على السفح الشرقي لجبل "الدويلة" وإلى الشمال الغربي من مدينة "إدلب" وبمسافة تزيد على 33 كيلومتراً وإلى الغرب من مدينة "أرمناز" بنحو 3 كيلومترات تقع قرية "بياطس" والتي تتبع لناحية "أرمناز".

تلك القرية الوادعة التي تغفو في أحضان الجبل والوادي فتصحو مع خيوط الشمس الأولى لترسم بطبيعتها الجميلة لوحة ولا أجمل وتغفو مع رحيلها وراء جبل "الدويلي"، حيث تتزنر بأشجار الزيتون التي تنتشر حولها كحبات العقد المتلألئة والذي يقطعها الطريق الذي يصلها بمدينة "أرمناز" وهو الشريان الحيوي للحياة الاقتصادية لسكانها وتم شقه ورصفه من قبل الأهالي منذ خمسينيات القرن العشرين كما أنها ترتبط بمحيطها عبر شبكة من الطرق الزراعية التي تخترق أراضيها وفي كل الاتجاهات.

يوجد في القرية جامع قديم وآخر جديد ومدرسة للتعليم الأساسي كانت في الأساس عبارة عن غرفتين بنيتا منذ الستينيات بتبرع من بعض الوجهاء، والقرية مخدمة بشوارع وبشبكة مياه وكهرباء وهاتف وصرف صحي وفيها العديد من الطرق الزراعية التي تربطها بالمناطق المجاورة لها ويبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثة آلاف نسمة يعمل معظم السكان بالزراعة وتربية الحيوانات ويعد الزيتون المحصول الرئيسي لأبناء القرية وعليه يعتمدون بشكل شبه كامل ولا تزال بقايا إحدى المعاصر القديمة موجودة فيها كما تزرع فيها أشجار التين واللوزيات، كما بدأ أهلها منذ الثمانينيات يهتمون بتجارة الجوز التي يعمل بها معظم سكان القرية في فصل الصيف حيث باتت ذات شهرة واسعة بهذه التجارة على مستوى المنطقة وحتى على مستوى القطر رغم أن أشجار الجوز غير موجودة فيها حيث تغدو خلال موسم الصيف مثل خلية النحل، ولا يزال أهلها متمسكون بالكثير من العادات والتقاليد الشعبية والتراثية كما أنهم يعرفون بتعاونهم وتآلفهم وفيها عدد جيد من المثقفين والمتعلمين من أطباء ومهندسين ومدرسين

وتعود تسميتها إلى كلمة رومانية أصلها "بيلاطس" ويرجح الباحثون أن يكون أصل التسمية لملكة أو أميرة رومانية باعتبار أن منطقة "أرمناز" و"بياطس" تعود بتاريخها إلى العهد الروماني ويرى الباحث "عبد الحميد مشلح" أن القرية أخذت اسمها الحالي أثناء الحروب الصليبية حيث كان هناك رجل يدعى "باطس" يملك هذه الأراضي ويقال إنه من أقرباء حاكم القدس الصليبي في ذلك الوقت وبالقرب منها وقعت عدة معارك بين الثوار والفرنسيين.

مغاور وكهوف

وعن تاريخ القرية تحدث "محمد موقع" أحد أبناء القرية لموقع eidleb حيث قال: «يعود تاريخ القرية إلى العصور الرومانية القديمة حيث يوجد فيها بعض الآثار التي تدل على قدمها فعلى مقربة منها وفي الجهة الجنوبية تقع بقايا آثار أبنية سكنية تدل عليها الحجارة الكبيرة والتي لا يزال بعضها متوضعاً فوق بعضها كجزء من أبنية كانت قائمة وبجانبها موقع أو مقام يعرف باسم "حج مبارك" والذي يتوسط مقبرة القرية ناهيك عن وجود بعض الأشجار المعمرة المحيطة بها والتي يزيد عمرها على مئات السنين وكذلك العديد من المغاور والكهوف المنتشرة حولها والتي كانت تستخدم للسكن ولتربية الحيوانات وأكبرها مغارة "السوده" و"العامود" ومغارة "الدرة" إضافة إلى العديد من الآبار الرومانية القديمة التي كانت إلى فترة قريبة تستخدم لمياه الشرب وسقاية الحيوانات ومنها موجود ضمن القرية وبعضها حول القرية وعلى الطرق الرئيسية، ولا تزال فيها بعض البيوت القديمة والتي تشكل القسم القديم منها وتقع في الجهة الغربية حيث لا يزال بعضها محافظاً على شكله القديم دون أن يطرأ عليه أي تغيير، كما أنها شهدت تطوراً عمرانياً وبنيت أبنية حديثة وتوسعت القرية باتجاه الجنوب والشمال والشرق».

ويقول مختار القرية "أحمد طاهر موقع" والذي يعد من أقدم "مخاتير" المحافظة إذ عين مختاراً للقرية منذ العام 1970 ولا يزال: «يوجد في القرية جامع قديم وآخر جديد ومدرسة للتعليم الأساسي كانت في الأساس عبارة عن غرفتين بنيتا منذ الستينيات بتبرع من بعض الوجهاء، والقرية مخدمة بشوارع وبشبكة مياه وكهرباء وهاتف وصرف صحي وفيها العديد من الطرق الزراعية التي تربطها بالمناطق المجاورة لها ويبلغ عدد سكانها حوالي ثلاثة آلاف نسمة يعمل معظم السكان بالزراعة وتربية الحيوانات ويعد الزيتون المحصول الرئيسي لأبناء القرية وعليه يعتمدون بشكل شبه كامل ولا تزال بقايا إحدى المعاصر القديمة موجودة فيها كما تزرع فيها أشجار التين واللوزيات، كما بدأ أهلها منذ الثمانينيات يهتمون بتجارة الجوز التي يعمل بها معظم سكان القرية في فصل الصيف حيث باتت ذات شهرة واسعة بهذه التجارة على مستوى المنطقة وحتى على مستوى القطر رغم أن أشجار الجوز غير موجودة فيها حيث تغدو خلال موسم الصيف مثل خلية النحل، ولا يزال أهلها متمسكون بالكثير من العادات والتقاليد الشعبية والتراثية كما أنهم يعرفون بتعاونهم وتآلفهم وفيها عدد جيد من المثقفين والمتعلمين من أطباء ومهندسين ومدرسين».

محمد موقع
منظر عام للقرية من جهة الشمال الشرقي