومترات تقريباً فوق الجبل وقد تم شق هذا الطريق بالعمل الشعبي من قبل الأهالي حيث استمر العمل به عدة سنوات وتم شقه بالفأس و"الرفش" ليكون الطريق الوحيد الذي يربط القرية بمحيطها وليشكل جزءاً حيوياً من موقع وأهمية القرية

وأضاف: «يمكن الوصول إلى قرية "الدويلة" عبر طريق جبلي شديد الوعورة يبدأ من منتصف الطريق الواصل بين مدينتي "كفرتخاريم " و"سلقين" ومن ثم الاتجاه جنوباً لمسافة عشرة كيلومترات تقريباً فوق الجبل وقد تم شق هذا الطريق بالعمل الشعبي من قبل الأهالي حيث استمر العمل به عدة سنوات وتم شقه بالفأس و"الرفش" ليكون الطريق الوحيد الذي يربط القرية بمحيطها وليشكل جزءاً حيوياً من موقع وأهمية القرية».

مدخل القرية من الجهة الشمالية

وعن واقع القرية وحياة سكانها يقول "عمر عبيد": «يبلغ عدد سكان القرية حوالي 3000 نسمة مع سكان المزارع المحيطة بها ومنها "المتيلجة" و"الحصن" ويوجد فيها مدرسة وحيدة للتعليم الأساسي ورغم صعوبة متابعة التعليم لعدم وجود مدرسة ثانوية وصعوبة الطريق الذي يربطها بمحيطها فإن هناك العديد من حملة الشهادات الجامعية في القرية ويعتمد الأهالي في معيشتهم على الزراعة وتربية الحيوانات حيث يعتمدون على الزراعة البعلية كزراعة الزيتون والتين والكرمة والتبغ لعدم وجود مياه للري وكذلك اعتمادهم على تربية الماعز والأبقار لوجود مساحات حراجية وجبلية واسعة تستخدم لرعي تلك الحيوانات».

ويضيف: «لقد ظل أهالي القرية يعتمدون على مياه الآبار السطحية ومياه الأمطار في تأمين مياه الشرب لعدم وجود شبكة مياه فيها حيث كانوا ينقلونها بواسطة "الراوية" وهي عبارة عن وعاء من الجلد مؤلف من قسمين يوضع على ظهر حمار، كما أن الحيوانات كانت الوسيلة الوحيدة في تنقل وسفر أهل القرية إلى القرى والبلدات والمدن المجاورة وخاصة "أرمناز" و"كفرتخاريم" و"سلقين" إضافة إلى اعتمادهم على المحراث القديم المسمى "الفدان" في فلاحة وزراعة معظم أراضيهم الجبلية لغاية الآن بسبب وعورتها وصعوبة حراثتها بالمحراث الحديث وكذلك اعتمادهم على آلة "الحيلين" في عملية دراسة القمح والشعير وهي آلة خشبية تحوي مسننات معدنية يجرها حصان ويتم من خلالها فصل حبات القمح والشعير عن العيدان».

"الراوية" الطريقة المستخدمة لنقل مياه الشرب

وعن العادات والتقاليد الموجودة في القرية قال "عبيد": «لا يزال الأهالي في "الدويلة" يحافظون على عاداتهم وتقاليدهم التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم في مختلف المناسبات وخاصة في الأعراس والزواج والأعياد كما أن معظم كبار السن والمعمرين فيها لا يزالون يرتدون الزي التقليدي المؤلف من "السروال" و"الملتان" للرجال وبالنسبة للمرأة ثوب مع "زنار" على الخصر مع عصبة على الرأس في حين أن أعراس القرية كانت تستمر ثلاثة أيام ويشارك فيها كل أهالي القرية وتقتصر على "الطبل والمزمار" وبعض الأغاني والدبكات الشعبية المشهورة في المنطقة».

أما "محمد راغب الطه" فتحدث عن طبيعة حياة الناس وكيفية تأمين حاجاتهم حيث قال: «نظراً لبعد القرية ووعورة طريقها فقد دفعني ذلك لشراء سيارة قديمة سهلت عملية التواصل مع القرى والمدن المجاورة وساعدت الأهالي على قضاء حاجاتهم اليومية والاسعافية، كما أن أحد سكان القرية وهو "عبيد باجو" قام بتركيب طاحونة ساعدت الأهالي في تأمين حاجتهم من البرغل والطحين وهما المادتان الأساسيتان في حياة أهل القرية، كما أنهم كانوا يعتمدون على "فتيلة الكاز" الذي يسميه الأهالي "الباصوص" ومن ثم "لمبة الكاز" وغيرها من الوسائل المستخدمة في الإنارة فيما بعد وخاصة "الفانوس" لسنوات طويلة لحين وصول الكهرباء إلى القرية».

سائر الصالح

ويقول الباحث "عبد الحميد مشلح": «إن تسمية القرية جاء من تصغير لكلمة دولة وأن سبب التسمية كما يعتقد عدد من الباحثين لكونها كانت بموقعها الاستراتيجي المميز مركزاً مهماً ومقراً هاماً وحصناً منيعاً وثغراً من الثغور القديمة في المنطقة ويؤكد ذلك وجود بقايا آثار لحصن قديم بالقرب من القرية وإلى الشمال منها حيث يعد تاريخها جزءاً من تاريخ هذا الحصن وأنه نظراً لمكانته وأهميته فقد ورد ذكره في الحروب الصليبية حيث تكون بهذا الموقع أشبه بالدولة المنيعة».