تعتبر قرية "أبو مكي" واحدة من القرى الصغيرة التي تتبع منطقة "معرة النعمان"، تبعد عن مدينة "المعرة" شرقاً 12كم، وتعتبر الزراعة إلى جانب تربية الماشية العمل الرئيسي لأهالي القرية.

يذكر الباحث "عبد الحميد مشلح" أن قرية "أبو مكي": «عريقة القدم ترقى إلى العهد الروماني البيزنطي حيث اكتشف فيها في ساكف عليه كتابة يونانية مسيحية تشير إلى نص في سفر الرؤيا تعريبها: "يا يسوع المسيح الكائن والذي كان والذي سيكون"»، ويذكر الأهالي بأن الحياة دبت في هذه القرية من جديد منذ حوالي مئة عام.

بحسب المعلومات التي تواترت إلينا بأن كلمة "مكي" كانت صفة دينية تطلق على رجل أو جماعة ممن سكنوا القرية في العهود الماضية

أثناء زيارة موقع eIdleb إلى القرية بدت لنا خالية تماماً من الآثار لكننا لاحظنا بأن أساسات أحد جوامع القرية وهو الجامع الأقدم فيها تقوم على ركائز حجرية كبيرة تبدو وكأنها أساسات أثرية وبناء على ذلك يضيف الباحث "مشلح": «كان يوجد في شمال غرب القرية كنيستان أبعاد الأولى 12×7م والثانية 14×6م لكل منهما حنية نصف دائرية ناتئة وإلى جانبهما بئر وحفرة مستديرة كبيرة قطرها 8م».

قرية أبو مكي

مختار القرية الحاج "محمود العبدو" حدثنا عن قرية "أبو مكي" بالقول: «تضم القرية مجموعة من العوائل أقدمها عوائل "الدبيس والمحمد والعمر" إلى جانب عدد من العوائل الأخرى التي سكنت القرية فيما بعد هي "الحويجة والأمين والعليوي والشيخ والمجلاوي"، والوضع الاجتماعي في القرية بفضل الله مستقر وهناك تفاهم وتعاون بين كافة الأهالي».

ويضيف "عبد الكريم المحمد" من أهالي القرية: «إن عمر القرية الحالية لا يتجاوز مئة عام وكانت عبارة عن "جدار" أثري مهجور تابع لبلدة "جرجناز" القريبة منا وفيها بعض الخراب الأثرية، ومنذ عام 1917 استولى عليها الإقطاعي ملاّك "جرجناز" ونقل إليها بعض الفلاحين لكي يعملوا في أراضي القرية التي تملكها وكانت عائلة "حسين الدبيس" هي أول من سكنت فيها، وبعد صدور قانون الإصلاح الزراعي انتفع الفلاحون بالأرض ومن ثم تملكوها».

المختار محمود العبدو

وبخصوص التسمية يضيف السيد "عبد الكريم محمد": «بحسب المعلومات التي تواترت إلينا بأن كلمة "مكي" كانت صفة دينية تطلق على رجل أو جماعة ممن سكنوا القرية في العهود الماضية».

أما رئيس البلدية الأستاذ "محمد عدنان المحمد" فتحدث عن الواقع الخدمي فيها حيث يقول: «مساحة القرية حوالي 1500 هكتار ومعظم أراضي القرية إصلاح زراعي وقد تأسست بلدية القرية منذ حوالي عامين والقرية مخدمة بالكهرباء بنسبة مئة بالمئة منذ عام 1982 وبالهاتف منذ خمس سنوات بنسبة ستين بالمئة ومخدمة بشبكة مياه فالقرية تشرب من آبار "الهلبة" والتي بدورها تسقي عددا كبيرا من القرى ما يشكل ضغطا على مياه الآبار والمياه شحيحة خاصة في فصل الصيف، وأما عن وضع الطرقات فيخترق القرية طريق رئيسي هو طريق "المعرة- سنجار" وترتبط القرية مع القرى المجاورة بطرق بعضها معبد مثل قرية "الصرمان" وبلدة "جرجناز" اللتان تتصلان بالقرية عبر طريق "سنجار المعرة"، وبعضها ترابي مثل الطريق الذي القرية مع قريتي "حران والهلبة" ترابي، ويتبع للبلدية جرار يقوم بجمع القمامة يومياً من القرية وشوارع القرية ما تزال ترابية وغير معبدة بانتظار اعتماد المخطط التنظيمي والذي سيتم قريبا بإدن الله».

رئيس البلدية محمد عدنان المحمد

وبخصوص الوضع التعليمي لأبناء القرية يضيف: «يوجد في القرية مدرسة واحدة بحلقتين تضم حوالي 950 طالبا وفي القرية عدد من الخريجيين الجامعيين من اختصاصات مختلفة وعدد كبير من طلبة الثانوية وفي القرية اهتمام واضح من قبل الأهالي بالتعليم ونسبة الأمية بين الشباب منخفضة جدا وتكاد تكون معدومة».

"أحمد دبيس" من أهالي القرية تحدث عن النشاط الزراعي للسكان بالقول: «كل زراعات القرية بعلية وتعتبر زراعة القمح والشعير والكمون والعدس والحمص أهم الزارعات في القرية كما تعتبر شجرة الزيتون الرئيسية في القرية، كما أن أهالي القرية يهتمون بتربية الغنم لتلبية متطلبات الأسرة من الألبان والأجبان».