يعتبر من أشهر معالم قرية "نحلة" القديمة، يقع في منطقة منخفضة من القرية، منه تبدأ الحارات القديمة وتنطلق الأزقة الضيقة، يحكي للناظر إلى مئذنته حكاية ضاربة جذورها في أعماق التاريخ، تثبت لأي مار في القرية أن هذا الجامع عاصر تاريخ القرية، وهذه المئذنة بارتفاعها وشموخها شهدت معظم الحوادث التي وقعت في القرية.

موقع eIdleb زار قرية "نحلة" وجامعها القديم وكان لنا وقفة مع السيد "محمد البيك" إمام المسجد القديم، ليحكي لنا ما يعرفه عن هذا المسجد والذي ابتدأ كلامه قائلاً: «يقع جامع "نحلة" القديم في بداية القرية القديمة من الجهة الغربية، في موقع مميز له إطلالة على الجهة الغربية، بقي مقصد أبناء القرية الوحيد للصلاة والعبادة، إلى فترة ليست بالطويلة حيث بني في القرية من الجهة الشمالية جامع كبير حديث نتيجة لزيادة عدد أبناء القرية وعدم مقدرة الجامع القديم على استيعابهم، فكلفت من قبل أهل القرية بإمامة هذا المسجد والإشراف عليه كوني مدرس متقاعد ومتواجد في القرية بشكل دائم، ولأن والدي عمل إمام للمسجد في فترة ماضية لمدة طويلة».

لقد انقطعت في الفترة الأخيرة الحركة عن الجامع القديم، عدا عدد قليل من الشيوخ والناس المقيمين في الحارة القديمة قريباً من المسجد، ويجب على أبناء القرية ألا يدعوا هذا الجامع عرضة لعوامل الطبيعة، بل أن يعملوا على مواصلة الاهتمام به، فهو يبقى على أي حال معلم أثري وديني مهم يرتبط بتاريخ القرية، ويلعب كعنصر جذب فيها وبالخصوص مئذنته ومحرابه وحرمه من الداخل

أما السيد"أحمد العبسي" يقول: «الجامع من الجوامع القديمة فقد بني منذ نشوء القرية، وربما يزيد عمره على أربعمئة سنة، استخدم المسجد بفترة من الفترات ككتاب يؤمه عدد من أبناء القرية بهدف تعلم القراء والكتابة، وعدد من الآيات القرآنية قبل أن تأسس مدرسة في القرية، و بدأ المسجد بغرفة واحدة مبنية على طراز "الغمس" و"المصلب" ووسع على فترات متلاحقة تبعاً لزيادة عدد سكان القرية، ففي الأربعينات تم إضافة "مصلبة" على البناء ليصبح بحجم أربع غرف، وفي الثمانينيات تمت إضافة غرفة أخرى مبنية بالأسمنت المسلح، ليصبح المسجد بشكله الحالي، أما عن تاريخ بناء المسجد فلا أحد يعرف من أبناء القرية، ولا يوجد أي وثيقة أو تاريخ يدل على ذلك سوى ما تناقله الناس بين بعضهم بعضا».

الجامع من الداخل

كما التقينا السيد "شاكر البدوي" والذي يقول: «يوجد بقايا مسجد قديم آخر في القرية يعرف بجامع "الأربعين" ولا أحد يعرف أيهما أقدم ولكن المتعارف عليه أن الجامع القديم من أقدم الجوامع في القرية ولم تنقطع الصلاة فيه منذ تاريخ إنشائه، ويوجد فيه عدد كبير من المصاحف مكتوب عليها أسماء أناس ماتوا منذ أكثر من /150/عاما ولا تزال مصاحفهم محفوظة بالجامع ما يدل على قدمه وارتباطه الوثيق بقدم القرية وتاريخها الغابر».

كما التقينا السيد "محمد نوري زحلان" والذي يقول: «لقد انقطعت في الفترة الأخيرة الحركة عن الجامع القديم، عدا عدد قليل من الشيوخ والناس المقيمين في الحارة القديمة قريباً من المسجد، ويجب على أبناء القرية ألا يدعوا هذا الجامع عرضة لعوامل الطبيعة، بل أن يعملوا على مواصلة الاهتمام به، فهو يبقى على أي حال معلم أثري وديني مهم يرتبط بتاريخ القرية، ويلعب كعنصر جذب فيها وبالخصوص مئذنته ومحرابه وحرمه من الداخل».

محمد زحلان

ويضيف السيد "محمد البيك": «أنا الوحيد المكلف بالاعتناء بالمسجد، ولا أتوقع أن يحدث عليه من الآن وصاعد أي تعديل أو تغيير، على الرغم من حاجة الجامع الماسة إلى إعادة ترميم تتم على هيكله الخارجي والداخلي في آن واحد، فالسطح عندما يتعرض للأمطار يبدأ بالرشح إلى الداخل والجدران كذلك، فهي بحاجة إلى حفر وإعادة ترميم وسكب بالإسمنت لكي تبقى محافظة على شكلها، وإن بقي الوضع كذلك فإن الجامع عرضة للانهيار والخراب».