كغيرها من قرى محافظة "إدلب" تقع قرية "مجدليا" في منطقة زراعية خصبة، ترقد على مرتفع من الأرض، وهي أشبه بواحة وسط أشجار الزيتون التي تحفها من كل حدب وصوب، تطل على ما حولها من قرى وأراض، ولعل هذا ما أعطاها هذه التسمية، ولكنها تزيد على القرى الأخرى بالروابط الاجتماعية التي لا تزال تحكمها وتسود فيها، على الرغم من التطور الملحوظ الذي طرأ عليها وعلى واقع أبنائها.

قرية "مجدليا" التي تتمتع بجمالها وهدوئها وروعة بيوتها زارها موقع Iedleb وكان لنا وقفة مع السيد "عبد الغفار القاسم" أحد أبنائها ومعاون بلدية مصيبين التي تتبع لها والذي حدثنا عن قريته قائلاً: «إلى الجنوب الشرقي من مدينة "إدلب" تقع "مجدليا"، وتبعد عنها قرابة /12/كم، وإلى الشرق من "أريحا" وتبعد عنها /8/كم، بلغ عدد سكانها ما يقارب ثلاثة آلاف نسمة».

إلى الجنوب الشرقي من مدينة "إدلب" تقع "مجدليا"، وتبعد عنها قرابة /12/كم، وإلى الشرق من "أريحا" وتبعد عنها /8/كم، بلغ عدد سكانها ما يقارب ثلاثة آلاف نسمة

ويضيف السيد "عبد الغفار": «تفتقر القرية لعدد من الخدمات فلا يوجد فيها بلدية حيث تتبع خدميا لبلدية مصيبين كما أنها تفتقر إلى الطرق الزراعية التي تربط القرية بالقرى المجاورة والتي تشكل صلة وصل بين مركز القرية والحقول الزراعية المجاورة يوجد فيها شبكة ماء وشبكة هاتف ومدرسة ومجموعة من الطرق الداخلية ويعمل أبناؤها بالزراعة وتربية الحيوان بالدرجة الأولى، أتجه عدد كبير من أبنائها للسفر إلى دول الخليج سعيا وراء الرزق الأمر الذي انعكس أيجابيا على الواقع المادي للقرية كما اندفع قسم من أبنائها للعمل بالتجارة والصناعة والمهن الأخرى، يوجد فيها عدد من معاصر الزيتون كما يوجد بالقرب منها معمل القرميد ومعمل للبلاستيك».

محمد الأحمد

السيد "محمد الأحمد" مدير مدرسة القرية وأحد أبنائها يقول: «جاءت تسمية القرية من "السريانية"، حيث تعني "القصرالمطل"، وهذا ما يتمتع به موقع القرية، حيث إنها تطل على ما حولها من كل الجهات، كما ورد ذكر لتسميتها من "الرومانية" حيث تعني "المجد لله"، ويدل على ذلك وجود مجموعة من الآثار الرومانية فيها، وفي الرواية المتناقلة بين أبناء القرية أن التسمية جاءت من وجود شاب يدعى "مجد" وفتاة تدعى "ليا" ربطتهما قصة حب عذرية خُلدت بتسمية القرية باسمهما، ولكن التسمية الأصح هي الأولى».

ويضيف السيد "محمد": «الحركة العلمية في القرية مقبولة نوعاً ما، ولكن توجه أبناء القرية للعمل خارج البلد أدى إلى قصور واضح في الواقع التعليمي للقرية، فما إن يبلغ الشاب سنّاً تسمح له بالسفر حتى يقطع صلاته بالقرية بشكل شبه كامل، الأمر الذي انعكس سلبا على القرية من الناحية الدراسية، إضافة إلى أنه عمل على إدخال مجموعة من العادات والتقاليد والأعراف التي يتحلى بها مجتمع المغترب إلى القرية فأعطاها صبغة مختلفة بعض الشيء عن الواقع الريفي السائد في المحافظة، ولكن ساهم الاغتراب بتحسين الواقع المعيشي للقرية وجعلها تعيش حالة من البذخ والترف المادي الواضح».

مختار القرية

ويقول السيد "حمود الحمود" مختار القرية وأحد الشخصيات المميزة فيها: «لا تزال القرية متمسكة بالعادات والتقاليد والأعراف الدينية المتوارثة، ولا تزال تربط بين أبنائها أواصر المحبة، وروابط اجتماعية موثقة لا تكاد توجد في سواها من القرى، ففي الأفراح والأحزان يقف كل أبنائها وقفة رجل واحد، ولا يوجد أي خلاف في القرية، باستثناء بعض الخلافات الصغيرة التي يفرضها الواقع، والتي أقوم مع مجموعة من وجهاء القرية بحلها، فقريتنا من القرى التي لا تحتاج إلى أحد ليقضي بين أبنائها، ولا يحتاج أحد من أبنائها إلى دخول محكمة، باستثناء المحاكم المتعلقة بأمور البيع والشراء وغير ذلك كله يحل في القرية وبأسرع ما يمكن».

والتقينا "يوسف القاسم" أحد شباب القرية والذي يقول: «قريتنا من القرى الجميلة في المحافظة، والتي تسود فيها الطبيعة الخلابة الهادئة، التي تقرأ واضحة في عيون أبنائها، وهي من القرى المشهود لها بالتسامح والترابط الاجتماعي على مستوى المحافظة، كما تنشط في القرية الحركة السياحية، وخصوصاً في فصل الصيف، حيث يعود عدد كبير من أبنائها المغتربين مصطحبين معهم الأصدقاء من الخارج، ليقضوا فترة من الزمن بالقرية نظراً لطبيعتها الجميلة وصيفها المعتدل».

يوسف القاسم