تمتاز قرى محافظة إدلب من غيرها بطابعها التاريخي الذي تحمله بين جنبات هذه القرى فلا توجد قرية إلا وتحوي معلماً تاريخاً وأثرياً يدل على عراقة هذه القرية، وبعدها التاريخي ومن أهم هذه المعالم الأثرية العيون الرومانية القديمة التي كانت تستخدم في سقاية بساتين ومزروعات القرية إضافة إلى أنها مورد مائي يؤمه الناس من كافة الأصقاع للري والاستراحة ومن هذه العيون الرومانية عين "شنان" التي كانت ولا تزال لها شهرة في قرى "جبل الزاوية".

موقع eSyria عند زيارته لهذه القرية التقى العديد من أبنائها ليحدثونا عن الأهمية التاريخية لهذه العين الرومانية فكانت البداية مع السيد "موسى الحسن" أحد أبناء القرية والذي يقول: «يعود وجد هذه العين إلى عهد قديم حيث كانت مصدر الماء الرئيسي لقرية "شنان" والقرى المجاورة مثل "فركيا" و"بينين" وغيرها، كما أنها ملتقى أصحاب الأغنام والرعاة الذين يردون إلى العين لسقاية مواشيهم، فكانت تأخذ دور المورد المائي والاستراحة بنفس الوقت، كما كانت تروي البساتين الممتدة على أطرافها في الوادي الذي يقسم القرية إلى نصفين، والذي تزرع فيه جميع أنواع الأشجار المثمرة وأهمها الرمان».

يعود وجد هذه العين إلى عهد قديم حيث كانت مصدر الماء الرئيسي لقرية "شنان" والقرى المجاورة مثل "فركيا" و"بينين" وغيرها، كما أنها ملتقى أصحاب الأغنام والرعاة الذين يردون إلى العين لسقاية مواشيهم، فكانت تأخذ دور المورد المائي والاستراحة بنفس الوقت، كما كانت تروي البساتين الممتدة على أطرافها في الوادي الذي يقسم القرية إلى نصفين، والذي تزرع فيه جميع أنواع الأشجار المثمرة وأهمها الرمان

السيد "أحمد حورية" أحد أبناء القرية ورئيس المكتب الفني في بلدية القرية يقول: «يعود بناء العين إلى الفترة الرومانية حيث انتشرت حولها العديد من بقايا المواقع الأثرية التي تدل على أن المنطقة كانت مأهولة بالسكان، وأهم هذه المواقع التي تحيط بالعين من الجهة الشمالية منطقة تسمى "أم سرفود" وإلى الجنوب منها منطقة "البرج"، وفي الجهة الغربية منطقة تسمى "المطمورة" وهذا يدل على أن المنطقة كانت تدب فيها الحياة بشكل كبير والسبب الرئيس وجود مورد الماء وهو العين الرومانية، يبلغ عمق هذه العين حوالي 12 مترا في المنبع مبنية بحجارة غاية في الدقة، وعندما يرتفع منسوب الماء فيها تنتهي إلى قناة مبنية من الحجارة بشكل متقن، تمر من خلالها إلى بركة ماء، تبعد عن العين حوالي 150 مترا الى الجهة الشرقية، وهذه البركة مقسمة إلى عدة أقسام تجتمع فيها الماء، وعندما تمتلئ البركة تتابع الماء طريقها في الوادي الذي يتجه إلى الشرق وسط مجموعة من البساتين الخصبة التي ترويها بالماء، كما تنتشر بجانب البركة العديد من الأجران الحجرية التي كانت تستخدم لسقاية الماشية والحيوانات التي ترد إلى البركة، كما أن أهل القرية كانوا يستخدمون "الدلو" للحصول على الماء من داخل العين عندما يقل منسوب الماء فيها، وبقيت العين حتى الوقت الراهن مصدر أساسي للماء في "شنان" والقرى المجاورة لكن خف دورها بعد انتشار شبكات المياه التي تصل إلى المنازل، وما يميز هذه العين أن مياهها من أعذب المياه الموجودة في المنطقة».

موسى الحسن

كما التقينا الحاج "أحمد الموسى" والذي حدثنا قائلاً: « لم تكن مياه العين تستخدم للسقاية فحسب، بل دلت عمليات الحفر إلى وجود أربع أقنية حجرية تخرج من البركة التي تجتمع فيها الماء متجه إلى الشمال، منها تنتهي إلى مجموعة من الأجران الحجرية، التي تدل على وجود حمام قديم كانت مياه العين تستخدم في تزويد هذا الحمام بالماء، ومما يدل على وجود الحمام التربة الرخوة بجانب هذا المكان، وهو دليل وجود الرماد الناتج عن حرق الحطب الذي كان يستخدم لتسخين الماء في الحمام».

أحمد حورية
أحمد الموسى