تقع قرية "فركيا" جنوب مدينة "أريحا" بـ/16/ كم في سفح جبلي جميل, ومعنى اسمها اللاتيني الهواء البارد أو العليل وفيها عاشت حضارة عريقة وما زالت آثارها باقية إلى اليوم ومن هذه الآثار غير المعتادة أشجار الزيتون التي لا يعرف عمرها, وفيها قصر "هرقل", ووجد فيها لوحات الفسيفساء المشهورة منها لوحة ولادة "هرقل" إضافة إلى ختم مملكة "هرقل".

وللحديث عن هذا الموضوع موقع "eIdleb" زار المكان والتقى عدداً من أهالي القرية والحديث هنا للمختار "حسن بركات" حيث يقول: «المميز في هذه القرية أشجار الزيتون الموجودة فيها والتي عمرها أكثر من /1500/ سنة تقريباً أي منذ وجود الرومان في هذه المنطقة, وجميع سكان هذه المنطقة لا يعرفون متى زرعت هذه الأشجار وكيف بقيت إلى الآن مع العلم أن أشجار الزيتون لا تعيش إلى هذا العمر ولكن طبيعة المنطقة وأرضها الجبلية ووعورتها حفظت هذه الأشجار لكونها بين أشجار الغابة القديمة».

هي لوحة لمؤسسي الدولة الرومانية الذين ماتت أمهم حسب ما تقوله الأسطورة, واللوحة رسوم لحيوانات منها ثور جبلي يفترسه أسد، وفي الوسط "ذئبة روما"، وأسطورة أبنائها "رومولوس" و"روموليوس" اللذان جلسا تحتها وأمسكا بثدييها محاولين الرضاعة منها وقد كتبت أسماؤهم في أسفل اللوحة

وللحديث عن نوعية هذه الأشجار ولمن تعود ملكيتها يتابع السيد "عماد بركات" الذي رافقنا إلى مكان الأشجار حيث يقول: «هي من نوع جيد واسمه المتعارف عليه "المعري" وهو يتميز بنوعيه الجيدة وتحمله لتغيرات المناخ, وفي القدم كان يعيش هذا الزيتون بين أشجار الغابة ولكن فيما بعد قسم بين الفلاحين بحسب العدد ولكل سكان القرية, والى الآن وهذا شيء غريب من نوعه أن تعود ملكية الأرض لشخص معين والأشجار الموجودة فيها لشخص آخر ففي أرضنا نحن يوجد ثلاث أشجار لشخص آخر وهي حق له كفله القانون الزراعي الموجود هنا, وما يميز أيضاً هذه الأشجار كبر الجذع الموجود داخل التراب أي لو قطعت شجرة فستنمو عدة أشجار صغيرة بعيدة عن مكان وجود الجذع الرئيسي».

المختار حسن بركات

وأما عن تمثال "هرقل" وختم المملكة الموجدان في هذه القرية فيتابع المختار "بركات": «تمثال لهرقل منحوت على الصخر في غرفة صغيرة وحوله شخصان, هدم جزء صغير من وجه التمثال ومكانه هنا في الجزء الأرضي من منزلي واسم صانع التمثال واضح إلى الآن وبجانب التمثال قبر مفتوح منذ زمن الانتداب الفرنسي, وقد كرمتني مديرية آثار "دمشق" لحفاظي على هذا المكان, وأما عن ختم المملكة فعثرنا عليه أثناء توسعة حرم المسجد وهو الآن موجود في متحف مدينة "إدلب", وأعطي إلى "ايطاليا" لمدة أربعين يوماً لعرضه في متاحفها بمبلغ /30/ مليون دولار لكونه كما يقولون الجوهرة الثمينة ويرى الباحث "عبد الحميد مشلح" أن قرية "فركيا" عريقة في القدم تحتوي على العديد من الخرائب التي تعود إلى العهد البيزنطي وتمتاز بغناها بالتماثيل المنحوتة في صخور المدافن الغنية بالزخرفة التي ترقى إلى عهد الرومان وبداية القرن الرابع الميلادي».

وعن لوحات الفسيفساء والآثار الموجودة يضيف هنا السيد "حسن الرفاعي" مراقب الآثار في هذه القرية ويقول: «اللوحات معبرة بشكل كبير عن هذا المكان فاللوحة الأولى عثر عليها في مطلع الستينيات وهي بمساحة /28/ مترا ورسم عليها عدة حيوانات متقابلة مع حيوان مفترس والجانب الآخر حيوان أليف وبينهما شجرة من أشجار السلام للتعبير عن طبيعة هذا المكان وتم صنعها بدقة عالية وفي أسفل اللوحة يوجد كتابات يونانية تحمل تاريخ وماهية هذه اللوحة».

تمثال هرقل

أما اللوحة الثانية التي قيل عنها الكثير والكثير من القصص منها الخيالية ومنها الواقعية، فيتابع "الرفاعي" عنها قائلاً: «هي لوحة لمؤسسي الدولة الرومانية الذين ماتت أمهم حسب ما تقوله الأسطورة, واللوحة رسوم لحيوانات منها ثور جبلي يفترسه أسد، وفي الوسط "ذئبة روما"، وأسطورة أبنائها "رومولوس" و"روموليوس" اللذان جلسا تحتها وأمسكا بثدييها محاولين الرضاعة منها وقد كتبت أسماؤهم في أسفل اللوحة».

ماد بركات احد الفلاحين