في منطقة جغرافية جميلة، ووسط الآثار التي تفوح منها رائحة الحضارة والتاريخ، تقع قرية "ابلين" وذلك في منخفض تحيط به المرتفعات الجبلية حيث تختلط الآثار مع أشجار الزيتون والكرز، تتبع "ابلين" إداريا لناحية "احسم" وتبعد عنها خمسة كيلو مترات في الجهة الجنوبية الغربية، كما أن موقع القرية يشكل قلب منطقة "أريحا".

حول تسمية القرية وتاريخها يقول الباحث "عبد الحميد مشلح": «القرية قديمة نسبياً حيث دبت فيها الحياة في أوائل العهد العثماني وبحسب الأب السرياني "شلحت" فإن "ابلين" كلمة آرامية وتعني الصائمين الزاهدين».

القرية قديمة نسبياً حيث دبت فيها الحياة في أوائل العهد العثماني وبحسب الأب السرياني "شلحت" فإن "ابلين" كلمة آرامية وتعني الصائمين الزاهدين

موقع eIdleb زار قرية "ابلين" بتاريخ 26/7/2010 وكان هذا اللقاء مع الأستاذ "عبد اللطيف هرموش" رئيس مجلس بلدة القرية حيث عرفنا على قريتهم بالقول: «أحدثت بلدية "ابلين" في عام 2001 وكانت القرية قبل ذلك تتبع لبلدية "بلشون"، يتبع لبلديتنا حالياً مزرعة واحدة فقط هي مزرعة "وادي الجوز"، تبلغ مساحة القرية حوالي 700 هكتار ويضم المخطط التنظيمي للقرية 70 هكتاراً، ويبلغ عدد سكانها قرابة 4500 نسمة وهي مخدمة بكافة المرافق المطلوبة، فمن ناحية الكهرباء القرية مخدمة بالكامل منذ سبعينيات القرن الماضي، وحالياً يتم تجديد الشبكة والهاتف الآلي بنسبة 60% وبالمياه بنسبة 100% وجميع طرق القرية معبدة سواء الطرق الداخلية أو الطرق التي تربطها مع القرى المجاورة، وبخصوص موضوع القمامة يلحق بالبلدية جرار يعمل عليه عاملان يقومان يومياً بجمع قمامة القرية، ولكن مشكلة الصرف تعتبر المشكلة المزمنة في القرية وقد تم رفع الدراسة الخاصة بشبكة الصرف الصحي في القرية إلى الوزارة منذ عامين وحتى اليوم ليست هناك أية بوادر بقرب حل هذه المأساة، كذلك يوجد في القرية فرن آلي منذ حوالي عشرة أعوام ونقطة طبية تقدم الإسعافات الأولية لأبناء القرية ومركز ثقافي لكنه غير مفعل».

الطرف الشرقي من قرية ابلين

وحول الوضع التعليمي في القرية يقول الأستاذ "عبد اللطيف": «يوجد في القرية ثلاث مدارس، مدرستان تعليم أساسي ومدرسة ثانوية ويتم حالياً إنشاء مدرسة رابعة، ويبلغ عدد طلاب القرية أكثر من 1000 طالب، معظم المدرسين في مدارس القرية هم من القرى المجاورة، ولدينا عدد من طلبة المرحلة الجامعية في مختلف الاختصاصات كما أننا تخلصنا منذ سنوات من عقدة تعليم الفتيات وقد أثبتت الطالبات تفوقهن على الطلاب».

مختار قرية "ابلين" السيد "عبد الرزاق هرموش" تحدث عن الوضع الزراعي في القرية بالقول: «يعمل سكان القرية بالزراعة وتربية الماشية، وقسم قليل منهم موظفون، وأهم مزروعاتنا هي الأشجار المثمرة وعلى رأسها الكرز والزيتون والتين، وجميع الأراضي الزراعية في القرية بعلية وتكاد تنعدم المحاصيل الشتوية فيها، يوجد في القرية حوالي 10 آلاف شجرة كرز تنتج سنوياً قرابة 50 طنا، ولدينا جمعية فلاحية تقدم الخدمات الزراعية للمزارعين».

الأستاذ عبد اللطيف هرموش

وعن الوضع الاجتماعي في القرية يضيف المختار "هرموش": «من أشهر عوائل القرية هي "الخلف" و"الهرموش" و"العلوش" و"الشحيبر" وهي أقدم العائلات التي سكنت القرية وخاصة "آل هرموش" و"آل خلف"، الحمد لله الوضع الاجتماعي في القرية مستقر تماماً وليست هناك مشاكل تعكر صفو الود والألفة التي تجمع سكان القرية».

تعتبر شجرة الكرز الزراعة الرئيسية في قرى منطقة جبل الزاوية ومنها قرية "ابلين" وعن حجم هذه الزراعة في القرية يتحدث أحد أبنائها السيد "محمود خليل" بالقول: «تساهم قريتنا بكمية لا بأس بها من إنتاج الكرز في منطقة جبل الزاوية، حيث يوجد في القرية حوالي 10 آلاف شجرة كرز تنتج سنوياً قرابة 50 طنا، لذلك فإن هذه الشجرة مع أشجار الزيتون تشكل محور نشاط أهالي القرية خلال الموسم الزراعي».

مشهد من القرية