تحتل قرية "أرنبة" الواقعة على بعد 27 كم جنوب غرب مدينة "أريحا"، و13 كم جنوب غرب بلدة "احسم"، موقعاً مرتفعاً من منطقة "جبل الزاوية"، حيث تحيط بها من الجوانب الأربع حقول الكرز الممتدة على مساحات شاسعة.

موقع eIdleb زار قرية "أرنبة" والتقى مع "عبد الله اليعقوب أبو موفق" من سكان القرية وأحد المهتمين بالبحث والتقصي عن تاريخ وتراث "أرنية" حيث قال: «ولدت قرية "أرنبة" منذ أكثر من 500 عام، حيث كان يسكنها في تلك الفترة ثلاثة عوائل هم "آل اليعقوب" و"آل الطاهر" وعائلتان مسيحيتان هما عائلتا "المواس والعبدو"، بالنسبة للعوائل المسحية وعائلة الطاهر فقد انتقلوا من القرية منذ حوالي مئة عام إلى مناطق ومحافظات أخرى، أما عائلة "اليعقوب" فقد بقيت في القرية حتى اليوم، وفيما بعد قدمت العديد من العوائل للاستقرار في القرية نذكر منهم "الأحمد والسعيد وعثمان وبرهوم" وآخر من قدم إلى قرية "أرنبة" هم عائلة "القدور"، مع بداية السكن في القرية كان الأهالي يزرعون أراضيهم بالعنب، وتعتبر أراضي "أرنبة" من أكثر أراضي "جبل الزاوية" خصوبة، كما أنها قليلة الوعورة لذلك قالوا فيها "جبل الزاوية خاروف واللي أرنبة"، فـ "لية" الخاروف كما نعرف تخلو من العظام في ذلك إشارة إلى أن أرضها خالية من الصخور وقليلة الوعورة مقارنة مع قرى "جبل الزاوية" الأخرى، وتعتبر زراعة العنب من الزراعات القديمة في القرية حيث كان يوجد في القرية آثار معصرة عنب قديمة لكنها اندثرت الآن بشكل كامل، ولكن زراعة العنب بدأت تتراجع منذ حوالي 40 عاما مقابل التوسع في زراعة شجرة الكرز التي دخلت القرية منذ عام 1970، ومنذ ذلك العام وزارعة هذه الشجرة تتوسع بشكل كبير جداً في قريتنا حيث تبلغ المساحة المزروعة بالكرز حالياً في أرنبة آلاف الهكتارات، إذ تم استثمار كل شبر من أراضي القرية في زراعة هذه الشجرة، كما أن قريتنا تعتبر منتجا رئيسيا لهذه الفاكهة في منطقة "أريحا" ومن نوعيات فاخرة جداً "كالطلياني والفرعوني والتفاحي" المرغوب كثيراً في السوق، إلى جانب شجرة الزيتون التي بدأنا نتوسع في زراعتها مؤخراً».

جاءت التسمية نسبة لموقعها المرتفع ضمن منطقة "جبل الزاوية"، حيث ترتفع عن مستوى باقي القرى والبلدات الأخرى في المنطقة، فهي إذاً كأرنبة الأنف التي ترتفع عن باقي أعضاء الوجه لذلك سميت "أرنبة"

وحول تسمية القرية يوضح "أبو موفق": «جاءت التسمية نسبة لموقعها المرتفع ضمن منطقة "جبل الزاوية"، حيث ترتفع عن مستوى باقي القرى والبلدات الأخرى في المنطقة، فهي إذاً كأرنبة الأنف التي ترتفع عن باقي أعضاء الوجه لذلك سميت "أرنبة"».

قرية أرنبة

وعن الوضع التعليمي في القرية يتحدث الأستاذ "يعقوب اليعقوب": «يوجد في القرية مدرستان للتعليم الأساسي، وفي العام الماضي تم إحداث ثانوية تضم الآن شعبتي عاشر وحادي عشر، وعدد طلاب المدرستين بحدود 500 طالب، ومستوى التعليم في القرية جيد بشكل عام مع تفاوت عدد المتعلمين بين عائلة وأخرى، ونسبة عدد حملة الشهادات الجامعية بالمقارنة مع عدد السكان كمجتمع ريفي يمكن القول بأنه أكثر من جيد، ومنذ عشر سنوات تشهد "أرنبة" نهضة تعليمية أكثر من جيدة وخاصة من ناحية تعليم الفتيات فبعد أن كان يتم منع الفتيات من إكمال تعليمهن نجد اليوم في القرية عددا لا بأس به من طالبات الجامعة والثانوي، ويمكن القول بأن القرية تشهد حالياً منافسة بين الأهالي من جهة تعليم أبنائهم والوضع التعليمي لدينا وخاصة العالي هو الأفضل مقارنة مع القرى المجاورة، كما أن كامل الكادر التعليمي في مدارس "أرنبة" هم من أبنائها وهناك قسم منهم يعلم في مدارس خارج القرية، وفي القرية خريجو جامعات وطلبة جامعات ذكور وإناث من مختلف الاختصاصات».

الأستاذ "محمود قنطار" رئيس بلدية "عين لاروز" التي تتبع لها قرية "أرنبة" تحدث عن واقعها الخدمي بالقول: «يبلغ إجمالي مساحة قرية أرنبة حوالي 650 هكتارا والمساحة الداخلة في المخطط التنظيمي فهي بحدود 60 هكتارا أما عدد سكانها فيقارب 3000 نسمة، تم تخديم القرية بشبكة صرف صحي وفق مشروع بلغت تكلفته 100 مليون ليرة شمل قريتي "عين لاروز وأرنبة"، ولكن ما نزال نعاني من بقاء مصب أرنبة مكشوفا ضمن الأراضي الزراعية ونحن رفعنا كتابا للمحافظة بخصوص إنشاء محطة معالجة وتمت الموافقة على الطلب، القرية مخدمة بالكهرباء والهاتف بشكل كامل، حيث يوجد في القرية 300 خط من مركز اتصالات "معراتا" وتم استبدال شبكة الكهرباء بشكل كامل وشبكة المياه بشكل كامل مع إنجاز خزانات تجميع والخدمات بشكل عام جيدة، ونحن نقوم بشكل دوري بترحيل القمامة يوميا إلى مقلب "جوزف" عن طريق جرار تابع للبلدية».

عبد الله اليعقوب

وحول تاريخ القرية يبين الباحث "عبد الحميد مشلح" أن قرية "أرنبة" «عريقة القدم وقد دبت فيها الحياة في العهد المملوكي» إلا أن القرية تبدو اليوم خالية تماماً من أي آثار على عكس التجمعات السكانية القريبة منها ولكن ينتصب في منتصفها تل شبيه بالتلال الأثرية.

يعقوب اليعقوب