اعتمدت وزارة الإدارة المحلية فكرة "الحي البيئي" الذي نفذه مجلس مدينة "معرة النعمان" في حي "المساكن" في مدينة "المعرة" بالتعاون مع أهالي الحي ومديرية الشؤون البيئية في المحافظة، كأحد الأفكار الأكثر نجاحاً في سورية لعام 2010.

حيث سيتم عرض فكرة المشروع في المؤتمر الذي سيعقد في وزارة الإدارة المحلية نهاية العام الحالي بحضور كافة مجالس مدن القطر وذلك لعرض أنجح ثلاثة أفكار على مستوى سورية لعام 2010، ومؤخراً وجّهت رئاسة مجلس الوزراء مجالس المدن في كافة المحافظات للاستفادة من تجربة الحي البيئي في مدينة "معرة النعمان" بغية تعميم هذه التجربة الرائدة على جميع مدن القطر.

نسعى من خلال مشروع الحي البيئي ترسيخ مفاهيم حماية البيئة بين الأهالي، وتعزيز ثقافة العمل البيئي وتفعيل مشاركة المجتمع المحلي، وضرورة خلق سلوكيات صحية بيئية مناسبة والمشاركة الفاعلة في حملة النظافة التي أطلقتها وزارة الإدارة المحلية لتشمل كافة المدن والوحدات من خلال إطلاق مشاريع الشوارع والأحياء البيئية في مدن وبلدات القطر

وهناك عدة أهداف تكمن وراء إطلاق هذا المشروع تشرحها المهندسة "جمانة حسن" مديرة الشؤون البيئية في "إدلب" تحدثت عن مشروع الحي البيئي في "المعرة" لكونه الوحيد في سورية بالقول: «نسعى من خلال مشروع الحي البيئي ترسيخ مفاهيم حماية البيئة بين الأهالي، وتعزيز ثقافة العمل البيئي وتفعيل مشاركة المجتمع المحلي، وضرورة خلق سلوكيات صحية بيئية مناسبة والمشاركة الفاعلة في حملة النظافة التي أطلقتها وزارة الإدارة المحلية لتشمل كافة المدن والوحدات من خلال إطلاق مشاريع الشوارع والأحياء البيئية في مدن وبلدات القطر».

الحي البيئي في معرة النعمان

المهندس "فواز عبد الجواد" أحد أبناء الحي عبر عن رأيه بهذا المشروع بالقول: «مشروع رائع جدا ونحن شعرنا بقيمته لكوننا كنا نعيش على مدى أكثر من عشرين سنة في واقع غير مريح من ناحية النظافة والتنظيم، فتخديم الحي بطريقة فنية صحيحة جعلنا نعيش في حي متكامل والأهالي مرتاحون جدا لذلك تغيرت سلوكياتهم وحتى نفسياتهم فالكل ملتزم بالنظافة وباحترام المنظر العام للحي، وهناك العديد من سكان الأحياء الأخرى أبدوا استعدادهم للتبرع بالمال والجهد بغية النهوض بواقع الأحياء التي يعيشون بها لتصبح على شاكلة حي البيئة، لذلك الشكر الجزيل أوجهه باسم أهلي الحي لكل من ساهم في تنفيذ هذه الفكرة الحضارية الرائعة».

أما المهندس "حسام البش" رئيس مجلس مدينة "معرة النعمان" فقد شرح الإجراءات التي تم تنفيذها بغية تأهيل الحي وتنظيمه بيئياً حيث يقول: «تم اختيار حي المساكن لكونه الحي الأكثر تنظيما من ناحية الكتل المعمارية المستقيمة والفتحات المنتظمة، حيث إن البناء عبارة عن جمعية سكنية قديمة، وهو يضم 150 وحدة سكنية ويضم حوالي 2000 نسمة وقد شملت أعمال الصيانة والتأهيل القيام بحملة نظافة شاملة وإزالة مخلفات البناء والأنقاض وتم تزفيت كافة شوارع الحي وتنفيذ أرصفة وأردفة من نوع الانترلوك وزراعة أشجار تزيينية من نوع العفص الهولندي، تم رش واجهات الأبنية بلون موحد من مادة "التروليت" ثم عملنا رسومات هندسية بالدهان على شرفات المباني، وتم وضع إنارة جديدة ولوحات إرشادية ولوحات دلالة وتم ترقيم مباني الحي وتم نشر حاويات قمامة في كافة زوايا الحي، وتم تدهين أبواب المحلات، الشبابيك والبرندات، وأنجزنا بوابتين أثريتين عند مدخل ومخرج الحي كذلك تم ترقيم المنازل ووضع لوحات إرشادية بيئية تم توجيه مزاريب المطر إلى الصرف الصحي وقمنا بتنظيم شبكات الكهرباء لكونها كانت بشكل شبكة عنكبوتية بالتعاون مع كهرباء "المعرة" حيث تم تنظيم الشبكة ضمن مجاري حديد وتم إزالة كافة المناظر المشوهة للحي وكذلك شبكة الهاتف تمّ تصميم شبكات تصريف المياه ومجاري الصرف الصحي ضمن تمديدات داخلية بحيث تمنع أي مسيل مائي في الحي خلال الشتاء، وقمنا بحفر مصارف مطرية بالطريقة الحديثة على جانبي الطريق، وهنا نشكر قسم كهرباء المعرة الذي قدم جهدا كبيرا في سبيل تنظيم الشبكة الكهربائية في الحي، كذلك قسم الهاتف، وقد وصلت تكلفة تأهيل الحي إلى حوالي سبعة ملايين ليرة ومعظم هذه الإجراءات كانت إضافات من مجلس المدينة».

المهندس حسام البش

وختم البش حديثه بالقول: «لقد لقينا في إنجاز هذا المشروع دعما كاملا من السيد المحافظ بغية إنجاح هذه التجربة والخروج بها بأبهى حلة ممكنة، وقد شهد الحي زيارات مكثفة من قبل وفود عديدة بغية الاطلاع على هذه الفكرة، فقد زارته وزيرة الشؤون البيئية ووزير الإدارة المحلية ومحافظا "حماة" و"حلب" ووفود من محافظات "الحسكة" و"السويداء" ووفد المخيم البيئي العربي، حيث تمت دعوة رئيس مجلس المدينة لحضور مؤتمر في مصر لعرض فكرة الحي البيئي هناك».

يشار إلى أن الحي البيئي في مدينة "معرة النعمان" افتتح في شهر حزيران الماضي بمناسبة اليوم العالمي للبيئة، وهو يمتدّ على مساحة 2 كم مربع تقريباً وكان يسمى سابقاً حي "المساكن" وهو يقع بالقرب من مدخل مدينة "المعرة" الشمالي.

جانب من الحي