تقع قرية "تلعادة" فوق مرتفعٍ صخريٍّ منحدرٍ يشرف على سهل "الدانا" في أقصى شمال محافظة "إدلب" وعلى بعد 45 كيلومتراً من مدينة "إدلب" وإلى الشمال من مدينة "الدانا" بنحو سبعة كيلومترات.

وعن تاريخ القرية يقول الباحث "عبد الحميد مشلح": «يعود تاريخ قرية "تلعادة" التي تقع على مقربة من دير وقلعة "سمعان" إلى القرن الخامس الميلادي كما تشير بعض آثارها الباقية حتى الآن ويرى أهلها أن تسميتها جاءت بسبب وقوعها فوق هذا التل فيما يرى بعض الباحثين أن تسميتها مأخوذة من الآرامية وأصلها "تل أعدي" وتعني "تل النجاة" فيما يقول آخرون أن تسميتها مأخوذة من كلمة "تلّعدا" معناها "تل العدو" أو "تل الركض"».

يوجد في القرية مركز صحي جديد وهي مخدمة بشكل مقبول بشبكة الهاتف الأرضي وكذلك الصرف الصحي حيث تبلغ نسبة التخديم فيها بالصرف الصحي حوالي 40% وهناك مشروع متكامل للصرف الصحي كلفته 32 مليون ليرة لم يتم حتى الآن رصد الاعتماد اللازم له لإدراجه ضمن الخطط وتنفيذه الأمر الذي سيحسن كثيراً من نسبة التخديم بالصرف الصحي في القرية

ويضيف "مشلح": «كان يوجد في "تلعادة" كنيسة شبيهة بكنيسة "الدانا" وهي تعود إلى نهاية القرن الخامس لها باب واحد في واجهتها الغربية وطرفاها الشرقي والغربي بحالة جيدة كما أنها كانت من قلاع القرون الوسطى ولكن لم يبق منها إلاّ أقسام من السور وباب ضخم كان محاطاً ببرجين متعددي الزوايا، ويوجد فيها أيضاً قبور إسلامية ترقى إلى عصر الفتوحات الإسلامية يوجد عليها كتابات عربية غير منقّطة».

مدخل القرية الجنوبي

وعن أهم آثارها يقول "مشلح": «يوجد بجوارها دير يسمى باسمها أي "دير تلعادة" ويدعى"دير أميانوس" والدير الكبير ويعتقد أنه أقدم الأديرة الموجودة في المنطقة المحيطة به وهي "دير حشيان" ودير" قصر البنات" و"دير ترمانين" وهو من أهم آثارها ويقع شمال القرية ويبعد عنها 1500م وأنشئ في أواسط القرن الرابع ، ظلّ الدير مأهولاً بالناس حتى أواخر القرن العاشر وهناك كتابة سريانية مؤرخة عام 941 ميلادية و أحجار الدير ضخمة ويتألف الدير من جناحين متوازيين يمتدان باتجاه شمال – جنوب تتوسطهما باحة كبيرة هي عبارة عن رواق مبلط ينتهي بمقبرة محفورة في الصخر كما يوجد بالقرب منها "برج السبع" أو "دير أوسيبونا" ويقع شمال قرية "تلعادة" وعلى بعد 300 متر منها ويرقى إلى القرن السادس ومعظم أجزائه متهدمة ولم يتبق منه سوى برج بطابقين يحتوي على عدة غرف خربة و سور ومعصرة كبيرة وصهاريج عديدة و يوجد فيه أربعة "نواويس"».

وعن واقع القرية يقول "يوسف إسماعيل" رئيس مجلس القرية لموقع eidleb: «تتبع قرية "تلعادة" لناحية "الدانا" بمنطقة "حارم" ويبلغ عدد سكانها ثمانية آلاف نسمة وفيها ثلاث مدارس للتعليم الأساسي ومدرسة ثانوية واحدة يعمل معظم أهلها بالزراعة وتربية الماشية وأهم مزروعاتها التين والعنب والزيتون كما يوجد فيها مسجد قديم من الطراز العمري ويمتاز بفن العمارة الإسلامية القديمة حيث لا تزال مئذنته قائمة ومحافظة على شكلها المعماري القديم».

يوسف إسماعيل رئيس البلدية

وعن الواقع الخدمي في القرية يقول"إسماعيل": «يوجد في القرية مركز صحي جديد وهي مخدمة بشكل مقبول بشبكة الهاتف الأرضي وكذلك الصرف الصحي حيث تبلغ نسبة التخديم فيها بالصرف الصحي حوالي 40% وهناك مشروع متكامل للصرف الصحي كلفته 32 مليون ليرة لم يتم حتى الآن رصد الاعتماد اللازم له لإدراجه ضمن الخطط وتنفيذه الأمر الذي سيحسن كثيراً من نسبة التخديم بالصرف الصحي في القرية».

ويضيف رئيس مجلس القرية : «تبلغ ميزانية البلدية للعام 2011 حوالي 4,5 مليون ليرة منها مليون ليرة للمشاريع الاستثمارية وقد قامت البلدية بتنفيذ مصب موحد لها مع القرى والتجمعات السكانية المحيطة بها لإبعاد مياه الصرف الصحي والتلوث عن أراضي القرية الزراعية بانتظار أن يتم تنفيذ المشروع المتكامل ضمن القرية، كما تم تنفيذ مشروع شق طرقات بكلفة مليون ليرة وتزفيت شوارع القرية خلال العام 2011لتحسين واقع القرية الخدمي».

آثار دير تلعادة