في بقعة جغرافية جميلة وطولانية الشكل، تحيط بها غابات من أشجار التين والزيتون المتعانقة، وعلى مرتفع جبلي يعطيها إطلالة ساحرة على السهول المحيطة، تقع قرية "بسقلا" إلى الغرب من مدينة "معرة النعمان" بحوالي 10 كم وعلى مقربة من مدينة "كفرنبل"، ولقرية "بسقلا" شهرة خاصة بشجرة الزيتون في المنطقة، حيث تنتشر أشجار التين إلى جانب أشجار الزيتون على مساحة شاسعة من أراضي القرية الزراعية.

موقع eIdleb زار قرية "بسقلا" وتحدث مع السيد "طاهر الحسن" مختار القرية الذي قال: «يبلغ عدد سكان قرية "بسقلا" ستة آلاف نسمة والحياة موجودة في قريتنا منذ حوالي 300 عام، والقرية تمتد بشكل طولاني جنوب شمال على طول 3 كم، وإلى الجنوب من القرية على بعد 1 كم إلى الجنوب توجد منطقة اسمها "الشيخ حبش" كانت في السابق تشكل قرية بهذا الاسم ولا تزال قبورها الإسلامية الموجودة حتى اليوم شاهدة عليها، وهذه القرية لم تعد موجودة الآن بعد أن انتقل سكانها إلى قرى وبلدات أخرى، فعائلة "السبع" انتقلت للسكن في قرية "بسقلا"، ووالدي رحمه الله عاصر شخص من مواليد قرية "الشيخ حبش" واسمه "عمر السبع" ومواليده عام 1840 وهو آخر مولود في قرية "الشيخ حبش" انتقل للسكن في قرية "بسقلا" حوالي عام 1860، أيضاً عائلة "البشير" كانت مقيمة في "الشيخ حبش" وانتقلت للإقامة في "كفرنبل"، وفي القرية منطقتين أثريتين هما "الكنائس" وهي عبارة عن بقايا كنائس مردومة حالياً بشكل كامل، المنطقة الثانية هي "معرسخاتا" تقع على بعد 2 كم جنوب شرق القرية ولا تزال آثارها قائمة لكنها مهملة بشكل كامل فلا طرق ولا اهتمام من قبل الجهات المختصة إلى جانب التعديات يهددها بالضياع، يقيم في القرية حالياً سبعة عوائل رئيسية هم "الحسن والسبع والمواس والخضر والموسى والرحمون والخلف والعمر والعوض"، أهالي القرية يعتمدون بشكل رئيسي على موسمي التين والزيتون، حيث تبلغ مساحة "بسقلا" الإجمالية تبلغ 1300 هكتار، وبسبب طبيعة الأرض الجبلية وجد الأهالي بأن الأشجار المثمرة أكثر جدوى من المحاصيل الموسمية لذلك أضحت شجرتا الزيتون والتين الشجرتان الرئيسيتان في القرية، وتبلغ المساحة المزروعة بالتين في قريتنا خمسة آلاف دونم، وهي تأتي بالمرتبة الأولى تليها زراعة الزيتون، ويقارب إنتاج القرية السنوي من التين حوالي 100 طن، وينتج في القرية أنواع عديدة من التين فهناك "البياضي والسوادي والكرسعاوي والحيشي"، ويتم تصدير تين القرية إلى عدد من الدول العربية والأجنبية».

تبلغ مساحة المخطط التنظيمي للقرية 125 هكتارا، وفي القرية شبكة طرق بطول 15 كم منها مزفت بطول 4 كم ومعبد حوالي 9 كم ودون تعبيد حوالي 1 كم، نسبة التخديم بشبكة الطرق حوالي 90 بالمئة وشبكة الصرف الصحي تخدم حوالي 80 بالمئة من القرية، وسوف يتم قريباً استكمال المصبات الأخرى، القرية مخدمة بشبكة كهرباء وهاتف ومياه وتقدمنا بطلب لبناء خزان أرضي للمياه، ونظرا لأهمية الطرق الزراعية في القرية سيتم خلال العام الحالي تزفيت طريقين بطول 6 كم

الأستاذ "علي السبع" تحدث عن الواقع التعليمي في القرية بالقول: «يوجد في القرية ثلاث مدارس مدرستان تعليم أساسي حلقة أولى من الصف الأول حتى السادس تضمان حوالي 500 طالب ومدرسة تعليم أساسي حلقة ثانية من الصف السابع حتى التاسع تضم أكثر من 200 طالب، الكادر التعليمي في هذه المدارس ضعيف نوعاً ما بسبب الاعتماد على المكلفين (الوكلاء والساعات)، يوجد في القرية عدد كبير من خريجي الجامعات بمختلف الاختصاصات والقرية بأمسّ الحاجة لثانوية، فأقرب ثانوية تبعد عن القرية 3 كم وهي ثانوية "حاس" وثانويات "كفرنبل" تبعد 4 كم، وتكمن الصعوبة أنه لا يوجد خط سير يربط قريتنا "بحاس أو كفرنبل"، حيث يعاني الطلاب كثيراً في الوصول إلى تلك المدارس، ولدينا نسبة تعليم كبيرة في صفوف الفتيات اللواتي يطمحنّ بإكمال دراستهن الثانوية، لكن بُعد الثانوية عن القرية وعدم وجود مواصلات يشكل سبباً يجبر قسما كبيرا منهنّ لعدم متابعة التعليم، فيضطررن للدراسة الحرة لذلك تبرز أهمية إنشاء ثانوية في قريتنا».

قرية بسقلا

الأستاذ "نادر الخلف" رئيس بلدية "بسقلا" شرح الواقع الخدمي فيها حيث يقول: «تبلغ مساحة المخطط التنظيمي للقرية 125 هكتارا، وفي القرية شبكة طرق بطول 15 كم منها مزفت بطول 4 كم ومعبد حوالي 9 كم ودون تعبيد حوالي 1 كم، نسبة التخديم بشبكة الطرق حوالي 90 بالمئة وشبكة الصرف الصحي تخدم حوالي 80 بالمئة من القرية، وسوف يتم قريباً استكمال المصبات الأخرى، القرية مخدمة بشبكة كهرباء وهاتف ومياه وتقدمنا بطلب لبناء خزان أرضي للمياه، ونظرا لأهمية الطرق الزراعية في القرية سيتم خلال العام الحالي تزفيت طريقين بطول 6 كم».

الباحث "أحمد غريب" تحدث عن تاريخ وتسمية القرية: «"بسقلا" تسمية سريانية وتعني "بيت سقلا" وقد يكون "سقلا" هذا راهب أو شخص مهم لكونه كثيراً ما تنسب قرى لأسماء أشخاص مهمين، وقرية "بسقلا" تعتبر من القرى القديمة بسبب وجود عناصر معمارية فيها تعود إلى العهد البيزنطي، وقد سكنت هذه القرية منذ العهد الروماني أو ربما قبل، وباعتقادي أن هذه القرية أسوة بما يجاورها من قرى أثرية من خربة "شنشراح وسرجيلا وبعودة والبارة وكفرنبل" تعود إلى القرن الأول والثاني الميلادي لكونه في هذه الفترة بدأ نشوء المدن في منطقة "سورية الشمالية"».

المختار طاهر الحسن
مشهد عام للقرية تحيط بها أشجار التين والزيتون